ARTICLE AD BOX
اختُتم أمس الأحد برنامج بث إعلامي مشترك استمر 24 ساعة تحت شعار "لا تصمت من أجل فلسطين"، نُظم في ميدان السلطان أحمد بمدينة إسطنبول التركية. ونُظّم البرنامج بمبادرة من اتحاد الصحافة التركي، بهدف الاحتجاج على السياسات غير الإنسانية التي تنتهجها إسرائيل في فلسطين. واجتمع 60 صحافياً يمثلون أبرز وسائل الإعلام المحلية والإقليمية في جميع أنحاء تركيا في بثٍّ مباشرٍ متواصلٍ على مدار الساعة، بدءاً من ظهر السبت 31 مايو/تموز إلى ظهر أمس الأحد 1 يونيو/حزيران.
ونقلت صحيفة دايلي صباح عن رئيس اتحاد الصحافة التركية، سنان برهان، تأكيده على التعاون غير المسبوق بين أبرز المؤسسات الإعلامية، مؤكداً على الدور الجماعي الذي يلعبه الصحافيون في الدفاع عن حقوق الإنسان. وأوضح: "من خلال بث مباشر مشترك شاركت فيه أبرز المؤسسات الإعلامية في تركيا و20 وسيلة إعلامية من الأناضول، أصبحنا صوت فلسطين والإنسانية"، مؤكداً على أهمية الحدث في رفع الوعي العالمي بشأن محنة فلسطين.
وخلال مشاركتها في البرنامج، قالت الصحافية ناغيهان ألتشي إنها عندما تنظر إلى ما يحدث في غزة من مجازر من منظور أم، تجد صعوبة في وصف حجم الألم. وأضافت: "الأطفال يموتون جوعاً. لا تزال غزة مغلقة، ونحاول فهم الواقع من خلال المعلومات القادمة من الخارج. أعتقد أنه عند انتهاء هذه المجازر وهذه الإبادة، ستنكشف الحقيقة كاملة بتفاصيل أكثر فظاعة".
وأردفت: "آمل أن يخجل العالم من نفسه. هناك عمى ونفاق كبيران في مواجهة هذه المأساة. نحن نتحدث عن آلة وحشية تستهدف حتى المستشفيات التي تُعالج فيها حالات السرطان". وتابعت: "لقد شهد التاريخ مجازر وجرائم عدة ضد الإنسانية، لكن ما يحدث في غزة أظهر لنا كيف يمكن أن تجتمع كل تلك الفظائع في لحظة واحدة وبأبعاد جديدة".
تضامن مع شعب وصحافة فلسطين
أكدت ألتشي أن الشعوب لم تصمت أمام هذه المجازر، وأن الضمير الإنساني المشترك تحرك عبر الاحتجاجات في الجامعات والشوارع. وشدّدت على أن تركيا لم تبقَ صامتة تجاه مجازر غزة، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى رفع تحركاتهما السياسية إلى مستوى فعّال وملموس.
من جهته، دعا الصحافي أحمد فارول إلى ضرورة اتخاذ موقف موحد ضد ما يحدث في غزة. وتابع: "دعم نضال الشعب الفلسطيني يجب ألا يُنظر إليه على أنه مجرد تضامن مع شعب، بل يجب اعتباره قضية إنسانية مشتركة لكل البشر. يجب أن نكون أكثر وعياً وتصميماً في مواجهة الظلم". وأضاف: "عدد الصحافيين الذين قُتلوا في فلسطين تجاوز 220. لماذا يقتلهم الكيان الصهيوني العنصري؟ لأنهم يكشفون وجهه الحقيقي ويفضحونه أمام العالم. هم منزعجون من هذا الأمر. علينا أن نوقظ البشرية، فالتوعية ونقل المعلومات هما أيضاً جبهة من جبهات الحرب".
أما الكاتب في صحيفة صباح التركية محمود أوفور فأكّد أن ما يحدث في غزة هو مذبحة ومأساة إنسانية، وأن مقتل هذا العدد الكبير من الصحافيين يظهر مدى وحشية ما يجري في القطاع. واستطرد: "بالطبع يجب أن ننتقد العالم الإسلامي، لكن المسؤول الأول عن كل ما يحدث في غزة هو الولايات المتحدة. لو لم ترسل أميركا القنابل، ولم تُموّل إسرائيل، لما حدث هذا. انتقاداتنا يجب ألا تتوقف عند نتنياهو الفاشي فقط".
(الأناضول، العربي الجديد)
