ARTICLE AD BOX
طالب قادة سبع دول أوروبية، اليوم الجمعة، الاحتلال الإسرائيلي بالتفاوض بحسن نية لإنهاء حرب "الإبادة" التي تُشنّ على قطاع غزة منذ نحو 20 شهراً، ورفع الحصار عن القطاع. وجاء ذلك في بيان مشترك لقادة إسبانيا والنرويج وآيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وسلوفينيا، أعلنوا خلاله رفضهم لأي خطط للتهجير القسري من القطاع أو إحداث تغيير ديموغرافي. وقال القادة في بيان نقلته وكالة الأناضول: "لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية المصنوعة بأيدي البشر، والتي تجري أمام أعيننا في غزة"، لافتين إلى أن "أكثر من 50 ألف رجل وامرأة وطفل فقدوا حياتهم في غزة".
وحذر القادة الأوروبيون من أن "كثيرين آخرين قد يتعرضون للموت جوعاً خلال الأيام والأسابيع القادمة ما لم تُتخذ إجراءات فورية"، داعين "حكومة إسرائيل إلى التراجع الفوري عن سياساتها الحالية، والامتناع عن تنفيذ عمليات عسكرية إضافية في غزة"، كما دعوها إلى "رفع الحصار بالكامل عن غزة، بما يضمن إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع، من الجهات الإنسانية الدولية ووفقا للمبادئ الإنسانية".
كما شددوا على "ضرورة دعم الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وضمان وصولها الآمن وغير المقيد" إلى المحتاجين في غزة، كما دعا "جميع الأطراف إلى الانخراط الفوري، وبحسن نية، في مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن (الأسرى الإسرائيليين)، مع الإقرار بالدور الهام الذي تلعبه الولايات المتحدة ومصر وقطر في هذا الشأن".
من جهتها، أشادت حركة حماس في بيان، اليوم الجمعة، بمواقف الدول الأوروبية السبع، ودعت قادة العالم لتحرك عاجل لوقف الحرب ورفع الحصار عن غزة. وقالت الحركة إنها تثمّن "الموقف الإنساني والشجاع الذي عبّرت عنه إسبانيا والنرويج وأيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وسلوفينيا، في بيانها المشترك الذي يرفض الصمت أمام الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، ويدعو إلى وقف العدوان ورفع الحصار الظالم بالكامل، ويدين التصعيد الإسرائيلي وعنف المستوطنين في الضفة الغربية".
كما أعربت الحركة عن تقديرها "للموقف الواضح الذي عبّر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بدعوته إلى وقف إطلاق النار الفوري، وإنهاء الحصار الجائر عن غزة، ورفضه ممارسات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، وهو موقف يُضاف إلى مواقف عدة لدول وشخصيات أوروبية ترفض استمرار هذه الحرب الإجرامية".
وكان ماكرون أكد، الجمعة، أنه يشعر بأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة غير مقبولة، وقال خلال حضوره اجتماعاً للزعماء الأوروبيين في ألبانيا: "الوضع الإنساني في غزة لا يُحتمل"، مضيفاً، بحسب رويترز، أن الأولوية هي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واستئناف دخول المساعدات الإنسانية.
واعتبرت حماس في بيانها أن "هذه المواقف الأخلاقية والمسؤولة تمثّل صرخة ضمير حي في وجه جرائم الاحتلال ومجازره المتواصلة بحق أبناء شعبنا، وتفضح زيف رواية العدو وأكاذيبه التي يحاول من خلالها تبرير حرب الإبادة والتجويع ضد أكثر من مليونين من أهلنا في غزة". ودعت قادة العالم إلى أن "يرفعوا الصوت عالياً ضد الاحتلال الصهيوني ومجازره الوحشية، والعمل الجاد والفوري لوقف الحرب وإنهاء الحصار، وإجبار العدو على الخضوع للقانون الدولي ووقف جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني. كما نتطلع في حركة حماس إلى موقف عربي موحّد للضغط من أجل وقف حرب الإبادة ضد أهلنا في غزة، وضمان إدخال المساعدات الإغاثية والطبية بشكل عاجل وفوري، بما يُنقذ حياة الأطفال والنساء والمدنيين العزّل".
وفي السياق نفسه، ندّد مجلس أوروبا، اليوم الجمعة، بـ"مجاعة متعمّدة" تُفرض في غزة، وقالت دورا باكويانيس، المقرّرة المعنية بشؤون الشرق الأوسط في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، إنه "آن الأوان لا بل تأخّر لاستخلاص العبر الأخلاقية من معاملة الفلسطينيين". وأكّدت في بيان، بحسب فرانس برس، أن "ما من غاية تبرّر الوسيلة. ويجب أن يتوقّف قتل الأطفال والمدنيين العزّل والمجاعة المتعمّدة والمعاناة المتمثّلة في إذلال مستمرّ للفلسطينيين". واعتبرت باكويانيس أن "البلد الذكّي والشجاع له أن يدرك متى تصبح مساوئ أفعاله أكثر من منافعها". وأكّدت المقرّرة الخاصة للمجلس، الذي يعنى بشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية في القارة الأوروبية ويضمّ 46 بلداً، أن "ما يحصل في غزة لا يخدم أحداً، بل بالعكس إنه يهدّد حياة الرهائن المتبقّين ويزرع بذور حماس المقبلة". وأشارت إلى أن "الأمّة الإسرائيلية ذكّية وشجاعة بما فيه الكفاية لتدرك هذه الحقيقة وتضع حداً لهذا الفصل القاتم والمأساوي من تاريخ البشرية".
