ARTICLE AD BOX
يصادف الخميس ذكرى مرور 90 عاماً على تشغيل المرحلة الأولى من أول خطوط مترو موسكو بطول 11.2 كيلومترا فقط في 15 مايو/أيار 1935، والذي جعلها تلتحق بـ23 مدينة فقط حول العالم كانت قد دشنت شبكة المترو في تلك الفترة.
ويتميز مترو موسكو بمحطات متنوعة يشبه بعضها تحفاً فنية فريدة، فيما يغلب على بعضها الآخر طابعاً أكثر حداثة. لم تعد شبكة المترو في العاصمة مجرد وسيلة نقل سريعة، بعيداً عن الازدحام المروري، بل أصبحت رمزاً من رموز العاصمة الروسية، وشاهدةً على تاريخها منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
في الوقت الحالي، توسّع مترو موسكو، ليضم نحو 300 محطة موزّعة على أكثر من 15 خطاً تجاوزت نطاق المدينة ممتدة إلى الضواحي، مما جعله وسيلة التنقل الأساسية لملايين الركاب يومياً.
كما يرتبط مترو موسكو في أذهان الروس بمجموعة من الحقائق المثيرة مثل تحوله إبان الحرب العالمية الثانية إلى ملجأ، إذ تحولت أرصفته وأنفاقه إلى مأوى لنحو نصف مليون شخص أثناء الغارات الجوية لألمانيا النازية. وسرعان ما اتخذت الحياة تحت سطح الأرض ملامح الحياة اليومية العادية، فافتتحت المتاجر وصالونات تزيين الشعر وحتى المكتبات، كما ولد أكثر من 200 طفل داخل المترو أثناء الغارات الجوية. وحتى الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين ألقى إحدى كلماته الشهيرة أثناء الحرب في محطة مترو ماياكوفسكايا عام 1941.
وبعد الحرب العالمية الثانية، دخلت أعمال بناء مترو موسكو مرحلة جديدة، شملت الخط الدائري الرابط بين محطات السكك الحديدية والذي شكل ذروة عمارة الحقبة الستالينية، إذ زُينت المحطات الـ12 بالتماثيل والرسومات ومصابيح ضخمة فريدة من نوعها. وفي عام 2023، استكملت أعمال مد الخط الدائري الكبير بطول نحو 70 كيلومترا الذي يعد الأطول في العالم، مما أتاح التنقل بين أطراف موسكو من دون المرور بوسط المدينة.
ويجمع مترو موسكو في تصاميم محطاته أساليب معمارية مختلفة. على سبيل المثال، استوحيت محطة كروبوتكينسكايا، أو "قصر السوفييت"، كما كانت تسمى عند افتتاحها عام 1935، من بهو معبد الإله آمون رع في الكرنك الذي بناه المصريون القدماء على ضفة النيل الشرقية في مدينة الأقصر في عهد المملكة الحديثة.
ومن بين القصص التي انتشرت حول "كروبوتكينسكايا" أن تشابهها مع معبد الكرنك أثار غضب المشرف على بناء المترو، لازار كاغانوفيتش، في ظل إعلان الشيوعية والإلحاد أيديولوجيا رسمية للدولة السوفييتية حينها. ولكن مصمم المحطة، أليكسي دوشكين، طمأنه بالقول: "عندهم قصور للفراعنة، وعندنا قصور للشعب!".
