أبرز أشكال التضليل حول الصحة النفسية في تيك توك

1 day ago 5
ARTICLE AD BOX

يُروّج آلاف المؤثرين لمعلومات مضللة حول الصحة النفسية على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "تيك توك"، معتقدين اعتقاداً ساذجاً بأن تجربتهم الشخصية سوف تساعد الناس، بينما يسعى البعض الآخر إلى زيادة متابعيه أو بيع منتجاته. وفي إطار تحقيق أجرته صحيفة ذا غارديان البريطانية، حدد الخبراء بوضوح موضوعات المعلومات المضللة الواردة في مقاطع الفيديو المنشورة تحت وسم "نصائح الصحة النفسية" على "تيك توك".

نصف مقاطع "تيك توك" عن الصحة النفسية مضلل

كشف تحقيق "ذا غارديان" أن أكثر من نصف مقاطع الفيديو الأكثر رواجاً في "تيك توك"، التي تقدم نصائح الصحة النفسية، يحتوي على معلومات مضللة. وعبّر نواب وخبراء عن قلقهم من النتائج التي تُفيد بأن منصات التواصل الاجتماعي مليئة بنصائح الصحة النفسية غير المفيدة والضارة، بل والخطيرة أحياناً، وحثّوا الحكومة على تعزيز اللوائح لحماية الجمهور من انتشار المعلومات المضللة.

واطلعت الصحيفة على أكثر مائة فيديو نُشرت على "تيك توك" مع وسم #mentalhealthtips (نصائح الصحة النفسية)، وقدّمتها إلى علماء النفس والأطباء النفسيين والخبراء الأكاديميين، الذين أبدوا آراءهم حول ما إذا كانت المنشورات تحتوي على معلومات مضللة. فخلص الخبراء إلى أن 52 من أصل مائة فيديو تُقدم نصائح حول التعامل مع الصدمات النفسية، والاختلاف العصبي، والقلق، والاكتئاب، والأمراض النفسية الحادة، تحتوي على معلومات مضللة، وأن العديد منها الآخر كان غامضاً أو غير مفيد.

في ما يلي أبرز المشاكل التي وجدها التحقيق في مقاطع الصحة النفسية في "تيك توك":

1. إضفاء طابع مرضيّ على المشاعر الطبيعية

تُشير مقاطع عدة حول اضطراب الشخصية الحدية إلى أعراض تُمثل تجارب يومية، مثل الشعور بالقلق عند تغيير الآخرين لخططهم، وتقلبات المزاج، والخوف من الهجر، وتقليد سلوكيات الآخرين لكسب الإعجاب. ويُظهر مقطع فيديو آخر كيف يتجلى الاكتئاب في مكان العمل من خلال قلة التركيز، والشعور بالتعب، وانخفاض مستويات الطاقة، وفقدان الشهية، والانفعالية. يقول المعالج النفسي والباحث في علم النفس بكلية كينغز لندن، ليام مودلين: "في حين أن بعض "الأعراض" تتداخل مع الاكتئاب، يمكن عزوها إلى مجموعة من الآلام والصراعات".

2. إساءة استخدام المصطلحات العلاجية

ذكر أحد مقاطع الفيديو أن المصابين بالاضطراب ثنائي القطب يعانون من تقلبات مزاجية لأن تقلبات عواطفهم تتسارع بشكل أسرع وأوسع من غيرهم. إلا أن هذا سوء فهم، إذ يعاني المصابون من تقلبات مزاجية ممتدة على مدى أسابيع، وليس تقلبات مزاجية سريعة. تنقل الصحيفة عن وزير الصحة البريطاني السابق والطبيب النفسي، دان بولتر: "هذا مثال على إساءة استخدام تشخيص الصحة العقلية لتفسير أو تبرير السلوك بشكل خاطئ. قد يجد الشخص المصاب بالاضطراب ثنائي القطب هذا الأمر تبسيطاً لتجربته في العيش مع مرض عقلي منهك وخطير".

3. علاجات غير مثبتة وادعاءات كاذبة

يُروّج أحد الفيديوهات لطريقة قيل إنها أرخص من العلاج النفسي وآثارها الجانبية أقل من مضادات الاكتئاب، والتي تُمكّن الناس من "التعافي من الصدمة في ساعة واحدة"، وتتضمن الكتابة عن التجارب المؤلمة لمدة 15 دقيقة متواصلة. تقول المعالجة النفسية المعتمدة، أمبر جونستون: "لا تشير أي أبحاث إلى أن هذا كافٍ للعلاج، وبالتأكيد ليس في ساعة واحدة، وهناك خطر في إجبار الشخص نفسه على العودة إلى هذه الحالة النفسية المؤلمة من دون دعم معالج نفسي خبير".

4. أدلة قصصية

يُظهر مقطع فيديو ساخر شخصاً يرتدي ثوب المستشفى فيما يبدو أنه جناح للأمراض النفسية، وهو يقول: "كنتُ صريحاً جداً مع طبيبي النفسي". وقد يكون هذا ضاراً، إذ "قد يُشجع الناس على عدم الصراحة والانفتاح مع اختصاصيي الرعاية الصحية بشأن صحتهم النفسية"، يؤكد بولتر. وفي مقطع آخر، تُقدم امرأة استراتيجياتها للتعامل مع القلق، بما في ذلك تناول برتقالة أثناء الاستحمام. يقول استشاري طب الأعصاب والنفس والباحث في الطب النفسي بكلية كينغز كوليدج لندن، ديفيد أوكاي: "لا توجد أدلة علمية تُثبت أن تناول الحمضيات أثناء الاستحمام وسيلة لتخفيف القلق، وأخشى أن يؤدي ذلك إلى دوامة متزايدة من السلوكيات غير المألوفة".

Read Entire Article