ARTICLE AD BOX
- القطاع قصة وجع لا تنتهي على وقع صواريخ غاشمة
- الكيان يزيد من قسوة المشهد بسياسته الهمجية
في غــزة، لا تُشترى الألعاب في العيد، بل تُستبدل بقائمة طويلة من الأمنيات المؤجلة، وبطون خاوية تنتظر الفرج.
اقرأ أيضاً : وطنهم رغم أنوفهم.. الخبز لا يكفي لكن العزيمة تُشبع
لا تركض أقدامهم الصغيرة خلف الفرح في الحواري، بل تقف متعبة في طوابير طويلة، تمسك بأوعية فارغة، تتوسل لقليل من الطعام، لقمة تحفظ ما تبقى من حياة في أجساد أنهكها الحصار.
في العيد، بينما تلمع أعين أطفال العالم بالفرح، تتسع عيون أطفال غزة من شدة الجوع والانتظار.
كل طفل منهم لا يحمل دمية، بل يحمل رقمًا في قائمة الإغاثة، ينتظر دوره بصبر رجلٍ عجوز تعلّم أن الحلم في غزة شيء مكلف، قد يُدفع ثمنه من الطفولة نفسها.
هناك، عند أطراف الشوارع المحطمة، تمتد الطوابير كما لو كانت امتدادًا لجراح المدينة. أطفال ونساء وشيوخ، وجوههم متشابهة في الألم، مختلفة في الصمت. لا كلام يُقال في الطابور، فقط نظرات تتبادل الخوف من انقطاع الحصة
قبل أن يصلوا.
كل خطوة تحكي وجعا
كل خطوة في الطابور تحكي وجعًا، كل انتظار يحمل صرخة مكتومة. تحت شمس حارقة أو بردٍ قارس، يقفون بأملٍ هشّ، أن تنجو بطونهم من ليلة أخرى بلا عشاء، أن يحصل طفلهم على وجبة قد تُنسيه أن العيد مرّ من هنا، دون
أن يترك له شيئًا.
وما إن يحين دوره، حتى يُناوله المتطوع مغرفة أرز، أو قطعة لحم صغيرة، فيلتفت إلى أمه بفرح مرتبك، وكأنه حمل كنزًا لا يُقدّر بثمن.
في غزة، العيد لا يعني ملابس جديدة، ولا ضحكات تتعالى في الأزقة… بل يعني بقاء، وصراع مرير مع الجوع، ودرس قاسٍ في الصبر، يُحفظ عن ظهر قلب قبل الأناشيد.
غزة لا تموت، لكن أطفالها يعرفون جيدًا أن للفرح ثمنًا، وأن الجوع قد يسرق منهم العيد، لكنه لن يسلبهم الكرامة.