"أن نكون... كما نحن"

4 days ago 3
ARTICLE AD BOX

ليليان يمّين

 

لا أعدك أن أكونَ مثاليّة،

ولا أريد.

لكنني، كما كنتُ...

معك.

ها نحن،

بعد أكثر من خمسين فجرًا

وخمسين ظلًا،

نقفُ على عتبة الحنين،

لا لنبدأ،

بل لنفهم ما بدأ فينا، ولم يكتمل.

 

حين كل خيبة،

يتلقى الجسد  الضربة أوّلا،

ليس لأنه الأضعف ،

بل الأقرب.

 

جسدي؟

مرآةٌ مائلة.

صار نافذةً تطلّ عليّ،

كأنني الغريبة التي عبرتْ من بين عظامها.

 

يا جسدي،

لم أخنك،

لكنني أرهقتك.

أطعمتك حين لم تكن جائعًا،

وصمتُّ وأنت تستغيثُ بالهواء.

 

ما زاد وزنك خيانة،

بل لجأتُ إليك حين أضعتُ الطريق.

 

أراك متعبًا،

لكن التعبَ عليك... جميل،

والغربةُ فيك... مألوفة.

 

يا جسدي،

كم وعدتك:

أن نبدأ "الاثنين"،

أن ننام مبكرًا،

أن نركض خلف الهواء،

أن نشتري حذاءً ونركض...

ثم سقطنا.

 

أعرفك الآن:

أنتَ شريكي في الهروب،

وفي العودة،

وفي كذبة البداية من جديد.

 

وما زلتَ تفتح بابك لي كل صباح،

كأنك تسامح،

أو تنسى...

 

شكرًا لك،

لأنك حملتني حين كنتُ أثقل من أن أُحمل،

وحميتني حين انكشفتُ،

وبقيتَ واقفًا حين انهار داخلي،

وسِرتَ بي

وأنا أقاومك.

 

في الطريق معا،

كان الحبُّ لعبتنا،

لا لنوقف الشيخوخة،

بل  لنربكها...

لنؤخّر خطاها،

بلمسة،

أو بصوتٍ يهمس في الصباح: "أنا هنا".

 

أدركتك الآن،

وأنا أراك.

فاسمعني:

لا أبحث عن خلاص،

ولا عن معجزة.

كل ما أريده

أن نكمل.

لا كما يبدأ الغريب،

بل كما يعود المنفيّ،

من جهة العارف،

وإن بصمت المتعب،

ولكن بطمأنينة المقيم.

 

لا أريد أكثر من هذا:

أن نصل،

لا حيث يصفّق الآخرون،

بل حيث لا نخون أنفسنا.

 

أن نكون

كما نحن.

Read Entire Article