إسرائيل تقر بـ"فقدان السيطرة موقتا" في مركز توزيع المساعدات بغزة

1 week ago 4
ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">فلسطينيون يحملون صناديق تحتوي على مساعدات قدمتها مؤسسة "غزة الإنسانية" في رفح (أ ب)</p>

أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"فقدان السيطرة موقتاً" أمس الثلاثاء عندما اندفعت حشود من الفلسطينيين إلى مركز إغاثة جديد في غزة، بينما قال مسؤول عسكري رفيع المستوى أن التوزيع كان "ناجحاً" على الرغم من ذلك.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه الثلاثاء "وضعنا خطة مع أصدقائنا الأميركيين لمواقع توزيع مضبوطة، حيث ستُوزّع شركة أميركية الطعام على العائلات الفلسطينية... حصل فقدان موقت للسيطرة. ولحسن الحظ، استعدنا السيطرة". 

في المقابل، أكد مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية أن "توزيع المساعدات بواسطة جهات أميركية، كان ناجحاً".

وأعلنت مؤسسة "غزة الإنسانية" أنها انتهت من توزيع نحو ثمانية آلاف من صناديق الطعام أي ما يعادل نحو 462 ألف وجبة بحلول مساء أمس الثلاثاء، وذلك بعد حصار إسرائيلي دام قرابة ثلاثة أشهر للقطاع الذي مزقته الحرب.

في وقت سابق الثلاثاء، قالت إسرائيل ومؤسسة "غزة الإنسانية"، من دون تقديم أدلة، إن حركة "حماس" حاولت منع المدنيين من الوصول إلى مركز توزيع المساعدات. ونفت "حماس" هذا الاتهام.

وفي وقت لاحق، اتهم المكتب الإعلامي للحركة الجيش الإسرائيلي بقتل ثلاثة فلسطينيين على الأقل وإصابة 46 آخرين قرب أحد مواقع التوزيع، بينما لا يزال سبعة أشخاص في عداد المفقودين. وقال متحدث باسم مؤسسة "غزة الإنسانية" إن معلومات "حماس" "كاذبة تماماً".

وأضافت المؤسسة أن عدد طالبي المساعدة كان كبيراً في وقت ما من اليوم، مما اضطر فريقها إلى الانسحاب للسماح لهم "بأخذ المساعدات بأمان والانصراف"، وتجنب وقوع إصابات. وأكدت أنه لم تقع إصابات، ولم يُطلق أحد النار، وأن العمليات استؤنفت بشكل طبيعي لاحقاً. ولم تعلق إسرائيل بعد على اتهام "حماس". 

 

"قمة النفاق"

من جانبها، وصفت الولايات المتحدة الثلاثاء انتقاد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لجهود الإغاثة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة بأنها "نفاق"، مؤكدة أن الطعام يدخل القطاع الفلسطيني بنجاح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس "إنه لأمر مؤسف، لأن المسألة هنا تتعلق بتقديم المساعدات إلى غزة، ثم تتحول فجأة إلى شكاوى حول أسلوب أو طبيعة القائمين عليها"، واصفة الانتقادات بأنها "قمة النفاق". وأكدت "الأمر الأهم هو أن مساعدات وأغذية تدخل إلى غزة على نطاق هائل". وأضافت "إنها بيئة معقدة والأهم هو أن الأمر يحصل".

واندفع آلاف الفلسطينيين عصر الثلاثاء باتجاه مركز جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أميركياً في منطقة غرب رفح في جنوب قطاع غزة، ما اضطر القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار تحذيراً.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للمم المتحدة ستيفان دوجاريك "لقد شاهدنا الفيديو الصادر من غزة حول إحدى نقاط التوزيع التي أنشأتها مؤسسة غزة الإنسانية. وبصراحة، هذه الفيديوهات والصور مؤلمة جداً". وأضاف "كما أشار الأمين العام الأسبوع الماضي، لدينا وشركاؤنا خطة مفصلة وعملية سليمة، تدعمها الدول الأعضاء لإيصال المساعدات إلى السكان المحتاجين".

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن 400 شاحنة مساعدات إنسانية تنتظر في غزة لتوزيع حمولاتها لكن الأمم المتحدة لا تزال ترفض "القيام بعملها".

 

وفي بيان صدر في وقت متأخر الثلاثاء، قالت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" ومقرها الولايات المتحدة إن إسرائيل سمحت لبعض شاحناتها بالدخول إلى معبر كرم أبو سالم مع غزة، لكن المساعدات محتجزة على الحدود.

وخففت إسرائيل حصارها على غزة قبل أيام، مما سمح بدخول عدد قليل من شاحنات المساعدات من الوكالات الدولية إلى غزة. لكن كمية المساعدات التي دخلت إلى الجيب الساحلي المكتظ بالسكان ليست سوى قدر ضئيل من عدد يتراوح بين 500 و600 شاحنة تقول وكالات الأمم المتحدة إن من الضروري دخولها كل يوم.

تشكيك في حياد المؤسسة

بدأت المؤسسة توفير المساعدات اعتباراً من يوم الإثنين، لكن الفلسطينيين يأخذون في ما يبدو التحذيرات على محمل الجد، والتي جاء بعضها من "حماس" في ما يتعلق بإجراءات الفحص بالمقاييس الحيوية المستخدمة في مواقع توزيع المساعدات التي تقدمها المؤسسة.

وتقول إسرائيل إن مؤسسة "غزة الإنسانية"، التي تتخذ من سويسرا مقراً، هي مبادرة مدعومة من الولايات المتحدة وإن قواتها لن تشارك في نقاط توزيع المواد الغذائية.

لكن تأييد إسرائيل للخطة التي تشبه مخططاتها المطروحة في السابق وتقاربها مع الولايات المتحدة دفعا كثيرين إلى التشكيك في حياد المؤسسة، بمن في ذلك مديرها السابق الذي استقال على نحو مفاجئ يوم الأحد.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن أربعة مواقع للمساعدات أقيمت في أنحاء القطاع خلال الأسابيع الماضية، وأن العمل بدأ في اثنين منها بمنطقة رفح الثلاثاء "وهما يوزعان طروداً غذائية على آلاف الأسر في قطاع غزة".

وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن إحدى مزايا نظام المساعدات الجديد هي إتاحة الفرصة لفحص المستفيدين لاستبعاد أي شخص يتبين أنه على صلة بـ"حماس".

وتقول منظمات إنسانية أطلعت على خطط المؤسسة إن أي شخص يحصل على المساعدات سيتعين عليه الخضوع لتقنية التعرف على الوجه التي يخشى كثير من الفلسطينيين أن ينتهي بها المطاف في أيدي الإسرائيليين لاستخدامها في تعقبهم وربما استهدافهم.

ولم يتم الكشف عن تفاصيل كيفية عمل النظام على وجه التحديد.

subtitle: 
الولايات المتحدة تصف انتقاد الأمم المتحدة لجهود الإغاثة في القطاع بأنه "قمة النفاق"
publication date: 
الأربعاء, مايو 28, 2025 - 02:00
Read Entire Article