إضراب سائقي الشاحنات في إيران يتمدد لـ135 مدينة

1 week ago 3
ARTICLE AD BOX

<p>إضراب سابق لشاحنات إيرانية (إرنا)</p>

بينما يدخل إضراب سائقي الشاحنات في إيران يومه الثامن امتدت دائرة الإضراب إلى 135 مدينة وتواجه السلطات الاحتجاجات بالعنف وتمارس إجراءات مشددة لبث الرعب بين المعترضين.

وعزت وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري الإيراني الإضرابات إلى تحريض جهات أجنبية، وأعلنت عن اعتقال عدد من الأفراد الذين أقدموا على تصوير الاحتجاجات وإرسال مقاطع فيديو إلى تلفزيونات ووسائل إعلام تبث من الخارج.

ونشرت "تسنيم" مقطع فيديو عن اعتقال عدد من المواطنين الذين ظهروا بملابس السجون وقالوا إنهم أرسلوا مقاطع فيديو إلى "وسائل الإعلام المعارضة" وذكروا أنهم تعرضوا للخداع وأعربوا عن ندمهم لتصوير احتجاجات سائقي الشاحنات.

وتحولت إضرابات سائقي الشاحنات في إيران إلى أهم موضوع في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وأظهرت مقاطع الفيديو التي شاركها الناس على الإنترنت خلو الطرقات الرئيسة بين المدن من الشاحنات، مما يثبت توسيع رقعة الاحتجاج.

ويعترض هؤلاء على صعوبة الحياة وارتفاع الأسعار وعدم وجود نقابات داعمة لهم وإهمال المسؤولين لتلبية مطالبهم وأكدوا أنهم ماضون في احتجاجهم حتى تحقيق جميعها.

في المقابل يحاول مسؤولو النظام ووسائل الإعلام التابعة له الإيحاء بأن سبب الاحتجاجات يعود لتحريض وسائل الإعلام المعارضة ويحاولون التقليل من أهميتهما، واتهم بعضهم سائقي الشاحنات بالتورط في تهريب الوقود. وتنشر وسائل الإعلام الحكومية محتوى يشير إلى قرب حل مشكلات سائقي الشاحنات.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني خلال اجتماع أمس الأربعاء إن الحكومة ملزمة الرد على مطالب جميع المواطنين والإصغاء إليهم وتلبية حاجاتهم، ونقلت عن وزير النفط قوله "إذا ما تحرك سائقو الشاحنات في المسار الذي تعينه الحكومة، فبإمكانهم التزود بالوقود بالأسعار السابقة".

وكان ارتفاع أسعار الوقود سبباً رئيساً في الاحتجاجات التي تطرح قضايا أخرى، من بينها أمن الطرقات والاعتراف بالنقابات التي تمثل سائقي الشاحنات وتحسين الأجور.

وأوضح رئيس هيئة سائقي الشاحنات أن الحكومة وعدت بمراجعة رفع أسعار الوقود ومن المقرر إشراك أعضاء الهيئة في النقاشات المتعلقة بهذه المسألة.

وأعلن رئيس لجنة الإعمار في مجلس الشورى الإيراني محمد رضا كوجي عن صياغة مشروع فوري لمتابعة مطالب سائقي الشاحنات، قائلاً "بعد مداولات في عدد من اللجنان المتخصصة بمجلس الشورى اتُفق على صياغة مشروع فوري لتحسين الضمانات المتعلقة بسائقي الشاحنات وتحسين أجورهم وتوفير الوقود اللازم بأسعار مناسبة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تزامناً تعمل السلطات على قمع الاحتجاجات ومواجهتها بعنف والترويج بانتماء المحتجين إلى جهات أجنبية، وقال نائب رئيس نقابة سائقي الشاحنات جلال موسوي في حديث إلى صحيفة "بيام ما"، "يستغل عدد من الأفراد الوضع والاحتجاجات الجارية من خلال العبث بالأمن ويمنعون سائقي الشاحنات من العودة للعمل".

وفي هذا الإطار تصف بعض وسائل الإعلام الحكومية مثل "جهان نيوز" الاحتجاجات بأنها تأتي بتحريض من الخارج وأعلنت عن اعتقال من وصفتهم بالمتورطين بالقيام بأعمال "مناهضة للبلد" و"إرعاب سائقي الشاحنات وتهديدهم" إذا ما أوقفوا الاحتجاج على السلطات.

وأعلن اتحاد سائقي الشاحنات أمس خلال بيان أن الاحتجاجات شملت 135 مدينة وأن "صوتنا بات يسمع في جميع أنحاء إيران".

وأعلن الاتحاد أن هذه الوحدة والتضامن لا تعود لسائقي الشاحنات وحسب، بل "هي نداء الآلاف من العمال لتلبية مطالبهم وإننا سنستمر بالاحتجاج على رغم جميع الضغوط".

وأشار البيان إلى انضمام سائقي الشاحنات الصغيرة في مدينة نيشابور شرق إيران إلى الاحتجاجات ودعا جميع سائقي الشاحنات إلى الانضمام للاضطرابات الآخذة بالتوسع في أنحاء البلاد.

وأعرب الاتحاد عن أسفه لاعتقال عدد من سائقي الشاحنات في بعض المدن مثل أصفهان وهورمزكان وفارس وكرمانشان وأردبيل وخوزستان وطالب بإطلاق سراحهم فوراً من دون أية شروط، وذكر بصورة قاطعة أن الحرس الثوري والأمن الداخلي لن يتمكنا من إضعاف إرادتهم في المضي باحتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم.

وحظي موضوع إضراب سائقي الشاحنات في إيران باهتمام عالمي، وأكدت وكالة "أسوشيتد برس" أن هذه التحركات بدأت من مدينة بندر عباس وهي من أهم مراكز النقل والشحن البحري وعمت جميع أنحاء البلاد وتحظى الحركة بتضامن المعارضين في الداخل والخارج، مرجحة أن تتحول إلى موجة جديدة من الحراك ضد النظام.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن إيران تشهد بين فترة وأخرى إضرابات ويسمح قانون العمل بها، لكن هذا الإضراب غير عادي من ناحية المدة والنطاق على الصعيد الوطني.

وكتبت منظمة "دادبان" لمراقبة حقوق الإنسان على وسائل التواصل أن هناك بالفعل حالات هاجمت خلالها قوات الأمن احتجاجات السائقين، ونقلت عن المدعي العام في مقاطعة فارس الجنوبية كامران ميرحاجي قوله إن عدداً من الأشخاص "الذين منعوا تنقل الشاحنات" أوقفوا.

وبثت قناة "إيران إنترناشونال" الناطقة باللغة الفارسية التي يقع مقرها في لندن وتنتقد السلطات في كثير من الأحيان، مقاطع فيديو قالت إنها أرسلت من داخل البلاد، تظهر الطرق مقفرة في حين تكون عادة مكتظة بالشاحنات.

وتضامن عدد من وجوه المعارضة مع الاحتجاجات من بينهم المخرج الحائز جائزة السعفة الذهبية في "مهرجان كان" أخيراً جعفر بناهي والفنان مهدي يراحي والممثلة كتايون رياحي.

ووصف جعفر بناهي هذه التحركات بأنها "صرخة بوجه الظلم والنهب" وذكر أن سائقي الشاحنات متعبون ولا وسيلة أمامهم إلا الاحتجاج.

نقلاً عن اندبندنت فارسية

subtitle: 
الإعلام الحكومي يتهم النشطاء بالانتماء للخارج والنظام يحاول احتواء الموقف عبر وعود بتحسين الأجور
publication date: 
الخميس, مايو 29, 2025 - 18:45
Read Entire Article