ARTICLE AD BOX
أقرّ مجلس الوزراء الصومالي، بعد جلسة طارئة عقدها اليوم الأحد، تعيين مهد محمد صلاد مديرًا لجهاز المخابرات والأمن الوطني، وذلك بناءً على توصية من وزارة الأمن الداخلي. وبحسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية (صونا)، يأتي هذا القرار في إطار تعزيز الجهود الأمنية والاستخبارية في البلاد، إذ يتمتع مهد صلاد بخبرة واسعة؛ حيث شغل مناصب رفيعة، من بينها وزير في الحكومة، ونائب في البرلمان، كما سبق له أن تولى قيادة جهاز المخابرات ذاته في فترة سابقة.
عُيّن مهد صلاد (من مواليد 1980) رئيسًا لوكالة المخابرات والأمن الوطني للمرة الأولى في 26 مايو/أيار 2022، بعد انتخاب حسن شيخ محمود رئيسًا للصومال. وخاض حملة شرسة ضد حركة الشباب، حيث أمر بتركيب الكاميرات في التقاطعات والشوارع الرئيسة في العاصمة مقديشو، وتراجعت حدّة التفجيرات التي كانت تشهدها مقديشو بين الحين والآخر منذ عام 2023. في 4 إبريل/نيسان 2024، أعلن مهد صلاد استقالته من منصب رئيس وكالة المخابرات، وعُيّن عبد الله محمد علي (سنبللشه) في المنصب خلفًا له.
وكان صلاد نائبًا في البرلمان الفيدرالي لولايتين متتاليتين (2012–2022)، وفاز أيضًا بالولاية الثالثة، إلا أنه تنحّى عن عضويته في مجلس الشعب (البرلمان) الحالي، بعد أن كُلّف مديرًا لجهاز المخابرات في مايو/أيار 2022. وشغل أيضًا مهمات نائب وزير الخارجية الصومالي في الفترة من 17 يناير/كانون الثاني 2014 إلى 5 فبراير/شباط 2015، وتقلّد مهام وزير الدولة لشؤون رئاسة الصومال من 6 فبراير/شباط 2015، خلال فترة الرئاسة الأولى للرئيس حسن شيخ محمود، وهو من المقرّبين له وعضو بارز في حزب اتحاد السلام والتنمية، الذي أسّسه شيخ محمود عام 2011. ويُذكر أنه من مواليد مدينة طوسمريب (وسط الصومال)، وتلقّى تعليمه الأساسي فيها، أمّا تعليمه الجامعي فكان في مصر، حيث تخصّص في العلوم السياسية، وحاز درجة الماجستير.
وقال الباحث الأمني شوقي هير، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن توقيت تعيين مهد صلاد يأتي في إطار سعي الحكومة الفيدرالية لتثبيت أمن البلاد، والقضاء على التنظيمات الإرهابية، وتعزيز المنظومة الأمنية، خاصة حفظ واستقرار العاصمة مقديشو. كما أن إعادة تعيينه تصب في مصلحة تعزيز الأمن، حيث شهدت فترة تولّيه السابقة لملف المخابرات إنجازات أمنية وهدوءًا أمنيًّا.
ولفت إلى أن إجراء تغييرات في المنظومة الأمنية في البلاد يعكس مدى رغبة الحكومة الفيدرالية في رفع جهوزيتها للقضاء على التنظيمات الإرهابية، ومكافحة حركة الشباب، مشيرًا إلى أن الاستجابة للمرحلة الأمنية من خلال تعيينات وتغييرات جذرية تصب في صالح الاستقرار الأمني للبلاد. وفي رأيه، أهّله السجل الأمني الحافل لصلاد للعودة إلى المنصب، حيث إن فترته شهدت قدرًا كبيرًا من الجهود لمكافحة حركة الشباب الموالية، وإن الفترة المقبلة تتّسم بالجدّية والصرامة في مكافحة المهددات الأمنية في ظل قيادة المدير الجديد لجهاز المخابرات.
وفي السياق، اعتبر الباحث في شؤون مكافحة الإرهاب، حسن علي عبد الستار، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تعيين مهد صلاد جاء بناءً على توجهات سياسية وأمنية من قبل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، لافتاً إلى أن التباطؤ الأمني في مقديشو، وحدوث خروقات أمنية في بعض الأحيان، دفع القيادات الصومالية إلى إعادة تعيين صلاد مرة ثانية لجهاز المخابرات، وأن ما يميّزه من غيره هو كونه رجلًا عمليًّا، يركّز على الأمن أكثر من السياسة، والقضايا المتعلقة بالمصالحة بين القبائل.
وشهدت العاصمة مقديشو، منتصف شهر مايو/أيار الماضي، مقتل نحو 20 شخصًا، وإصابة 15 آخرين في هجوم نفّذه انتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا في حي ودجر جنوبي مقديشو، بالقرب من القاعدة العسكرية التركية. وكشفت وسائل إعلام محلية أن الانفجار استهدف عددًا من المجندين الذين كانوا ينوون الانضمام إلى تدريبات عسكرية للجيش في معسكر يتبع لوزارة الدفاع.
