ARTICLE AD BOX
شكّل تولي المدرب الإسباني لويس إنريكي (55 عاماً) قيادة الجهاز الفني لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي كابوساً يُلاحق النجوم بلا استثناء بعدما وَعَدَ أمام وسائل الإعلام العالمية في المؤتمر الصحافي، خلال شهر يوليو/ تموز عام 2023، بأنّ مهمته المقبلة هي صناعة فريق قادر على تحقيق الألقاب، خاصة دوري أبطال أوروبا.
وحصل إنريكي على الضوء الأخضر من إدارة نادي باريس سان جيرمان الفرنسي برئاسة القطري ناصر الخليفي (51 عاماً)، الذي أراد إعادة الهدوء مرة أخرى إلى غرف خلع الملابس، وفرض سيطرة المدرب على النجوم الذين يعملون على إثارة المشاكل والصراعات، وعلى رأسهم الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً) الذي شغلت قضية رحيله عن "الباريسي" إلى ريال مدريد الإسباني الجميع بلا استثناء، بداية من رفاقه وصولاً إلى الجماهير الرياضية ووسائل الإعلام.
واستطاع إنريكي في موسمه الأول مع باريس سان جيرمان تحجيم دور مبابي في غرف خلع الملابس، حتى استطاع المدرب الإسباني السيطرة بشكل كامل على كل شيء، وأصبحت جماهير "الباريسي" تشاهد مهاجمها يجلس على مقاعد البدلاء خلال المواجهات المهمة في الدوري الفرنسي لكرة القدم، ليرحل في سوق الانتقالات الصيفية الماضية إلى ريال مدريد الإسباني، وتبدأ مهمة صاحب الـ55 عاماً الحقيقية، وهي إعادة بناء "بي إس جي"، بحيث لا يعتمد على نجم واحد فقط يدور حوله كل شيء.
إنريكي.. بداية التحول في "الباريسي"
وهكذا ركّز إنريكي على اللعب الجماعي في الموسم الحالي، مع الصرامة الكبيرة التي أظهرها مع المهاجم الفرنسي عثمان ديمبيلي (28 عاماً)، الذي خطف الأنظار إليه وبقوة، وكان أحد الأسباب الأساسية في حسم لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم، بعدما سجل 21 هدفاً وقدم ست تمريرات حاسمة، بالإضافة إلى دوره في قيادة كتيبة المدرب الإسباني إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا، التي أحرز فيها ثمانية أهداف وأعطى أربع تمريرات حاسمة، الأمر الذي جعل وسائل الإعلام العالمية تتغنى بالوجه المغاير للمهاجم الفرنسي بفضل الحزم والشدة اللذين أظهرهما المدير الفني الإسباني.
ولم يكن ديمبيلي المشكلة الوحيدة التي وجد إنريكي حلّاً لها في باريس سان جيرمان، بل امتدت يد المدرب الإسباني إلى النجم المغربي أشرف حكيمي (26 عاماً)، الصديق المُقرّب من مبابي، بعدما شكّل رحيل الأخير صدمة لمدافع "أسود الأطلس"، لكن ذلك لم يمنعه في الموسم الحالي من التركيز في خوض المواجهات، وظهر بشكل مغاير تماماً، من خلال الالتزام بتعليمات المدير الفني التي جعلته أحد أبرز نجوم الفريق في الدوري الفرنسي لكرة القدم، إذ سجل فيه أربعة أهداف وقدّم ست تمريرات حاسمة خلال خوضه 25 مباراة، ليساهم في حصد اللقب المحلي، ويكون سبباً في بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا، بفضل إحرازه ثلاثة أهداف، وإعطائه خمس تمريرات حاسمة.
ولا يقتصر حزم المدرب إنريكي على هذا الثنائي فقط، بل امتد أثره إلى الجميع بلا استثناء، وهو ما جعل نادي باريس سان جيرمان يظهر بشكل مختلف هذا الموسم، سواء في الدوري الفرنسي لكرة القدم الذي حسمه مرة أخرى أو في كأس فرنسا، وبقي لدى المدير الفني الإسباني إثبات نفسه في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي تنتظره جميع وسائل الإعلام العالمية والجماهير الرياضية، كون الفريق سيخوض اختباراً حقيقاً أمام إنتر ميلانو الإيطالي، يوم السبت المقبل، لحصد اللقب الأول قارياً في تاريخه.
