ARTICLE AD BOX
بحث وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، اليوم الاثنين، مع نظيره النرويجي إسبن بارث إيدي، في عمّان الجهود المستهدفة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل فوري، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي سببها العدوان. وأكد الوزيران، بحسب بيان صادر عن الخارجية الأردنية، ضرورة التوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وإزالة جميع العقبات أمام دخول مساعدات إنسانية كافية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، وأهمية تكاتف كل الجهود لإطلاق مسار حقيقي وفاعل لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن أمن المنطقة واستقرارها.
وناقش الوزيران الأوضاع في سورية، وأكدا ضرورة دعم الحكومة السورية في إعادة بناء سورية على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها وتلبي حقوق جميع مواطنيها، مشددين على أن استقرار سورية والحفاظ على أمنها هو ضمان للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب المحادثات، قال الصفدي إن النرويج عملت بشكل فاعل من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، والحؤول دون تسبيب المزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني في غزة، والعمل من أجل إدخال المساعدات، وإيجاد أفق سياسي حقيقي لتنفيذ حل الدولتين.
وأضاف "وبالنسبة لنا في المملكة مرة أخرى، ندين العدوان، ونطالب بأن يتحرك المجتمع الدولي بشكل فوري لإنهائه، ثمة اتفاقية تبادل على الطاولة، نؤكد دعمنا لكل الجهود المستهدفة إنجازها حتى يتوقف العدوان، وحتى تدخل المساعدات إلى غزة، الكارثة الإنسانية في غزة لا يمكن القبول بها، استخدام إسرائيل التجويع سلاحاً هو جريمة حرب، وهو خرق فاضح ليس فقط للقانون الدولي، ولكن أيضاً لكل القيم الإنسانية، وهذا يجب أن يتوقف". من جهة أخرى، أدان الصفدي اقتحام وزراء إسرائيليين متطرفين للمسجد الأقصى في القدس المحتلة بقوله: "جريمة نحذر منها، ونحذر من عقباتها".
وأضاف: "واضح أن الوزير الإسرائيلي المتطرف الذي يدعو إلى تهجير الفلسطينيين، إلى قتل الفلسطينيين، وما يمثله من أيديولوجية متطرفة، يريد أن يدفع الضفة الغربية أيضاً نحو التفجر، ونحذر بشدة لأن تفجر الأوضاع في الضفة الغربية سيدفع المنطقة كلها إلى المزيد من التوتر والصراع"، في إشارة إلى اقتحام أكثر من ألفي مستوطن، على رأسهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف، وعضو الكنيست من حزب "القوة اليهودية" إسحاق كرويزر، باحات الأقصى المبارك، في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس عام 1967.
وقال الصفدي: "نوجه أيضاً رسالة للمجتمع الدولي برمته بضرورة أن يتحرك سريعاً وبفاعلية من أجل عدم السماح لهؤلاء المتطرفين من فرض أجندتهم على المنطقة وجر المنطقة إلى المزيد من الصراع"، مضيفاً "لن تحصل إسرائيل على الأمن ما لم يحصل الفلسطينيون على الأمن، لن يتحقق الاستقرار في المنطقة ما لم يحل أساس الصراع وهو القضية الفلسطينية، وسبيل حل الصراع واضح، معظم دول العالم تجمع عليه وهو حل الدولتين وفق المرجعيات المعتمدة". وشدد على ضرورة وقف المجزرة الإسرائيلية في غزة واستخدام التجويع سلاحاً وحرمان أهل غزة غذاءهم ودواءهم وتدمير مقومات الحياة في غزة.
وأكد موقف الأردن في رفض تهجير الفلسطينيين من وطنهم التاريخي خرقاً للقانون الدولي واستباحة لحقهم في الحياة والحرية والدولة على تراب وطنهم. وقال الصفدي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "الذي جعل من بلده دولة مارقة يرهن مستقبل المنطقة كلها للصراع خدمة لمصالحه الشخصية والأيديولوجية". بدوره، قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، إن بلاده ستعمل مع الأردن والشركاء الفاعلين من أجل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، والاعتراف بها على أساس حل الدولتين. وقال بارث: "الوضع الذي نراه الآن في غزة هو وضع كارثي، هو شيء لا يصدق، ويجب أن يتوقف حالاً".
وشدد على "ضرورة العمل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب الكارثية على غزة التي استمرت على مدار 19 شهراً، وستتكرر مراراً وتكراراً إذا لم نتعامل مع المسألة الحقيقية، وهي غياب وجود دولة فلسطينية". وأكد أن "الحل الأفضل والأوحد للشعب الفلسطيني أن يحصل على حقوقه كاملة في إقامة دولتهم المستقلة وبشكل آمن، إلى جانب إسرائيل، التي بإمكانها أن تزدهر بدون هذه الحروب"، مشيراً إلى أن "النرويج تعمل مع الأردن والشركاء الفاعلين سواء من منظمة التعاون الإسلامي وغيرها من أجل تطبيق حل الدولتين".
وتطرق بارث إلى "إنشاء مجموعة مدريد من أجل تنفيذ حل الدولتين التي تأسست العام الماضي وتسعى لإيجاد حل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن النرويج تتطلع إلى المشاركة في اجتماع حل الدولتين الذي سيعقد في نيويورك الشهر المقبل برئاسة السعودية وفرنسا. وذكر أن النرويج اعترفت بدولة فلسطين العام الماضي إلى جانب مجموعة من الدول كإسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا، وستعمل جاهدة لتشجيع دول أوروبية أخرى للاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما أعرب الوزير النرويجي عن قلقه البالغ مما يجري في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ولا سيما الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى "من قبل المقتحمين الذين يريدون أن يكون هناك تصعيد ومشاكل أكبر، الأمر الذي يعد مساراً خاطئاً يجب مواجهته"، على حد تعبيره.
