الإعلام ينتفض على إسرائيل: حان وقت الحساب

6 days ago 7
ARTICLE AD BOX

بعد 19 شهراً من العدوان على غزة الذي خلّف أكثر من 53 ألف شهيد، هبت الدول الأوروبية لتصعد من ضغوطها على حليفتها إسرائيل على وقع التجويع وتكثيف العمليات العسكرية في القطاع الفلسطيني. ورافق هذه "الهبّة" الأوروبية استنفار في الإعلام العالمي، وتحديداً البريطاني منه، الذي فتح صفحاته وشاشاته للإضاءة على معاناة الفلسطينيين الإنسانية وممارسات إسرائيل التي تزداد وحشية يوماً بعد يوم، والتي صار السكوت عنها تورطاً.

الكاتب في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إيشان تارور، قال، أمس الأربعاء، إنه "مع استمرار إسرائيل في تجويع غزة وتدميرها لها، فإنها تتحول إلى دولة منبوذة عالمياً". في هذا المقال الذي لم ينشر في قسم الرأي، بل في قسم العالم، في الصحيفة التي قيل الكثير في الفترة الأخيرة حول تقرب مالكها من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أبرز حلفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصف إيشان تارور العدوان المتواصل على غزة بـ"الحرب الوحشية"، واتهم إسرائيل صراحة في العنوان بـ"تجويع غزة وتدميرها"، وأشار إلى "الظروف البائسة في القطاع المحاصر (...) حيث قُتل العشرات من سكان غزة جراء القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، بينما أُجبر عشرات الآلاف مرة أخرى على الفرار داخل جيب محاصر يفتقر إلى المأوى والبنية التحتية الأساسية". وتطرق صراحة إلى إعاقة إسرائيل مرور المواد الغذائية والسلع الإنسانية إلى القطاع، ما يعرض أكثر من مليوني شخص لخطر المجاعة. كما تطرق إلى العلاقة بين نتنياهو و"حلفائه في اليمين الإسرائيلي المتطرف الذين يدعون علناً إلى تدمير غزة وتطهيرها عرقياً، ويعارضون دخول الإغاثة الإنسانية إلى القطاع"، ومنح حيزاً ملحوظاً لتصريحات زعيم حزب الديمقراطيين والجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، يئير غولان، الذي قال الثلاثاء إن "إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم، كجنوب أفريقيا سابقاً، إذا لم تعد إلى التصرف بوصفها دولة عاقلة؛ الدولة العاقلة لا تنخرط في قتال المدنيين، ولا تقتل الأطفال هوايةً، ولا تضع تهجير السكان هدفاً لها".

وفي صحيفة ذا غارديان البريطانية، كتب أوين جونز، الثلاثاء، أن "موعد الحساب حل أخيراً: ليس فقط لنتنياهو، بل لمن مكنّوه أيضاً". وقال الصحافي البريطاني إنه "من الواضح أن فكرة الحساب تُسيطر على عقول السياسيين الغربيين، بل ربما تُؤرقهم"، بعدما انضمت بريطانيا هذا الأسبوع إلى فرنسا وكندا في إدانة معاناة أهالي غزة ووصفها بأنها "لا تُطاق"، مُهدّدةً بردٍّ "ملموس" غير مُحدّد إذا استمرّ العدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة. واستذكر جونز أن "وزير الخارجية ديفيد لامي أعلن، في حديثه أمام مجلس العموم الثلاثاء، أن المملكة المتحدة علّقت محادثاتها التجارية مع إسرائيل، واستدعت سفير الأخيرة لدى المملكة المتحدة، وفرضت عقوبات على بعض المستوطنين المتطرفين، وقال: العالم يحكم، والتاريخ سيحكم عليهم"، في إشارة إلى حكومة بنيامين نتنياهو. إلا أنه شدد على أن "حجم الحساب يجب أن يتناسب مع حجم الجريمة". وأضاف: "تلوح حقيقة واضحة: سيُذكر هذا (العدوان على غزة) كواحدة من أعظم جرائم التاريخ. تُحذر الأمم المتحدة الآن من أن 14 ألف طفل رضيع قد يموتون خلال الـ48 ساعة المقبلة من دون مساعدة. زعيم المعارضة الإسرائيلية والجنرال السابق يئير غولان - الذي قال في وقت سابق من هذا العام نودّ جميعاً الاستيقاظ في صباح ربيعي لنجد أن 7 ملايين فلسطيني يعيشون بين البحر والنهر قد اختفوا تماماً - يُصرّح الآن بأن بلاده تقتل الأطفال هوايةً. ومع ذلك، تتصرف إسرائيل بحصانة تامة".

أما هيئة تحرير الصحيفة نفسها فعلقت، الثلاثاء، على الدعوات لإنقاذ غزة بالتشديد على أنّ "الفلسطينيين يحتاجون إلى أفعال، لا أقوال". واستخدمت كلمة "مذبحة" في الحديث عن العدوان الإسرائيلي على غزة، ورأت أنّه "لدى الولايات المتحدة القدرة على وقف المذبحة وتحقيق وقف إطلاق نار. لكن ضغط الحلفاء الآخرين قد يُحدث فرقاً. إذا كانوا يهتمون بإنقاذ الأرواح - وليس فقط بصورتهم - فقد حان الوقت لاتخاذ إجراء حاسم".

تغير النبرة تجاه إسرائيل يمكن رصده أيضاً في "ذي إيكونوميست" التي انتقلت من نشر مقالات تحمل عناوين على شاكلة "لهذا يجب على إسرائيل مواصلة القتال" إلى "يجب أن تنتهي الحرب في غزة"، وكذلك في "ذا تايمز" المملوكة لروبرت مردوخ والداعمة لإسرائيل التي باتت تنشر مقالات رأي تتساءل "لماذا نغض الطرف عن فظائع غزة". وفي صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أيضاً، كتبت هيئة التحرير نفسها، في 6 مايو/أيار الحالي، عن "الصمت الغربي المخزي عما يحدث في غزة"، وقالت إنّ على المسؤولين في الغرب "الخجل من صمتهم، والتوقف عن تمكين نتنياهو من التصرف بلا عقاب"، وأضافت أن "كل هجوم جديد يصعب عدم الشك في أن الهدف النهائي لائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف هو ضمان أنّ غزة غير صالحة للسكن وطرد الفلسطينيين من أراضيهم". وكتبت الصحيفة نفسها، الاثنين الماضي، أنّ "أطفال غزة لا يستحقون أن يجوعوا".

Read Entire Article