الاحتلال يمنع وفداً رسميا فلسطينيا ومتضامنين أجانب من دخول مسافر يطا

5 days ago 4
ARTICLE AD BOX

منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي وفداً فلسطينياً رسمياً ومتضامنين أجانب، اليوم الاثنين، من دخول مناطق خلة الضبع وسوسيا والتوانة في مسافر يطا جنوب الخليل، جنوبي الضفة الغربية. واعترضت قوات الاحتلال الوفد المكون من رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية مؤيد شعبان وعدد من موظفي الهيئة والنشطاء الأجانب ومنعته من دخول قرى المسافر، وتحديدًا "التوانة، وسوسيا". ولليوم الثاني على التوالي تتعامل قوات الاحتلال مع "خلة الضبع" بمسافر يطا، على أنها "منطقة عسكرية مغلقة" يمنع دخولها لغير سكّانها.

وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت صباح أمس الأحد، خلة الضبع، منطقة عسكرية مغلقة يحدد دخولها من قبل سكّانها بعد إظهار هويّاتهم الشخصية لمدة 24 ساعة غير أن الاحتلال يتعامل مع القرار وكأنه نافذ ومستمر طوال الوقت، بحسب مدير عام العمل الشعبي ودعم الصمود في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عبد الله أبو رحمة. وقالت الهيئة في بيان لها "إن هذا القرار يأتي في سياق سياسة التهويد والسيطرة على أراضي المواطنين الذين يتعرضون لعمليات الملاحقة والقمع والقتل، لتنفيذ المزيد من المخططات الاستعمارية التي تدعمها حكومة الاحتلال".

جيش الاحتلال يمنع صحفيين دوليين من الدخول إلى مسافر يطا جنوب الخليل للاطلاع على التدمير وعمليات التهجير التي ترتكب بحق الفلسطينيين في المنطقة pic.twitter.com/xZLuTFPuwI

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 2, 2025

وقال أبو رحمة لـ"العربي الجديد" إن الزيارة "جاءت للتعبير عن رفضنا القاطع لكل هذه السياسات، وللوقوف إلى جانب أبناء شعبنا في هذه المناطق، وهي زيارة معنوية بدرجة أولى، بمشاركة الوزير، وكادر الهيئة بما يقارب ثلاثين موظفًا، بالإضافة إلى عدد من الصحافيين، والمتضامنين الأجانب ونشطاء إسرائيليين، وممثلين عن المجالس المحلية، من أجل دعم صمود الأهالي ورفع معنوياتهم".

وأضاف أبو رحمة الذي كان من ضمن الوفد "بعد وصولنا إلى مدخل قرية التوانة في مسافر يطا، فوجئ الجميع بإغلاق الحاجز، ومنع دخول أي أحد إلى خلة الضبع والتوانة، بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة. حتى النشطاء الأجانب والإسرائيليين الذين كانوا معنا، مُنعوا من الدخول، وتم إبلاغنا أن الدخول مسموح فقط لمن يحمل هوية التوانة، وغير ذلك ممنوع". وأشار أبو رحمة إلى أنه كان واضحًا علم قوات الاحتلال المسبق بوجود زيارة لقرى المسافر وقد اعتبر المنطقة عسكرية مغلقة اليوم خصيصًا بالتزامن مع وجود الوفد، لا سيما وأن مسؤول الشرطة الإسرائيلية سلّمهم قرار اعتبار المنطقة عسكرية مغلقة، وأن أي شخص يدخل سيتم اعتقاله، وذلك القرار كان بتاريخ اليوم دون تحديد وقت انتهاء المدة.

وقال: "أُبلغنا بوضوح أنه ممنوع الدخول، وإذا دخلتم سيتم اعتقالكم (...) وضعوا الحواجز، ومنعونا بالقوة، لقد حاولنا الدخول سيرًا على الأقدام دون سيارات، لكن تم اعتراضنا وتهديدنا باعتقال رئيس الهيئة مؤيد شعبان". وأشار أبو رحمة إلى أنهم توجهوا بعد منعهم من دخول خلّة الضبع، إلى قرية سوسيا، غير أن قوات الاحتلال وأجهزة الشرطة الإسرائيلية لاحقت الوفد.

وأضاف: "احتجزنا الاحتلال عند مدخل سوسيا، بحجة وجود قرار من المحكمة بمنع دخول أحد غير سكان سوسيا، كما هدد الجنود الوزير والكادر بالاعتقال مجددًا، وسُحبت البطاقات الشخصية من الموجودين بالمكان وعوملنا بطريقة غير إنسانية، لكن ذلك كله كان موثقًا من قبل المتضامنين والنشطاء والصحافيين الأجانب".

وأكد أبو رحمة أن "إسرائيل تواصل انتهاكاتها دون أي اعتبار للنشطاء، سواء كانوا إسرائيليين أو دوليين أو حتى مسؤولين فلسطينيين ووزراء. هناك سياسة ممنهجة لتمرير مخططاتهم الاستيطانية، سواء عبر اعتداءات المستوطنين أو عبر سياسات الحكومة الإسرائيلية، باستخدام كل الوسائل لمنع أي دعم أو مساندة لهذه التجمعات الفلسطينية، بهدف خنقها وعزلها عن محيطها، وتركها فريسة لمليشيات المستوطنين". وطالبت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيانٍ صادر عن رئيسها مؤيد شعبان، "المؤسسات الدولية لزيارة أهالي خلة الضبع، والعمل على وقف انتهاكات الاحتلال ومستعمريه وجرائمهم، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا، وفرض عقوبات رادعة بحق عناصر الإرهاب الاستعماري ومن يقف خلفها ويحميها ويمولها".

وتعتبر مسافر يطا من أبرز المناطق المستهدفة استيطانيًا في الضفة، إذ أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا قرارًا في مايو/أيار 2022 يسمح بطرد سكان 12 تجمعًا في المنطقة؛ بحجة وجودها داخل مناطق تُصنّف كـ"مناطق إطلاق نار"، ما يهدد بتهجير جماعي قسري خاصّة بعد أن تقلص عدد سكّان التجمعات من 4000 إلى 2700 بفعل عمليات الهدم والمصادرة للأرض والبيوت، فيما تحيط بمسافر يطا عدة بؤر استيطانية أبرزها "أفيغال" و"سوسيا" و"متسبيه يائير" و"كرمئيل".

Read Entire Article