الجيش السوداني يطوق بارا ويكثف ضرباته الجوية على نيالا

1 day ago 4
ARTICLE AD BOX

<p>اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" القوات المسلحة السودانية بقتل عشرات المدنيين، والجيش ينفي (أ ف ب)</p>

حقق الجيش السوداني أمس الأربعاء تقدماً ملاحظاً في عدد من جبهات القتال بولايتي شمال كردفان وغربها، إذ أحكم سيطرته على طريق الصادرات الاستراتيجي الرابط بين أم درمان وإقليم كردفان، مع قيامه بتطويق مدينة بارا بشمال كردفان من محاور عدة، فيما شن طيران حربي تابع للجيش غارات جوية قوية ومكثفة على مواقع وتجمعات "الدعم السريع" بكل من مدينة أبو زبد بولاية غرب كردفان، ومدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور التي شهدت تصعيداً عسكرياً غير مسبوق.
وبحسب مصادر عسكرية، بسط الجيش سيطرته الفعلية على المناطق المحيطة بطريق الصادرات الحيوي، وذلك في إطار عملية عسكرية محكمة تهدف إلى تأمين هذا الطريق الذي يعد بمثابة شريان اقتصادي يؤمن الإمداد اللوجستي بين ولايات الإنتاج بغرب البلاد والخرطوم، فضلاً عن منع تسلل قوات "الدعم السريع" عبره.
وأشارت المصادر إلى أن استعادة مدينة بارا (ولاية جنوب كردفان) أصبحت قاب قوسين وأدنى بعد دفع الجيش بتعزيزات عسكرية كبيرة مكنت قواته من تحقيق اختراق كبير وتوغلت باتجاه مواقع استراتيجية تحيط بالمدينة، وأفادت المصادر ذاتها بأن الطيران الحربي التابع للجيش نفذ ضربات جوية دقيقة استهدفت مركزين قياديين لـ"الدعم السريع" في مدينة أبو زبد أسفر عن مقتل وجرح عدد من أفراد قواتها، وتدمير آليات كانت تستخدم في نقل الإمدادات والتحرك داخل المنطقة.
كما شهدت منطقة الحقينة الواقعة قرب مدينة الرهد بشمال كردفان، وفقاً لشهود، اشتباكات محدودة بين الجيش و"الدعم السريع"، لكن سرعان ما عادت الحياة لطبيعتها بعد ساعات من المواجهة.

محور دارفور

في هذا المحور، تعرضت مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور أمس الأربعاء لهجوم جوي بالطيران التابع للجيش استهدف مطار المدينة وعدداً من أحيائها السكنية، مما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
وأوضحت مصادر عسكرية أن قصف المطار استهدف طائرتين يعتقد أنهما تحملان ذخائر وإمدادات عسكرية، مما تسبب بانفجارات متتالية هزت أرجاء المدينة، وأحدث حالة من الذعر لسكان المدينة، كما طاولت الضربات عدداً من الجرارات والمركبات العسكرية التي كانت تستخدم في نقل الشحنات.
في الأثناء اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" القوات المسلحة السودانية بقتل عشرات المدنيين، في هجمات استخدمت قنابل غير موجهة ألقيت من الجو على أحياء سكنية وتجارية في نيالا أوائل فبراير (شباط) الماضي.
وأوضحت المنظمة في تقرير أن الجيش شن هجمات متكررة على نيالا، التي يقطنها أكثر من 800 ألف شخص، منذ سيطرة "الدعم السريع" عليها في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وشدد التقرير على أن هذه الهجمات اتسمت بالعشوائية، إذ إن للقنابل المستخدمة آثار واسعة النطاق ودقة محدودة، ولا يمكن، في معظم الحالات، توجيهها إلى هدف عسكري محدد في مناطق مأهولة بالسكان، مؤكداً أن شن هجمات عشوائية، عمداً أو بتهور، هو جريمة حرب.
لكن المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله نفى صحة تقرير "هيومن رايتس ووتش"، مؤكداً أن الادعاءات الواردة في التقرير حول قصف المدنيين في نيالا غير صحيحة ومجافية للواقع.
واعتبر عبدالله التقرير ضمن مخطط دولي يستهدف السودان وشعبه، لافتاً إلى أن المنظمات تلتزم الصمت تجاه الفظائع والانتهاكات التي ترتكبها قوات "الدعم السريع" في حق المواطنين.
وتابع "نؤكد أن ميليشيات الدعم السريع تقوم باستهداف مباشر وممنهج للمرافق العامة، بما في ذلك المنشآت الصحية ومصادر المياه والكهرباء، أمام أنظار المجتمع الدولي الصامت".

عنف وجوع

إلى ذلك قالت "منظمة أطباء بلا حدود" أمس الأربعاء، إن العنف وانعدام الأمن والجوع تسبب في تدمير حياة الناس في ولاية جنوب دارفور الخاضعة لسيطرة قوات "الدعم السريع" منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأشارت المنظمة في تقرير لها إلى أنه "على رغم توقف القتال حالياً، إلا أن انعدام الأمن لا يزال قائماً، إذ يتعرض الناس لعنف مروع على الطرقات وفي المزارع والأسواق وفي بيوتهم، فضلاً عن وقوع اعتقالات تعسفية وسرقات ونهب". ونوه التقرير إلى أن المنظمة قدمت منذ يناير (كانون الثاني) 2024 إلى مارس (آذار) 2025 الرعاية لـ659 من ضحايا العنف الجنسي المتفشي على نطاق واسع. وبين أن الرعاية الصحية في جنوب دارفور غير متاحة، نظراً إلى تضرر المرافق وتدميرها وفرار العاملين وعدم تلقي الرواتب وانقطاع الإمدادات، فيما "يعاني الناس من أجل تحمل تكاليف النقل للوصول إلى ما تبقى من نظام الرعاية الصحية"، لافتاً إلى أن المنظمة عالجت خلال يناير 2024 وحتى مارس 2025 أكثر من 10 آلاف طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد، كما قدمت العلاج الغذائي لآلاف الفتيات والنساء الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين سوء التغذية.
وأوضح التقرير أن الأسر في جنوب دارفور تضطر إلى الاكتفاء بوجبة واحدة في اليوم، في ظل ارتفاع كلفة الطعام. وأضاف أنه "نظراً إلى المعوقات الشديدة التي تمنع تأمين الخدمات والرعاية، لا تزال وكالات الأمم المتحدة غير موجودة على الأرض في جنوب دارفور لتقود الاستجابة وتنسقها، حتى بعد مرور أكثر من عامين على النزاع، فيما تتحرك المنظمات غير الحكومية ببطء وحذر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

انحسار الكوليرا

صحياً، أكدت وزارة الصحة بولاية الخرطوم استمرار انحسار وباء الكوليرا بالولاية طبقاً للرصد والمتابعة، إذ بلغ عدد الاصابات 425 حالة، في مقابل خمس وفيات، وتعافي 372 حالة.
وعزا مدير الإدارة العامة للطوارئ والأوبئة بوزارة الصحة بولاية الخرطوم محمد التجاني انحسار وباء الكوليرا نتيجة لزيادة التدخلات وسط المخالطين للحالات وتوفير الخدمات الطبية اللازمة لهم، فضلاً عن التدخلات التي تمت عبر فرق الاستجابة السريعة أو عبر العيادات الميدانية وكلورة مياه الشرب وعمليات الإصحاح البيئي. ونبه التجاني إلى أن حالات الاصابة بالوباء بلغت أعلى معدل منذ يوم الـ29 من مايو (أيار) بواقع 1590 إصابة، وبدأت بعد التدخلات المكثفة في الانحسار، مشيراً إلى مواصلة جهودهم مع الشركاء يداً بيد حتى تعلن الخرطوم خالية من الكوليرا.

جهود دولية

دولياً عقد نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لاندو اجتماعاً حول الحرب في السودان مع سفراء السعودية ومصر والإمارات لدى الولايات المتحدة، وقال لاندو إن الصراع في السودان يهدد المصالح المشتركة في المنطقة ويسبب أزمة إنسانية، مشدداً على أن بلاده لا تعتقد أن الصراع قابل للحل العسكري، ولذلك ينبغي على الدول الرباعية السعي إلى إقناع الأطراف المتحاربة بوقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل تفاوضي. وأشار إلى أن واشنطن تدرك التأثير الإقليمي لأزمة السودان، وبالتالي يجري العمل بصورة وثيقة مع "الرباعية" لمعالجة الأزمة، موضحاً أن الاجتماع ناقش الخطوات التالية للقيام بذلك.
من جانبه، رحب التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية (صمود) باجتماع المجموعة الرباعية (الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات) المنعقد في واشنطن، داعياً إلى ممارسة ضغوط لوقف الحرب.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم التحالف جعفر حسن أن تركيز الاجتماع على وقف إطلاق النار، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، يمثل خطوة جادة ومحل ترحيب.
ونوه إلى أن ما تم يمثل خطوة أولى تحتاج إلى جهود أكبر وتنسيق أوسع من جميع الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً، مؤكداً أن إنهاء الحرب لا يمكن أن يتم من دون ممارسة ضغوط متصاعدة على الأطراف المتحاربة.

subtitle: 
انحسار وباء الكوليرا في ولاية الخرطوم واجتماع لـلرباعية في واشنطن حول السودان
publication date: 
الخميس, يونيو 5, 2025 - 07:45
Read Entire Article