ARTICLE AD BOX
بدأت العائلات الكردية النازحة من قرى شمالي العراق، في العودة إلى قراها التي هجرت منها، رغم انعدام للخدمات وانتشار للألغام، وذلك بعد نزوحهم لسنوات طويلة بسبب الصراع بين مسلحي حزب العمال الكردستاني والجيش التركي. وتأتي عودة الأهالي عقب قرار الحزب بحل نفسه. وسبق أن أعلن إقليم كردستان العراق في السنوات الماضية نزوح أهالي أكثر من 800 قرية في محافظات الإقليم الثلاثة، أربيل والسليمانية ودهوك، بسبب وجود عناصر الحزب، بسبب العمليات البرية والجوية من قبل القوات التركية ضد الحزب في أراضي الإقليم، وفقدان الأمن.
وعلى الرغم من إعلان العمال الكردستاني، الأسبوع الماضي، اتخاذه قراراً بحل نفسه ونزع سلاحه، استجابة لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان، لم يتخذ بعد خطوات عملية بهذا الاتجاه، بحسب وزير داخلية إقليم كردستان ريبير أحمد. وأشار في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، "لم تُتخذ بعد أي خطوات عملية لنزع سلاح العمال الكردستاني، وغير واضح متى وكيف سيتم ذلك. العملية لا تزال بين الحزب وتركيا"، مؤكداً أن "إقليم كردستان لعب دوراً في التقريب بين الطرفين وسيستمر ذلك في المستقبل".
الحياة تعود إلى قرى دهوك
من جهته، أكد عضو المجلس المحلي السابق في قضاء العمادية بمحافظة دهوك، وهو من أكثر مناطق شمالي العراق تضرراً نتيجة معارك الكردستاني، عمر سورجي، أن العمليات العسكرية والحرب بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال، أدت إلى هجرة سكان أكثر من 250 قرية في القضاء، مبيناً في تصريح صحافي، أمس الثلاثاء، "بعد الإعلان عن حل حزب العمال الكردستاني، فإن العديد من النازحين عادوا إلى قراهم، بعد سنوات من التهجير". مضيفاً "على الرغم من عودة النازحين، لكن آثار الحرب ما تزال موجودة، فالمتفجرات والمقذوفات الحربية، تحتاج جهداً حكومياً كبيراً، وتعاوناً من قبل الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، لإزالة مخلفات الحرب".
وتترقب الكثير من العائلات التي نزحت من قرى دهوك والمحافظات الأخرى، نزع سلاح العمال الكردستاني، ومن ثم الشروع بإعادة الخدمات لقراها، وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان في المحافظة، هيوا كولي، إن "الحياة بدأت تدب في معظم قرى دهوك، التي تحولت في فترات سابقة إلى ساحات معارك. ورغم عودة أعداد من العائلات، لكن هناك كثير من العائلات لا تفضل العودة إلا بعد أن تطمئن أمنياً وتتأكد من نزع سلاح العمال الكردستاني فعلياً". وأضاف "يجب أن تعمل حكومة الإقليم بالتعاون مع بغداد على إعادة الخدمات لتلك القرى التي تضررت وأن يتم تعويض الأهالي، لتسهيل عملية عودتهم وليستثمروا أراضيهم مجدداً بالزراعة وتربية المواشي وتعاد الحياة بشكل تام". ولحقت مناطق وجود العمال الكردستاني في شمالي العراق، أضرار جسيمة نتيجة الصراع والمعارك مع الجانب التركي، وتعد محافظة دهوك الأكثر تضرراً من بين تلك المحافظات، حيث قد دُمرت نحو 30 % من قراها، وأصبحت خالية من السكان، بحسب ما أعلنه في فترات سابقة مسؤولون كرد.
وكانت إدارة محافظة دهوك، قد كشفت في بيان سابق عن "مباشرة حكومة كردستان فعلياً بتنفيذ بعض مشاريع إعادة الإعمار في المناطق المتضررة من بينها تعبيد طريق وادي بالند الواصل إلى منطقة نيروه وريكان، إلى جانب استكمال هذه المشاريع في مناطق أخرى مثل القرى الواقعة على سفوح جبلي كارة ومتين".
ويتخذ مسلحو العمال الكردستاني من جبال قنديل والمناطق الحدودية الوعرة داخل إقليم كردستان العراق معقلاً لهم، وينشط مسلحوه في تلك المناطق، كما يفرضون ضرائب وإتاوات على سكان المنطقة، وسبّبوا إخلاء مئات القرى الحدودية داخل الإقليم من ساكنيها، خصوصاً ضمن حدود محافظتي أربيل ودهوك، كما يعرقلون إيصال الخدمات لعشرات أخرى منها.
