ARTICLE AD BOX
كشف رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي القطري ناصر الخليفي (51 عاماً) عن تفاصيل مثيرة خاصة بطريقة حسم صفقة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي (37 عاماً) في صيف عام 2021، بالإضافة إلى السر وراء ظهور الفريق بقوة في موسم 2024-2025 وحصد لقب الثلاثية التاريخية، أبرزها لقب بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخ "الباريسي".
وقال ناصر الخليفي، في حديثه لبرنامج المجلس بقنوات الكأس القطرية، اليوم السبت: "بعد 14 عاماً من التعب والمعاناة، والتعاقد مع الكثير من النجوم، والمشاكل وحديث وسائل الإعلام، تمكنا بتوفيق الله من تحقيق لقب بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخنا، ولا أنسى أيضاً ذكر والدتي، رحمة الله عليها، التي كانت تدعو لي دائماً، وهذه المسابقة هي لها، لأن أمنيتها الوحيدة كانت رؤيتي أحمل الكأس الأغلى أوروبياً".
وتابع الخليفي: "في عام 2006، حاولنا بداية مشروع كروي، لكن في بداية 2010، قررنا اختيار باريس سان جيرمان كونه أحد أندية العاصمة الفرنسية، بالإضافة إلى شغف جماهيره التي أعتبرها الأفضل، وبالفعل، قمنا بشراء الفريق مقابل 70 مليون دولار، وكانت لدينا فرصة للعمل على تحقيق إنجاز مع نادٍ لم يكن يمتلك الكثير من الألقاب، وكان متواضعاً، مع احترامي لجميع الرؤساء والملاك السابقين، لكن هدفناً كان هو إعادة الهيكلة في كل شيء".
وأوضح: "نحن نمتلك الآن، بفضل الخطة التي وضعناها منذ يومنا الأول، نادي باريس سان جيرمان، وأعددنا لإقامة أفضل مركز تدريب في العالم، وهذا ما حصل بالفعل، والنجوم الذين قدموا إلينا كانوا يستمتعون كثيراً بالمرافق الداخلية للنادي، وجرى تكوين عقلية الفريق عبر مركز التدريب الخاص بنا، والبعيد عن ملعب حديقة الأمراء بنحو 17 دقيقة، ولدينا 40 غرفة للفريق الأول، و50 غرفة للناشئين والشباب، والمرحلة التي وصلنا إليها جاءت بعد تجاوز الكثير من الصعوبات، خاصة أنني قطري الجنسية (يقصد الانتقادات من قبل وسائل الإعلام)، وهذا شيء لا أستطيع تعميمه، لأنه يوجد الكثير من الذين تعاونوا معنا".
وأردف: "هناك غيرة شعرت بها من قِبل إدارات أندية ووسائل إعلام، لأن المشروع الخاص بنا جاء كمافساً أساسياً في فرنسا، وحققنا رقماً قياسياً بعدد ألقاب الدوري والكأس والرابطة، والوصفة في استمرار النجاح، هو التركيز على بناء فريق شاب يقاتل، حتى يحصد الألقاب، ونحن الآن أصغر فريق في أوروبا، والحمد لله خطتنا نجحت في النهاية بفضل الكشافين الذين أعتبرهم الأفضل، ولدينا أفضل خط وسط في العالم، ورغم أن كرويف غيّر الكرة العالمية، فإن لويس إنريكي فعلها معنا، حتى إن الكثير من المدربين حول العالم باتوا يأتون إلينا من أجل مشاهدة المواجهات التي نخوضها في جميع البطولات".
واستطرد: "كان الجميع سابقاً يلعب من أجل نجم في باريس سان جيرمان، لكن اليوم لدينا العديد من النجوم واللاعبين، مثل عثمان ديمبيلي وأشرف حكيمي وحارس مرمى اسمه دوناروما وغيرهم، يلعبون من أجل المجموعة، وهذا ما شاهده الجميع في الموسم الحالي، وفي نهائي دوري الأبطال شاهد الجميع كيف لعب النجوم لدينا، رغم أننا كنا فائزين بخمسة أهداف مقابل لا شيء على إنتر ميلان، وأيضاً لن أنسى أننا قمنا بتغيير الجهاز الطبي، وهذا سبب قلة الإصابات لدينا هذا الموسم، وللعلم، فقد شاهدت إعادة نهائي الأبطال حتى أركز في التفاصيل التي حدثت، وجميع صفقاتنا كانت ناجحة، لأن اللاعبين يحبون لعب كرة القدم".
وأكد الخليفي: "نصيحتي لجميع النجوم العرب والمواهب الشابة بأن عليهم الإيمان بهدفهم، والحرص على الاستماع لجميع الانتقادات، والرد عليها في الملعب، وهذه من واقع خبرة في باريس سان جيرمان مدة 14 عاماً، والجميع يتذكر أننا كنا نركز على التوقيع مع نيمار، وبعدها كيليان مبابي، وبالنسبة لميسي، فإنني تلقيت مكالمة هاتفية من المدير الرياضي ليوناردو أراوخو الذي أبلغني أن الأرجنتيني يريد القدوم إلينا، وعملت على هذه الصفقة مدة 48 ساعة، بعدما قمت بالتواصل مع العديد من الشركات العالمية، واستطعت تحقيق الأرباح المالية من ميسي، وأشكر هؤلاء الثلاثة الذين قدموا كل شيء لنا، رغم صعوبة وجود ثلاثة من أكبر الأسماء العالمية في فريق واحد".
وحول صفقة نيمار التاريخية، قال الخليفي: "لقد كان البرازيلي أفضل نجم في برشلونة، وقدومه إلى باريس سان جيرمان حينها أثبت للعالم أننا نادٍ يثق به الجميع، وحينها، بدأنا وضع خطتنا حتى نحصد لقب دوري الأبطال، لكن مع تجربة كل شيء، تعلمنا من الدروس، ومع قدوم لويس إنريكي إلينا، آمنت به بعد أول مقابلة معه، واعتبرنا أنه المدرب الأفضل لنا، بعدما أكد لنا أنه لا يريد نجماً كبيراً في فريق، لأنه يعمل على بناء مجموعة واحدة تضم 23 لاعباً، ومن يتدرب ويعطي بنسبة 100%، فإنه يستحق خوض المواجهات، وأدار المرحلة بشكل كبير للغاية، رغم ضغط المباريات، وهذا ما شاهده الجميع من الموهبة دوي الذي سجل هدفين وصنع هدفاً في نهائي الأبطال، وكل شيء يعود إلى العمل الفني الذي قام به الإسباني الذي سكن مدة ثمانية أشهر في مركز التدريبات، وعشقه وحياته كرة قدم، بداية من الساعة الثامنة صباحاً حتى التاسعة مساء يومياً".
وتحدث ناصر الخليفي عن مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي (55 عاماً) بقوله: "بعد سنوات ومعاناة طويلة ومعارك وتحمل الانتقادات، قام الإسباني بالتعلق الكبير مع الجماهير الذين باتوا يغنون نشيداً خاصاً، وآمنوا بالفريق هذا الموسم، خاصة في مرحلة الدوري التي عانينا فيها في الأبطال، والمواجهة ضد ليفربول كانت ملحمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهي الخطوة الأولى في حصد اللقب، والمعسكر في قطر، والإجازة التي حصل عليها الجميع لمدة عشرة أيام، وتبلورت فكرة خطف اللقب، لكن وضعت خطة خطوة بخطوة، وأصبحت كل مباراة مثل نهائي، وهزمنا ليفربول بأفضل نسخة على ملعبه في أنفيلد، ولديهم مواهب صغيرة، وفزنا عليهم، وهذا ما أعطانا الثقة، وبعد فوزنا بلقب الدوري الفرنسي، قام عثمان ديمبيلي بالتحدث مع رفاقه بأن علينا حصد لقب الأبطال، وهذا هدفنا رغم كل الظروف التي عشناها في طريقنا، وفزنا على أستون فيلا وأرسنال، وفي النهائي الإنتر الذي أحترمه كثيراً، لأن الفريق الإيطالي هزم برشلونة وأخرجه من السباق".
ووجه الخليفي رسالة إلى جماهير باريس سان جيرمان قائلاً: "في عام 2014، سمحت لمشجعي الأولتراس بعد تفاوض كبير مع الأمن الفرنسي، لأن تكوين الأجواء أمر مهم، ووجودهم على يسار الملعب دائماً يعطي الدفعة الكبيرة للنجوم، وانتشرنا اليوم في جميع أنحاء العالم، بسبب قيامنا بحسم العديد من صفقات النجوم الكبار، وأصبحوا يعشقون باريس سان جيرمان، ولدينا أكاديميات منتشرة حولة العالم، وتطورنا في كل شيء، واحتفلنا بعد نيل لقب الأبطال، وبعد حصد اللقب، حققنا أرباحاً مالية بسبب رغبة الجماهير في اقتناء القميص الخاص بنا، وفي الاحتفالات، شاهدت الكثير من الأشياء للمرة الأولى في حياتي، بسبب الأعداد الغفيرة من الجماهير الصغيرة في السن، وهذا هو ما أركز عليه، استهداف الجيل الصغير القادم بقوة، وشعرت اليوم بأن فرنسا تقف خلف فريقنا".
وختم الخليفي حديثه: "شعرت بالفخر عندما قام الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بتقديم الشكر إلى دولة قطر على الاستثمار في نادي باريس سان جيرمان، والسبب الرئيس في حصد اللقب كان اختيار لويس إنريكي، وأردت أن أشاهد الفريق يمتع ويستمتع، حتى إن الإعلام الإنكليزي بدأ يتحدث عن طريقة لعبنا الهجومية بفضل خط وسطنا، الذي حرص المدير الفني الإسباني على وضعه في عقول اللاعبين، وحديثه الدائم في التدريبات والمواجهات، والتركيز على طريقة اللعب، هي السبب الحقيقي في حصد لقب الأبطال".
