ARTICLE AD BOX
تقاسم المتنافسون جوائز "مهرجان الدوحة المسرحي" في دورته السابعة والثلاثين، مساء أمس السبت، على خشبة "مسرح يوفينيو" بمنطقة الريان جنوب غرب العاصمة القطرية، وسط حضور جماهيري كبير لم ينقطع طوال أمسيات المهرجان التي بدأت في الحادي والعشرين من مايو/ أيار الماضي.
وتسلّم المتنافسون والمتنافسات جوائزهم من وزير الثقافة القطري عبد الرحمن بن حمد آل ثاني الذي بدوره كرّم مجموعة من المشتغلين في عالم المسرح ومنهم راحلون تقرّر في هذه الدورة أن تُزجى إليهم التحية تقديراً لبصمتهم التي تركوها.
عشرُ مسرحيات عُرضت على المسرح الذي يستقبل للمرّة الثانية هذا المهرجان، وربّما مؤقتاً، إلى أن تنتهي ترميمات مسرح قطر الرئيسي على كورنيش الدوحة، والأعمال من إنتاج فرق أهلية وشركات إنتاج خاصة تنافست على فئات جوائز المهرجان الأقدم في دول مجلس التعاون الخليجي، انطلقت دورته الأولى في فبراير/ شباط عام 1978، متخذاً اليوم شعار "من الخمسينيات إلى ولادة المهرجان حتى اليوم والدوحة تحتفي بالمسرح".
"الساعة التاسعة"
وسلّمت رئيسة لجنة التحكيم، الكاتبة هدى النعيمي، النتائج النهائية لهذه الدورة، وكان النصيب الأكبر من الجوائز لفرقة قطر المسرحية ومسرحيتها "الساعة التاسعة" التي فازت بجائزة أفضل عرض متكامل، وتسلّم الجائزة رئيس الفرقة حمد عبد الرضا، ومخرج العمل محمد الملا. ونالت المسرحية أيضاً جائزتَي أفضل ديكور وأفضل مؤثرات صوتية، وحصلت مريم فهد على جائزة أفضل ممثلة دور ثان عن دورها في "الساعة التاسعة"، وسامح الهجاري أفضل ممثل دور ثان عن المسرحية ذاتها.
تضمن المهرجان عشرة عروض وأوبريتاً بعنوان "المسرح جمهور"
وفاز فيصل رشيد بجائزة أفضل إخراج عن مسرحية "نخل" وكذلك أفضل إضاءة عن مسرحية "نخل"، وهي من إنتاج شركة فضائية للإنتاج الفني، بينما حصل كل من طالب الدوس وسعود التميمي على جائزة أفضل نص مسرحي عن مسرحية "البهلول" لشركة مشيرب للإنتاج الفني. وفي فئة التمثيل، نالت أسرار محمد جائزة أفضل ممثلة دور أول عن مسرحية "نخل"، وخالد الحمادي جائزة أفضل ممثل دور أول عن مسرحية "البهلول". وحصلت كل من هيا وشيماء المطاوعة على جائزة أفضل ماكياج عن مسرحية "نخل"، في حين نال الفنان فالح فايز جائزة أفضل أزياء عن مسرحية "مطلوب مهرجين" من إنتاج شركة السعيد للإنتاج الفني.
الجوائز التشجيعية
أما عن الجوائز التشجيعية، فذهبت جائزة أفضل ممثل واعد للفنان محمد المطاوعة عن دوره في مسرحية "الساعة التاسعة"، فيما فازت الفنانة روان رمضان بجائزة أفضل ممثلة واعدة عن مسرحية "البهلول". كما فازت مسرحية "مطلوب مهرجين" بجائزة أفضل إنتاج، وتقاسمت جائزة أفضل فنان عربي مشارك كل من ريام الجزائري (مسرحية "الساعة التاسعة") وأمير دسمال ("مطلوب مهرجين").
وحضرت عائلتا المسرحي القطري الراحل موسى زينل الذي رحل في سبتمبر/ أيلول الماضي، والمخرج المصري عبد المنعم عيسى الذي رحل في إبريل/ نيسان الماضي، تكريم اسميهما لما قدّماه من خدمة جليلة في مسيرة المسرح القطري، كما كرم وزير الثقافة المخرج القطري فهد الباكر.
ولم يغفل القائمون على الليلة الختامية أسماء فنية خليجية في عالم المسرح رحلت ويتذكرها جمهورها بالمحبة والتقدير، فعرضت على الشاشة مقاطع اشتُغل جزء منها بالذكاء الاصطناعي ظهرت فيها صور فنانين مثل الكويتي عبد الحسين عبد الرضا (1939-2017)، والقطري عبد العزيز جاسم (1957-2018).
وثمة في المقابل تكريمات أُخرى تعتمدها وزارة الثقافة بناء على ترشيحات الفرق المسرحية، وكانت على النحو التالي، الفنان التشكيلي يوسف أحمد الذي رشحته فرقة الوطن، وهو معروف منذ السبعينيات بدوره مهندساً للديكور المسرحي، والمخرج سعد البورشيد من فرقة قطر، والمخرج أحمد المفتاح من فرقة الدوحة المسرحية.
المسرح جمهور
وكانت الساعة الثامنة مساء لحظة بدء أوبريت حمل عنوان "المسرح جمهور"، وهو من أوله إلى آخره مانفيستو مسرحي، لم يكف عن رفع شعار مفاده أن المسرح في نهاية المطاف هو الجمهور الذي ينبغي الوصول إليه.
وقام الأوبريت على ثنائية زادت من جرعته العاطفية الغنائية، وانتزعت تصفيقاً مطولاً عدة مرات، حيث كان الصراع جلياً بين منتج صاحب مال، وفنان مثقف، الأول يحاول إفساد المسرح بالقول إن "الدراهم مراهم" والثاني صاحب الوعي الذي يؤكد أن هذا المسرح أداة ثقافية جمالية تحفز إلى التفكير والنقاش والتغيير.
من أبرز المُكرّمين المسرحي القطري الراحل موسى زينل
والعمل الذي استهلم رموز المسرح منذ الإغريق حتى شارلي شابلن، من تأليف الشاعرين عبد الرحيم الصديقي وتيسير عبد الله وألحان الفنان فيصل التميمي وإخراج الفنان سعد البورشيد، وضم نخبة من فناني قطر الذين قدموا لوحات من التراث الغنائي القطري والحديث، وأمام خشبة المسرح على المقاعد الأولى من المدرج انضم مسرحيون قطريون وعرب إلى الأوبريت منادين بصوت واحد "المسرح جمهور".
ندوات تطبيقية
وكان أحد عشر يوماً من "مهرجان الدوحة المسرحي" مجالاً للعرض والنقاش وأحياناً السجال في الندوات التطبيقية التي كانت تُقام يومياً عقب العروض المسرحية. ولعلّها هذه البادرة من أكثر ما يحرص عليه القائمون على المهرجان وفيه ملمح واضح هو الاستقطاب الجماهيري، حيث لا تتسع القاعة دائماً للحضور، ودائماً يقع تناول العروض فوراً من دون تأجيل بما فيها من سلبيات وإيجابيات كلّ من زاوية نظره. ولا تقتصر الندوات التطبيقية على البعد التنظيري لفكرة المسرح وكفاءة النص والإخراج، بل تتدخل في أدق تفاصيل التقنيات، مثل الأخطاء التي وقعت ويرى منتقدوها أنها نتاج قلّة تدريب أو خلل تقني كان ينبغي تداركه.
وعلى مدار عدّة أيام شهدت الدورة حفل توقيع كتابين يوثّقان السيرة الذاتية لاثنين من رموز الإبداع المسرحي، وهما: الناقد المسرحي حسن رشيد والفنان والمخرج فالح فايز. وجاء كتاب "حسن رشيد.. حارس الذاكرة" من إعداد حنان قصاب، وكتاب "فالح فايز.. رحلتي مع المسرح" من إعداد محمد مطر، ويمزج الكتابان بين الذاكرة الفردية لكل منهما والتاريخ الجماعي لحركة المسرح القطري.
