الشرطة تنشر هوية داهس جماهير ليفربول لمنع أعمال الشغب

6 days ago 4
ARTICLE AD BOX

أعلنت الشرطة البريطانية عن هوية مرتكب جريمة دهس جماهير فريق ليفربول، التي وقعت أمس الاثنين، خلال احتفال الجماهير بفوز فريقهم بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم "البريمييرليغ"، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات.

وأعلنت شرطة ميرسيسايد اعتقال رجل بريطاني أبيض يبلغ من العمر 53 عاماً من منطقة ليفربول في غضون ساعتين من الحادثة. وكان لافتاً سرعة الإعلان عن جنسية الرجل وعرقه، إذ عادةً ما تكتفي قوات الشرطة في إنكلترا وويلز بذكر عمره ومكان اعتقاله.

ويبدو أن شرطة ميرسيسايد قد تعلمت من تداعيات هجوم الطعن في ساوثبورت الصيف الماضي، الذي استهدف صف رقص للأطفال، راح ضحيته ثلاثة أطفال أعقبه هجوم لعناصر اليمين المتطرف بعد تداول أخبار كاذبة حول هوية المنفذ على أنه مسلم مهاجر عبر القوارب ليتضح عدم صحة ذلك، ووجهت انتقادات إلى شرطة ميرسيسايد لبطء نشرهم معلومات كان من شأنها تهدئة أعمال الشغب التي تلت هجوم الطعن، التي استهدفت المسلمين واللاجئين ومواطنين آخرين.

وأشار محللون إلى محاولة الشرطة تهدئة التكهنات غير الدقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومفادها بأن سيارة فورد غالاكسي التي دهست جماهير ليفربول كانت جزءاً من هجوم إرهابي إسلامي، أو مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالمهاجرين. وقال المتحدث باسم الشرطة، غراهام ويتون، لقناة "سكاي نيوز"، إن الشرطة نجحت في مكافحة المعلومات المضلّلة المنتشرة عبر الإنترنت بسرعة، وأضاف: "هذه مشكلة قائمة في عصرنا هذا، إذ تسيطر وسائل التواصل الاجتماعي على الكثير من التقارير الإخبارية، مع تواجد عدد كبير من الأشخاص في موقع الحادث المروع، إذ استخدموا هواتفهم المحمولة، وقاموا بتسجيلها، ثم نشرها على الفور تقريباً".

من جهته، أكّد رئيس شرطة العاصمة السابق دال بابو، أنه "أمر غير مسبوق" أن تكشف الشرطة "بسرعة كبيرة" عن عرق المشتبه به وجنسيته. وفي حديثه لراديو "بي بي سي 5 لايف"، قال: "أعتقد أن ذلك كان بهدف تهدئة بعض تكهنات اليمين المتطرف التي لا تزال مستمرة على منصة إكس حتى الآن، ومفادها بأن هذا الشخص كان متطرفاً مسلماً، وهناك نظرية مؤامرة"، أضاف أن شرطة ميرسيسايد استخلصت دروساً بعد حادثة الطعن في ساوثبورت.

من جهته، قال عمدة ليفربول، ستيف روثرام، إن شرطة ميرسيسايد تحركت "بسرعة فائقة" للقضاء على التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي التي أثارت "قلقاً بالغاً".

وفي أعقاب الهجوم في ساوثبورت الصيف الماضي، الذي قُتل فيه بيبي كينغ، وإلسي دوت ستانكومب، وأليس دا سيلفا أغيار، لم تُدلِ شرطة ميرسيسايد بالكثير عن المشتبه به الذي اعتقلته، في الوقت الذي انتشرت فيه المعلومات المضلّلة المتعمدة حول اسم المشتبه به المسلم وكونه مهاجراً حديثاً. ولم يعالج الأمر خلال 36 ساعة من الهجوم وما تبعه من أعمال شغب، استهدفت أولاً المسجد المحلي، ثم أعمال شغب أخرى في جميع أنحاء إنكلترا، استهدف معظمها الفنادق التي تؤوي طالبي اللجوء الوافدين حديثاً.

وتبيّن لاحقاً أن أكسل روداكوبانا (17 عاماً)، وهو منفذ هجوم ساوثبورت، وُلد في المملكة المتحدة، ولم تكن له أي صلة مباشرة بالإسلام السياسي، لكن عثر في منزله على دليل تدريب لتنظيم القاعدة.

في تقرير نُشر في وقت سابق من هذا الشهر حول أحداث الصيف الماضي من أعمال الشغب، قالت مفتشية الملك لشؤون الشرطة وخدمات الإطفاء والإنقاذ، إن على جهاز الشرطة "بذل المزيد من الجهود للتواصل عبر الإنترنت وسد الفراغ المعلوماتي بالحقيقة"، أضافت: "يجب على القوات تقديم رواية حقيقية عبر الإنترنت للوصول إلى الأشخاص الذين قد يبحثون عن معلومات، كما يجب على جهاز الشرطة نشر الحقائق باستمرار وفاعليّة مع تغيّر الظروف وتطورها. وإذا لم يحدث ذلك، فسيسيطر آخرون على الرواية بكمّ هائل من المحتوى عبر الإنترنت. وقد يكون بعض هذا المحتوى زائفاً أو ضاراً باستجابة الشرطة والمجتمعات التي تعمل الشرطة على حمايتها".

Read Entire Article