الصراع مع الهند يُحسّن تعامل باكستان مع اللاجئين الأفغان

2 weeks ago 5
ARTICLE AD BOX

تحسنت أوضاع اللاجئين الأفغان، وتغير تعامل السلطات الباكستانية معهم في أعقاب زيارة وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحق دار إلى كابول في 19 إبريل/نيسان الماضي، إذ كانت قضية اللاجئين الموضوع الأهم على طاولة مباحثات الزيارة، والتي وعد الوزير الباكستاني خلالها بتغير في أسلوب التعامل معهم.
وبعد الصدام بين الهند وباكستان في الثامن من مايو/أيار الحالي، قام المندوب الباكستاني الخاص إلى أفغانستان، محمد صادق خان، بزيارة غير معلنة إلى كابول، حاملاً معه مطالب ووعوداً، كان المطلب الأساسي هو التدخل لإقناع حركة طالبان الباكستانية بوقف العمليات في هذا الوقت العصيب، والوعد الأبرز ألا ترحل سلطات إسلام أباد اللاجئين الأفغان، وأن تتيح العودة الطوعية لمن يريد.

قررت باكستان عدم ترحيل اللاجئين الأفغان وإتاحة العودة الطوعية لمن يريد


وخففت تلك التطورات الضغوط على الحكومة الأفغانية واللاجئين الأفغان، فحكومة طالبان أصبح بإمكانها ترتيب الأمور لاستقبال العائدين على مهل، خاصة أن الأيام الأخيرة شهدت تقلص الأعداد، بينما عاد الكثير ممن رحلوا إلى أفغانستان بطريقة أو أخرى مجدداً إلى باكستان.
ويرى كثير من المراقبين أن تغير التعامل الباكستاني مع اللاجئين الأفغان يخفف الضغط عن الحكومة الأفغانية شريطة أن تستمر في ذلك، ولا يكون الأمر مرتبطاً بتفجر الصراع مع الهند. يقول الناشط الأفغاني عبد الجليل يونس لـ"العربي الجديد": "الحكومة الأفغانية فعلت الكثير للاجئين العائدين في إطار ما لديها من إمكانات، وأعمالها كانت أكثر تنظيماً مقارنة بما كانت تفعله الحكومات السابقة، لكن المشكلة الأساسية أن العدد كان ضخماً، ما يجعل استقباله صعباً للغاية، حتى بالنسبة لدول أفضل معيشياً واقتصادياً، من هنا كانت الحكومة تسعى إلى تخفيف الضغوط، ويبدو أن الأحوال السائدة في المنطقة، خاصة ما جرى بين الهند وباكستان، ساهمت في تخفيف الضغط عن حكومة طالبان".

ويوضح يونس أن "موقف أفغانستان لم يكن كما تريد باكستان، بل كان على خلاف كل ما تتوقعه إسلام أباد، لكن صناع القرار هناك أدركوا أن تحسن العلاقة مع السلطات في كابول سيكون في صالحهم، وأن توتر العلاقات سيزيد الأعباء عليهم. الجميع يدركون هذا، السياسيون والصحافيون والنشطاء الاجتماعيون، فأفغانستان المسالمة والصديقة مهمة لباكستان، وقد أثيرت القضية على أصعدة مختلفة، وطولب صناع القرار في إسلام أباد بتغيير السياسات إزاء أفغانستان، خاصة في قضية اللاجئين".
ومع تغيير سياسات باكستان حيال اللاجئين أضحت الإجراءات التي اتخذتها حكومة طالبان كافية لسد احتياجات اللاجئين. وحول أبرز تلك الإجراءات، يقول الزعيم القبلي الناشط في خدمة العائدين من باكستان، محمد عبد المجيد خان، لـ"العربي الجديد": "من أبرز ما فعلته حكومة طالبان أنها أقامت 64 حياً سكنياً في 28 ولاية أفغانية، وبدأت بتوزيع الأراضي على الناس، وهو الأمر الذي رحب به اللاجئون العائدون".

يضيف خان: "تقدم المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين دعماً مادياً لكل من لديه بطاقة لجوء، بينما تقدم الحكومة الأفغانية المواد الأساسية والاحتياجات الأولية مثل الطعام والبطانيات وبعض الأدوية لكل العائدين من باكستان، كما أن لجاناً طبية تابعة لوزارة الصحة توفر الرعاية الصحية للمرضى من العائدين على المنافذ الحدودية، إضافة إلى ذلك أقامت الحكومة مخيمات في مختلف المناطق الأفغانية، وهي توفر فيها للعائدين ما يحتاجون إليه، وتقوم وزارة الدفاع وعناصر الجيش بنقل البضائع ومحتويات منازل العائدين إلى مخيمات اللجوء المؤقتة، أو إلى قرى وبلدات العائدين في الولايات إذا ما أرادوا الذهاب إلى هناك".
في المقابل، يرى العائدون أن تلك الإجراءات غير كافية، لكنهم في الوقت نفسه لا يلقون اللوم على حكومة طالبان، بل على المجتمع الدولي الذي لم يقم بواجبه حيالهم بصفتهم لاجئين. يقول رقيب الله رقيب، وهو أحد العائدين من باكستان، لـ"العربي الجديد": "حكومة طالبان حكومة وليدة كل عمرها أربع سنوات فقط، وهي تواجه أزمات جمة، علاوة على المشاكل الكثيرة التي تعانيها في إدارة شؤون البلاد، من هنا كان الأحرى أن يبادر المجتمع الدولي إلى مساعدتنا كوننا لاجئين مُرحّلين خسرنا كل شيء، وتعاملت معنا السلطات الباكستانية بطرق مسيئة، ما أثر علينا مادياً ونفسياً. آن الأوان أن يساعد المجتمع الدولي اللاجئين الأفغان، غير أنه بحكم التقلبات السياسية في أفغانستان، أغلقت المؤسسات الدولية أبوابها، ولا تزال مغلقة حتى الآن رغم اشتداد الحاجة إليها".

Read Entire Article