العمارة المعاصرة... ابتكار بيئات مريحة وملهمة للمعيشة والعمل

1 week ago 3
ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">تقدم مادة البولي كربونات حلولاً متنوعة لاستخدام الإضاءة الطبيعية في الإكساء المعماري&nbsp;(وسائل تواصل)</p>

من نافلة القول إن للمساحة التي نعيش فيها تأثيراً كبيراً على مزاجنا وإنتاجيتنا وشعورنا العام بالراحة، لذا لا بد من دراسة مسبقة للفرغات وتخطيط المساحات واختيار دقيق لمواد وألوان وإضاءة وديكور المكان لخلق تفاعل يومي يضفي بهجة ويعكس أجواء من الرفاهية.

لكن الجزء الأهم من التفكير يقع على كاهل المصمم، ليؤسس مساحات يتحرك فيه الهواء ويخرقها الضوء بحرية وسلاسة واحترافية، وهنا يأتي دور المواد الشفافة التي تلهم المصممين في أثناء سعيهم لخلق مساحات تظهر المناظر الخارجية وتستقبل الإضاءة وتعزل كل ما سواها.

خاصية بصرية

تعد الشفافية خاصية بصرية في حد ذاتها، تسمح بمرور الضوء عبر المواد سواء كلياً أو جزئياً، وتؤثر في درجة وضوح الأجسام الواقعة خلفها، والنتيجة مساحات مفتوحة ومدعومة بإضاءة طبيعية وإطلالات أخاذة تلبي حاجات السكان وأسلوب حياتهم وتفضيلاتهم الجمالية، وتقدم درجة أعلى من الانفتاح والتفاعل البشري مع البيئة.

هي نوع من مراعاة الوظيفة والجماليات وابتكار بيئات مريحة وملهمة للمعيشة والعمل على حد سواء، تتماشى مع التوجهات المعاصرة، وتراعي السمات الفريدة لكل مستخدم.

تطبيقات جديدة

ولهذه الخاصية تطبيقات رائعة في المجال المعماري، تفرد مساحة واسعة من الإبداع والتلاعب بالمواد والإضاءة وخلق تأثيرات جمالية وتحقيق رغبات وظيفية، وفي حين ارتبطت الشفافية لوقت طويل بالزجاج تحديداً الذي هيمن على صناعة الفتحات من أبواب ونوافذ وغيرها، إلا أن تطور الإنتاج في هذا المجال أتاح خيارات تتجاوز الخواص الفيزيائية التقليدية للمواد المتعارف عليها، لصنع مواد مبتكرة تفتح آفاقاً جمالية ووظيفية متعددة، وتوسع فرص استخدامها في سياق العمارة المعاصرة. وهذا يعني خيارات جديدة على مستوى التحكم في الإضاءة ودرجات الحرارة الداخلية.

بين المألوف والمبتكر

من أول المواد التي ترد على الذهن اليوم هي اللدائن الحرارية وعلى رأسها مادة البولي كربونات، وهي ألواح مطورة عن البلاستك التقليدي، تتميز بخفة وزنها وسهولة تشكيلها بالحرارة وخصائصها العازلة، إضافة إلى مقاومتها العالية مقارنة بأنظمة الزجاج، والأهم من هذا وذاك إمكانية إعادة تدويرها لإنتاج مواد جديدة، بالتالي هي وسيلة ناجعة لتقليل البصمة البيئية من جهة والاستفادة من خصائصها عند تفاعلها مع الضوء.

وتقدم هذه المادة حلولاً متنوعة لاستخدام الإضاءة الطبيعية في الإكساء المعماري، سواء استخدم على الواجهات أو المساحات الداخلية أو الأسطح.

كما تبرز بلوكات الزجاج أو الطوب الزجاج كخيار مثالي وعصري للغاية، إذ تعود بقوة هذا العام بفضل قدرتها على الصمود والثبات بعد تجارب على مدار عشرات الأعوام الماضية، وهي عبارة عن قوالب زجاجية مزدوجة مفرغة ومصممة بصورة فنية بارزة أو غائرة أو مستوى الشكل، ويعتمد تصنيع القواطع على دمج قسمين زجاجيين، ليكونا فراغاً في المنتصف يوفر درجة جيدة من العزل الحراري والصوتي، بالتالي يمكن لهذه المادة أن تنشئ أسطحاً شفافة ذات سماكة أكبر مقارنة بألواح الزجاج.

تسمح البلوكات الزجاجية بدخول الضوء نهاراً وتتوهج من الداخل ليلاً، إذ توفر حجباً بصرياً مع السماح بدخول الضوء، كما تشكل إضافة زخرفية للهياكل المعمارية.

تستخدم كتل الزجاج اليوم في الجدران والمناور وإضاءة الأرصفة، والجميل في استخدامها أن بإمكان عناصرها أن تصطف لتشكل واجهة مبنى بالكامل.

أقمشة ورخام

تستثمر الشفافية في المنسوجات والأقمشة عبر شدها لتكوين أشكال متنوعة مسطحة ومنحنية ودمجها مع مواد أخرى لزيادة قدرتها على التحمل والاستفادة من مرونتها وطواعيتها، إذ تبرز في البيئات الخارجية على الواجهات والأسطح، بفضل سهولة نقلها وخفتها، وتلعب دوراً في الحماية من أشعة الشمس.

من جهة أخرى تستخدم في البيئات الداخلية لإنشاء حواجز وتقسيمات للمساحات الداخلية، إذ توفر الخصوصية من خلال حجب الرؤية جزئياً، لينتج الجمع بين المنسوجات والإضاءة الداخلية تأثيرات بصرية مذهلة.

كما تتميز بعض أنواع الرخام بشفافية عالية عند تفاعلها مع الضوء، بالتالي هي تسمح للضوء بالانتشار نهاراً على الواجهة والتوهج من الداخل ليلاً، تبعاً لطريقة استخدامها وتموضعها بالنسبة إلى الضوء.

وفي هذا قيمة معمارية وجمالية لا تضاهى، فنحن نتحدث عن مادة ذات طبيعة حجرية بكل ما تحمله من متانة وديمومة، تضاف إليها خاصية الشفافية لتوفر حلولاً عملية وجمالية جذابة، إذ توفر من الناحية الجمالية أنماطاً بصرية تبرز عروقها المميزة وتكوينات وظيفية مبتكرة، لتضفي بعداً جديداً من ناحية الخصوصية والتفاعل بين الكتل التي تفصل بينها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

معهد الفن المعاصر

يبدو معهد الفن المعاصر في جامعة فرجينيا كومنولث في الولايات المتحدة الأميركية مثالاً جيداً لتوظيف الشفافية في العمارة. بني المركز من كتل غير منتظمة الشكل متصلة ببعضها، مغطاة بألواح زجاجية شفافة وزنك معالج، يتميز المبنى بواجهتين، واجهة مفتوحة على المدينة وأخرى على الحديقة وصولاً إلى المنتدى، في حركة تربط المدينة بالحرم الجامعي، يتشارك الزجاج الخارجي الشفاف غير اللامع وطبقة الزنك في الدرجة نفسها اللونية (الرمادية المخضرة)، مما يضفي على المبنى مظهراً متغيراً بين المعتم والشفافة تبعاً للإضاءة.

في الليل، تضفي الألواح الزجاجية المتوهجة لمسة جمالية على الواجهة الخارجية، كما تظهر عروض فيديو على هذه الجدران الزجاجية مضيفة لمسة فنية على المساحة الخارجية.

في هذا التصميم قللت خيارات المعمار الحاجة إلى الإضاءة الاصطناعية في الداخل بإضافة فتحات سقفية وتوزيعها مع النوافذ بصورة استراتيجية للاستفادة القصوى من الضوء الطبيعي، الذي يتدفق أيضاً عبر الجدران الزجاجية.

subtitle: 
خاصية بصرية تسمح بمرور الضوء عبر المواد وتؤثر في درجة وضوح الأجسام الواقعة خلفها
publication date: 
الأحد, يونيو 1, 2025 - 12:00
Read Entire Article