ARTICLE AD BOX
علي حسين
كلما قال سياسي عراقي "أنا منقذكم من الضياع" اضحك.فهناك ساسة ومسؤولون يريدون التأكيد لأنفسهم، ولمن يسمعهم أنه "لولاهم" لانهار العراق".
نسمع خطب المرشحين للانتخابات القادمة وندرك جيدا كيف تتحول السياسة الى كوميديا سوداء.. فعندما يعتقد البعض ان هدر مليارات الدولارات في مشاريع وهمية، وغياب الخدمات الاساسية، واصابة الامن والامان بمرض الهشاشة، والازمات السياسية التي تهدد استقرار البلاد ووحدتها، إنها منجزات ساهمت في تجنب البلاد الانهيار.. هذه هي الدولة التي يروج لها البعض، وهذا هو ائتلافها "لولانا" الذي عشنا معه سنين عسل لم ينته مذاقها حتى هذه اللحظة، وهذا هو الائتلاف الذي لا يزال قادته يعتقدون أننا نعيش محنة دائمة ونحتاج الى منقذ، وهو مفهوم للحكم يصر على ارتداء معطف وقبعة "القائد الضرورة".
ائتلاف "لولانا " مصر على إنتاج مسؤولين بلا دولة مؤسسات.. وهي الفكرة التي تقول إن هناك مجموعة قليلة فقط من المسؤولين والساسة هم وحدهم الذين يعرفون كيف تقاد سفينة البلاد وسط بحر هائج من الأزمات والمحن، ائتلاف "لولانا " يصر على أن يبقي العراقيين أسرى لتربية ممنهجة ترى الحاكم "منقذا" والخروج على تعاليمه معصية، وعدم تنفيذ أوامره جريمة، ومخالفة "قبضته" نكرانا للجميل.. ساسة لا يزالون يصرون على ان الشعب مجرد قطعان تنتظر أن ترمى إليها الفتات من وراء الأسوار.
مثل ملايين العراقيين لا أملك أن امنع أي سياسي من أن يترشح لانتخابات مجالس المحافظات، مادامت الديمقراطية منحته هذا الحق، ولكن في معظم دول العالم نجد أن العديد من الساسة يمارسون فضيلة مراجعة النفس والاعتراف بالخطأ والذي يشكل اليوم جزءاً من نسيج الحكومات المتحضرة، وتاريخ الاعتذارات مليء بالمواقف الصعبة لعدد كبير من المسؤولين في الغرب وهم يخرجون للناس يقدمون اعتذاراتهم، ومعها خطاب الاستقالة بسبب أفعال أضرت بالمصلحة العامة.
كنت أتمنى لو سأل السادة المرشحون: ما الذي تحقق في الدورة السابقة للبرلمان ، هل يعيش ابناء العراق جميعا متساوين بالحقوق والواجبات؟ ، هل بنينا دولة مدنية لا تميز بين المواطنين؟ .
لماذا ينسى الذين أعدوا المسرح للمسؤول الفاشل، كل المآسي التي مرت بها البلاد، ام ان مسرح الانتصارات والخطب الثورية ومحاولة صنع "المنقذ" لا يعترف بالمآسي والكوارث التي تعيشها الناس كل يوم، لماذا بعد اكثر من عشرين سنة من التغيير لا يزال البعض يرى أن الكذب ذكاء سياسي يجب استغلاله الى أقصى حد؟
لماذا يصر البعض على ان الناس عمي لا يرون، وإنهم وإنهم فقدوا نعمة الرؤية فأوكلوا المهمة الى رجال أشداء في ائتلاف "لولا".
لماذا لا يريد البعض ان يفهم أن الناس تغيرت، وان عيونها مفتوحة على سعتها، وأنها تصر على ان تكون شاهدا ومشاركا، لا متفرجا أو منتظرا لروايات هواة "السياسة" .
The post العمود الثامن: انتخبوا ائتلاف "لولانا" !! appeared first on جريدة المدى.