ARTICLE AD BOX
علي حسين
كرّمت قمة الإعلام العربي، التي احتضنتها دبي، الإعلامي والكاتب فخري كريم، بمنحه جائزة شخصية العام الإعلامية، وخلال الأشهر القليلة الماضية، منحت دبي الفنان ضياء العزاوي لقب نابغة العرب، وأشادت أبو طبي بجهود الباحث رشيد الخيون في تحقيق التراث ليحصل على جائزة الشيخ زايد. في كل هذه التكريمات والجوائز تقدم لنا الإمارات درساً جديداً في إعلاء شأن المبدعين الكبار، وفي كل مناسبة نجد محبة العراق شاخصة في قلوب حكام الإمارات ومواطنيها.
تكريم فخري حدث في مسار الإعلام العراقي، الذي يعاني من النكران والتعالي من مسؤولينا "الكبار"، وهو تقدير يحمل نبل دولة الإمارات العربية لمسيرة فخري كريم الطويلة والمتألقة في دنيا الإعلام.
صاحب لقب الشخصية الإعلامية لعام 2025 وجد نفسه منذ الصبا، شغوفًا بالصحافة، عاش معها بكل حواسه، ينتقل في صفحاتها من هموم الناس، إلى حديث الذكريات مع هادي العلوي.. إلى مقال عن نزيهة الدليمي.. يكتب في السياسة بصدق وانفعال وجرأة، لأنه يرى أن ذلك هو أقصر الطرق لكي يصدقه الآخرون.. وقد تيسر له ذلك بسبب أسلوب ممتع، و شجاعة واضحة، ومستوى أخلاقي غير قابل للمساومة والتلون، وبصفته كاتبًا وناشرًا ورئيس تحرير، يلعب فخري كريم ، دورًا مؤثرًا، وربما ملحوظًا، في مسار الصحافة العراقية خلال العشرين سنة الماضية، في وقت يصر البعض على أن تتوقف هذه الصحافة عن النمو والتوسع.
نقرأ في سيرة حياته فنكتشف أنه ثابر وكافح، وعندما نسمع منه لمحات عن بداياته في عالم صاحبة الجلالة ، سنجد امامنا الجرأة في الطرح، والشجاعة في القول، والوطنية التي يتخذ منها شعاراً.
سعى فخري كريم على مدى ستة عقود الى نفخ روح التجديد في جسد الصحافة التي اراد لها ان تكون قريبة من هموم الناس، عمادها الصدق وشعارها الوطنية.
يُكرم فخري كريم صانع نهضة مؤسسة المدى ومصنـّع استمراريتها. ولا شك أن هناك مساهمين كثيرين في هذا البناء، ولكن التجربة تثبت كل يوم ان ظل رئيس امؤسسة المدى ، اقوى وأكثر تأثيرًا فهو صاحب النظرة المستقبلية وهو صاحب الرؤية، السياسية والمهنية سواء.
في كل مناسبة لتكريم قامة عراقية، نجد ان هناك دوما الحجم المعنوي الذي تتخذه دولة الامارات بكل جدارة واستحقاق، متجاوزة الحيّز الجغرافي، لكي تلعب دور البلاد المحبة لجميع العرب، والشقيقة التي تشارك الاخرين افراحهم وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل .
نكتب عن احتفاء الامارات باحد اعلام الصحافة العربية، لأن الأمر يستحق منا أن نثمن مبادرات الاشقاء في دولة الامارات ، ولأننا سوف نعرف مدى الفرق بين مسؤولين كبار يصرون على رعاية الثقافة والفنون، وبين جهات رسمية في بلاد الرافدين تجد صعوبة في تذكر اسم كبار صحفييها.
The post العمود الثامن: في تكريم الكبار appeared first on جريدة المدى.