ARTICLE AD BOX
- غزة بلا عيد وأحزان سيطرت على المدينة المناضلة
- أطفال القطاع بين أنين الذكريات وقهر الحاضر
على رمال البحر الذي يعرف وجع غزة أكثر من غيره، جلست طفلة صغيرة تلفّ جسدها النحيل بثوب باهت، عيناها لا تواكبان زرقة الماء بل تغوصان في غياب لا يُحد.
اقرأ أيضاً : أوانٍ فارغة وآمال مثقلة بالحــرب... هكذا تستقبل غـــزة عيدها - صور
كانت تحدق بالأفق البعيد كأنها تبحث عن عيد دُفن تحت ركام الأيام، عن لعبة صغيرة ضاعت في القصف، عن دمية كانت تنام معها قبل أن تسرق الطائرات حتى الأحلام.
قرب الموج، ودّعت أحباء غابوا بلا وداع، وحفرت أسماءهم على الرمال علّ البحر يحمل سلامها إليهم.
في جيب ذاكرتها، بقيت رائحة "المعمول" تعاند الغياب، تلك الرائحة التي كانت تملأ البيت عشية العيد، وتسبقها بهجة لا تُشترى.
تتذكر فستانها الذي اختارته قبل أشهر، علّها تفرح به هذا العيد، لكنها اليوم ترتدي ثوب الحزن المفصل على مقاس كل أطفال غزة.
لا عيدية هذا العام، ولا قبلة من خالةٍ أو جدٍّ، فقط صمت البحر وضجيج الطائرات يحاصران قلبها الصغير.
وبين تنهيدة ودمعة، عادت بذاكرتها إلى زقاق الحي، حيث كانت تلعب الغماية مع أصدقائها، تركض وتضحك وتنسى أن الحرب تتربص حتى بضحكات الطفولة.
الطفلة الغزية لم تطلب الكثير، فقط كانت تتمنى أن تعود من البحر وفي يدها بالون، لا شظية. أن ترى الأراجيح تعلو بأصوات الأطفال لا أن تهوي بأجسادهم.
وبينما تنقش الرمال بكفّها، تكتب حروف العيد بلغةٍ لا يفهمها إلا من عاش القهر، وتهمس للموج: "قل لهم إننا نحب الحياة... لكنهم لا يتركون لنا عيداً نعيش فيه".