ARTICLE AD BOX
أثارت حادثة وفاة شخصين بسبب الكلاب الشاردة على شاطئ الرملة البيضاء في العاصمة اللبنانية بيروت تساؤلات عديدة حول مدى خطورة الظاهرة، حيث تنوّعت الآراء بين مَن يدعو إلى ضمان سلامة الأشخاص، وبين مَن يطالب بمعادلة تقوم على حماية الأشخاص والكلاب معاً.
يقول مدير جمعية "حملة الأزرق الكبير" ومدير المسبح المجاني العمومي في منطقة الرملة البيضاء (بيروت) نزيه الريّس، لـ"العربي الجديد": "توفي الأسبوع الماضي شاب فلسطيني، ويوم أمس (الجمعة) شاب آخر لم نعرف جنسيته بعد. وفي حين ننتظر نتائج التحقيقات، تكشف المؤشرات تعرّض الشابّين لمهاجمة الكلاب، حيث وُجدت آثار نهش وعضّ وتشوّهات. تحركت بلدية بيروت عبر المحافظ، وأرسلت عناصر لجمع الكلاب، تمكنوا من التقاط كلب واحد من نوع "بيتبول"، ويتم العمل لالتقاط الكلاب الباقية، التي يقارب عددها ثلاثة".
ويوضح أنّ "هذه الكلاب موجودة عند الجهة الجنوبية للشاطئ، والتي تُعتبر منطقة خالية من دون أي حراسة، تختبئ فيها الكلاب وتهاجم الشخص. كما أنها بعيدة عن خيمنا وموظفينا، لكن فور تبلغنا بالحادثة تواصلنا مع البلدية والمعنيين، وناشدنا جمعيات الرفق بالحيوان التدخل، لا سيما أننا نلحظ تقصيرها". ويلفت إلى أن "حملة الأزرق الكبير غير مسؤولة عن الكلاب، إنما يقتصر دورها على حماية روّاد المسبح وضمان سلامتهم والحفاظ على نظافة الشاطئ. ورغم ذلك، نعتمد على ثلاثة كلاب أليفة تمنع دخول أي كلب غريب، فالمسبح ملتزم بمعايير الأمان والسلامة العامة".
ويشرح الدكتور يحيى خطار، رئيس مصلحة مراقبة التصدير والاستيراد والحجر الصحي البيطري في وزارة الزراعة اللبنانية، أنّ "الكلاب الشاردة كانت ضمن منازل قبل الاستغناء عنها، وكلاب الشوارع تعيش ضمن بيئتها"، قائلاً لـ"العربي الجديد": "تبلّغنا بحالة وفاة شخص، وما زالت التحقيقات جارية، لكن تقرير الطبيب الشرعي كشف أنّ سبب وفاة الشاب الثاني نجم عن توقف قلبه إثر نهش وعضّ وجروح بالغة".
وعن دور الوزارة، يتحدث خطار عن قانون رقم 47/2017 لحماية الحيوانات والرفق بها في لبنان، ويضيف: "للأسف تأخرت عملية تنفيذ المراسيم التطبيقية والتنظيمية للقانون، ويسعى اليوم وزير الزراعة اللبناني، نزار هاني، لوضع المراسيم اللازمة. غير أننا بدأنا تنفيذ خطة "TNVR" بالتنسيق مع نقابة الأطباء البيطريين والأطباء البيطريين والبلديات، وتقوم على التقاط الكلب وإخصائه للحدّ من تكاثره، وتلقيحه لتحصينه ضد داء الكلب، ومن ثمّ وضع حلقة في أذنه، ما يدلّ على أنه خضع لكل الإجراءات الصحية، وبالتالي إعادته إلى بيئته، من أجل الحفاظ على التوازن البيئي. لكن المشكلة في لبنان أن الكلاب تكاثرت نتيجة الظروف الصعبة وتزايد النفايات التي صارت مصدر طعامهم".
وينبّه خطار إلى ضرورة "تفادي الاقتراب من كلاب لا نعرفها"، مشيراً إلى أن "وزارة الزراعة باشرت بالتنسيق مع محافظ بيروت وجمعيات الرفق بالحيوان، إزالة الكلاب في منطقة الرملة البيضاء. وفي غضون 72 ساعة من اليوم لن نجد أي كلب يشكل خطراً على السلامة العامة". ويشدّد على أن "المسؤولية الأساسية تقع على عاتق كل بلدية، لتنفيذ إجراءات الوقاية بالتعاقد مع طبيب بيطري أو عيادات بيطرية، فالجمعيات غير مسؤولة عن الكلاب الشاردة أو كلاب الشوارع. كما أن دورنا كوزارة يقتصر فقط على الرقابة الصحية والإرشادات، مع العلم أن وضع الكلاب في مأوى يجب أن يكون لفترة معينة. أما الكلاب الشرسة فهناك طرق عديدة للتعامل معها، مثل الموت الرحيم أو وضعها في مأوى. وتلتزم وزارة الزراعة بالتعاون مع شركائها في إيجاد حلول مستدامة وإنسانية لملف كلاب الشوارع، بما يضمن السلامة العامة ويحترم مبدأ الرفق بالحيوان".
