المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول: مطالب غير مسبوقة لموسكو

قال مصدر دبلوماسي أوكراني عن المحادثات التي جرت اليوم الجمعة مع وفد روسي في إسطنبول، إن مطالب موسكو منفصلة عن الواقع وتتجاوز بشكل كبير أي شيء تمت مناقشته سابقاً، وذلك في أعقاب إجراء الوفدين الأوكراني والروسي أول مفاوضات مباشرة بينهما منذ ربيع العام 2022، بهدف التوصل إلى حلّ للحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف.

وأضاف المصدر لوكالة رويترز، طالباً عدم الكشف عن هويته، "المطالب الروسية منفصلة عن الواقع وتتجاوز بكثير أي شيء تمت مناقشته من قبل. وتشمل إنذارات نهائية لأوكرانيا بالانسحاب من أراضيها مقابل وقف إطلاق النار، وشروطاً أخرى غير قابلة للتنفيذ وغير بناءة". وتابع "أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق نار فعلي ومواصلة عملية سلام حقيقية من دون أي شروط مسبقة".

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الروسي رستم أوميروف للتلفزيون الأوكراني اليوم الجمعة، إن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على تبادل ألف أسير حرب من كل جانب في ختام محادثات في إسطنبول. وإذا سارت الأمور على ما يرام في عملية التبادل، فستصبح أكبر عملية تبادل للسجناء منذ أكثر من ثلاث سنوات منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.

يأتي ذلك فيما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في وزارة الخارجية التركية قوله، إن الاجتماع بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول انتهى بعد حوالي ساعة و40 دقيقة على انطلاق المباحثات. وقال المصدر في الساعة 15,20 بالتوقيت المحلي (12,20 بتوقيت غرينتش) "انتهى الاجتماع" الأول الذي يُعقد بين الروس والأوكرانيين منذ العام 2022، في وقت قال مصدر أوكراني للوكالة ذاتها إنّ جولة جديدة من المباحثات "ممكنة" الجمعة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّها "ليست مقررة" بعد. وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد قال في مستهل الاجتماع، إن من الضروري التوصل إلى وقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا في أسرع وقت ممكن، مؤكدًا أهمية أن تشكل هذه المحادثات أساسًا للقاء بين زعيمي البلدين وعبر عن سعادته برؤية رغبة الجانبين في إتاحة فرصة جديدة للسلام.

ويحدّ عدم حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من التوقعات بإمكان تحقيق اختراق. ودعا زيلينسكي إلى "ردّ فعل قويّ" من الأسرة الدولية، في حال فشلت المباحثات، مندّدًا بتغيّب بوتين عنها.

ووسط هذه الجهود الدبلوماسية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الخميس أنّه مستعد للقاء الرئيس الروسي "بمجرد أن نتمكن من ترتيب ذلك". وقال على هامش زيارته الخليجية "لا أعتقد أن أي شيء سيحدث، أعجبكم الأمر أم لا، حتى نلتقي أنا وهو"، ليردّ الكرملين بالقول إنّ مثل هذا اللقاء "ضروري بالتأكيد".

قبيل بدء المحادثات، اتهمت كييف موسكو بمنع مشاركة واشنطن في المفاوضات. وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى لوكالة فرانس برس، "يحاول الروس التخلص من الأميركيين بشتى الطرق الممكنة"، مؤكداً "ربما لا يريدون أن يشهد طرف آخر على تعطيل عملية التفاوض". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، إن وزير الخارجية ماركو روبيو ناقش خلال لقاء مع نظيريه الأوكراني أندريه سيبيغا والتركي هاكان فيدان في إسطنبول "أهمية التوصل إلى نهاية سلمية للحرب بين روسيا وأوكرانيا".

ووفق ما تنقل "فرانس برس" عن مصادر تركية، فقد تبادل الأتراك والروس والأوكرانيون والأميركيون وجهات النظر لمدّة ساعة تقريباً، قبل المفاوضات الروسية الأوكرانية، وذلك على هامش محادثات بين مسؤولين أمنيين أوكرانيين وأوروبيين، بحضور المبعوث الأميركي لأوكرانيا كيث كيلوغ.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)