المشاركة الأولى للسعودية في الدورة 24 من ترينالي ميلانو الدولي

2 weeks ago 5
ARTICLE AD BOX

شهدت الدورة 24 من ترينالي ميلانو الدولي افتتاح معرض "مغرس: مزرعة تجريبية" للزوار في 13 أيار/ مايو الجاري ليكون المشاركة الأولى للمملكة العربية السعودية في هذا الحدث الدولي.

 

معرض

 

 

تُشرف على المعرض القيّمتان لولو المانع وسارة العمران، والمدير الإبداعي أليخاندرو ستين، ويسلّط المعرض الضوء على التحوُّل الذي شهدته منطقة الأحساء المصنفة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ضمن مواقع التراث العالمي، والتي توجد فيها إحدى أكبر واحات العالم.

 

القيّمتان لولو المانع وسارة العمران (ناصر الناصر)

 

يحمل المعرض اسم "مغرس" وهي وحدة قياس محلية تقليدية تشير إلى مساحة الأرض التي تحيط بها أربع نخلات، ويشمل المعرض أعمالاً فنية، ونتائج دراسات، وبرامج تهدف إلى سبر واستكشاف التقاطعات والصلات الوثيقة التي تجمع بين البيئة والثقافة والذاكرة في الأحساء.

يُقدِّم معرض مغرس أبرز ما توصّل إليه برنامج استمرّ لعام كامل في الأحساء، حيث تم توجيه الدعوة إلى فاعلين ثقافيين ومعماريين وباحثين وأفراد من المجتمع المحلي لتحليل التطورات التي تشهدها الواحة ووضع آلية استجابة لها، ورسم معالم السرديات البيئية والثقافية للمنطقة. ويستعرض الجناح في مدينة ميلانو نتائج وثمار هذه المبادرة واسعة النطاق، بالإضافة إلى ثلاثة أعمال تم التكليف بإعدادها خصيصاً للجناح الوطني السعودي.

 

الصورة التقطها المدير الإبداعي أليخاندرو ستين

 

العمل الأول هو للمصمّمة المعمارية لين عجلان من مدينة جدة، والتي تجمع أعمالها بين التصميم المكاني والمبادرات الثقافية والتجريب على مستوى المواد المستخدَمة. يتكوَّن عمل عجلان في ميلانو من مخلفات ثانوية لعملية الزراعة، ويدرس توسُّع الزراعة الأحادية وتأثير الأسمدة الاصطناعية على البيئة المحلية. أما العمل الثاني، فهو فيلم متعدد الوسائط للفنان البصري محمد الفرج من الأحساء، يُعيد فيه تخيُّل حكاية شعبية محلية عن أحد معالم القرية. والعمل الثالث هو مادة صوتية لمؤسسة صوت وصورة، وهي عبارة عن منصة بحثية تتبنى نهجاً ملتزماً بالمجتمع المحلي وتكرّس جهدها لاستقصاء التراث والأشكال الفنية غير الملموسة في منطقة الخليج العربي وما حولها. ويتمحور العمل حول تسجيلات وحوارات متعلقة بالتاريخ الشفهي والذاكرة الصوتية للنساء باعتبارها تمثِّل أحد مظاهر المعرفة البيئية.

 

 

 

تمتاز هوية الأحساء بطابعها الهجين الذي يجمع بين السمات الحضرية والريفية، إذ تمتد المزارع بين القرى والمدن، بحيث لا تنطبق عليها التقسيمات التقليدية كمنطقة حضرية بالكامل، أو مساحة ريفية كلياً. كما شكَّلت الأحساء أحد أركان تطوير القطاع الزراعي، ولطالما كانت مصدراً غذائياً أساسياً للمملكة خلال ستينيات القرن العشرين. إلا أنها شهدت تغيرات عَكَست التحولات العالمية الجارية في الأنظمة البيئية الزراعية، وهو ما أدى إلى الإخلال  بالتوازن الهش للنظام البيئي وبالاتساق بين الهويتين الريفية والحضرية للمكان.

 ومن هذا المنطلق، يوسِّع مغرس السردية المتعلقة بالتوسع العمراني، ونضوب المياه الجوفية، والتصحّر، وذلك بغية إظهار التفاعل القائم بين الممارسات المتوارثة وما تجلبه الحداثة، وبالتالي تكوين فهم أعمق للسرديات الثقافية والبيئية للمنطقة.

 

وبمناسبة افتتاح المعرض، قالت القيّمتان  لولو المانع وسارة العمران: "(معرض) مغرس هو بمثابة تكريم للمكان بيئته وأهله والتفاصيل الثقافية والتجارب الحياتية التاريخية والحديثة التي تتضافر لتُشكِّل بمجموعها منطقة الأحساء. فمن خلال الإطلاع على الماضي والتحولات الحاصلة في المنطقة انطلاقاً من الفنون والأبحاث والإرث المحلي، نسعى إلى التركيز على الحاجة إلى دراسة جماعية واهتمام مشترك في سبيل رسم معالم مستقبل مجتمعاتنا الريفية المحلية. ويُشرّفنا أن نقدِّم أبرز ما توصّلنا إليه في معرض "مغرس" الذي يمثِّل تجسيداً ملموساً لحالة الترابط سواء مع الأرض أو فيما بيننا، ونتطلَّع إلى أن تتردد  أصداء ذلك خارج حدود ميلانو والأحساء".

Read Entire Article