المغاربة في جمعة طوفان الأقصى الـ80: جميعاً مع غزة ولا للتطبيع

15 hours ago 4
ARTICLE AD BOX

خرج آلاف المغاربة، اليوم الجمعة، في تظاهرات حاشدة بمختلف أنحاء البلاد، احتجاجاً على استمرار الحصار الخانق والممنهج المفروض على قطاع غزة، وجرائم الإبادة الجماعية وسياسة التجويع التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتزامن مع انطلاق المسيرة الدولية إلى غزة لكسر الحصار.

وعقب صلاة الجمعة، عمّت الوقفات الشعبية مختلف مدن المملكة أمام المساجد، بدعوة من "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (منظمة غير حكومية)، في إطار جمعة "طوفان الأقصى" الـ80، تحت شعار: "جميعاً مع مسيرة غزة الدولية". ومن المقرر أن تتواصل هذه الوقفات مساء اليوم بعد صلاتي المغرب والعشاء، وتتوج بوقفة مركزية أمام البرلمان في العاصمة الرباط، دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين".

التظاهرات عمت مدناً كبرى وصغرى، من بينها طنجة، الدار البيضاء، مراكش، فاس، الحسيمة، وجدة، أزرو، مكناس، بني ملال، الجديدة، الفقيه بنصالح، شفشاون، بركان، زايو، آزمور، تنغير، الناظور وغيرها، حيث رفع المشاركون شعارات منددة بالمجازر التي تُرتكب بحق غزة، ومطالِبة بوقف الإبادة وسقوط التطبيع.

66 مدينة مغربية.. و105 تظاهرات

أكد الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، محمد الرياحي الإدريسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن نحو 66 مدينة مغربية شهدت اليوم تنظيم 105 تظاهرات ووقفات احتجاجية دعماً لغزة ومسيرة الصمود.

وأوضح الإدريسي أن "هذه الفعاليات تأتي استكمالاً للتضامن الشعبي المغربي الذي لم يتوقف منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، مشدداً على أن هذه الهبّة الشعبية الأسبوعية تعكس التزام المغاربة بقضيتهم المركزية وهي فلسطين.

وأشار إلى أن "الوقفات تهدف إلى تجديد الرفض الشعبي المغربي لجرائم الاحتلال من حصار وتجويع ومنع مساعدات، واقتحام وتهويد المسجد الأقصى، في ظل صمت دولي مريب. كما توجه رسالة إلى الشعوب العربية والإسلامية بضرورة التحرك ضد العدوان الصهيوني، سواء في فلسطين أو في دول الجوار، وخصوصاً بعد العدوان الأخير على إيران".

الإدريسي اعتبر أن الحراك المغربي المتواصل يمثل رفضاً قاطعاً للتطبيع الرسمي مع الكيان الإسرائيلي، واصفاً إياه بـ"الخيانة لدماء الشهداء وكرامة الشعب المغربي". وأكد أن "الولايات المتحدة شريكة في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين من خلال دعمها العسكري والسياسي للاحتلال"، مشيداً في الوقت ذاته بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته التي "أغرقت الاحتلال في وحل غزة"، حسب تعبيره.

وفي سياق متصل، أوضح أن "هذه الوقفات تعبر عن الدعم المطلق لمسيرة الصمود والجهود الدولية لكسر الحصار عن غزة، وتكشف زيف الروايات الصهيونية وتفضح داعمي الاحتلال".

وقفة أمام البرلمان.. وإدانة للعدوان على إيران

وبالتوازي مع فعاليات "طوفان الأقصى"، دعت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" إلى تنظيم وقفة رمزية أمام البرلمان تحت شعار: "العار.. لا يتوقفون عن الإبادة الجماعية.. هدموا حارة المغاربة على رؤوس المغاربة، واليوم يغلقون أبواب الأقصى ويطردون المصلين.. ويفرش لهم السجاد الأحمر هنا!".

وفي الشأن، قال رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، أحمد ويحمان، إن الوقفة تأتي في سياق سلسلة من الفعاليات التي تشهدها المدن المغربية رفضاً للإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة والضفة الغربية.

وأكد ويحمان، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الوقفة تندد أيضاً بالعدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، الذي اعتبره "عقاباً لكل من يدعم المقاومة وحق الشعوب في التحرر"، مضيفاً أن إغلاق المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي أمام المصلين يمثل "انتهاكاً صارخاً لقدسية الأماكن الإسلامية وحقوق الإنسان".

وشدد على أن الرسالة من هذه الوقفات واضحة: "الشعب المغربي لن يكون يوماً إلا في صف فلسطين والمقاومة، وضد كل أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال والإجرام".

دعوات ليوم وطني ومسيرة شعبية

وتزامناً مع هذه الفعاليات، أعلنت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (تضم أكثر من 15 هيئة سياسية وحقوقية ونقابية) عن تنظيم يوم وطني تضامني بعد غد الأحد، يتضمن وقفات ومسيرات في مختلف أنحاء البلاد تحت شعار: "كل الدعم للمسيرة العالمية لكسر الحصار عن غزة".

كما دعت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" إلى مسيرة شعبية وطنية كبرى في العاصمة الرباط يوم الأحد 22 يونيو، تحت شعار: "ضد حرب الإبادة.. من أجل كسر الحصار.. من أجل إسقاط التطبيع".

يُشار إلى أن الاحتجاجات المغربية ضد العدوان الإسرائيلي تجددت منذ 18 مارس/ آذار الماضي، وشهدت عشرات المدن فعاليات ميدانية تعبّر عن غضب شعبي واسع. ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، لم تتوقف تظاهر التضامن مع فلسطين، حيث باتت الوقفات والمسيرات شبه يومية في مختلف مناطق المغرب، يعلو فيها الصوت الشعبي دعماً للمقاومة ورفضاً للتطبيع.

Read Entire Article