بعد قرن من الفُرقة... لوحتا مانيه تجتمعان في لندن

لأوّل مرّة منذ أكثر من مئة عام، يجتمع الجزءان المنفصلان من لوحة الفنان الفرنسي إدوار مانيه - واللذان كانا في الأصل على قماش واحد قبل أن يفصل بينهما - في معرض موقّت بالمتحف الوطني في لندن. تحمل اللوحتان عنواني "في المقهى" و"ركن من مقهى-كونسير"، وتتناولان مشهداً من الحياة اليومية في مقهى "براسري رايشهوفن" في حي مونمارتر الباريسي، مجسّدتين افتتان مانيه بالحياة الثقافية النابضة في مقاهي باريس.

بدأ مانيه العمل على هذه التركيبة عام 1874، لكنه قرر لاحقاً تقسيم اللوحة بسبب صعوبات تركيبية لم يتمكن من تجاوزها. ورغم اعتراض أصدقائه آنذاك، مثل الرسام غاستون لا توش، أكمل مانيه العمل على اللوحتين بشكل مستقل. وبعد عرضهما بشكل منفصل في صالون أنتويرب عام 1879، بيعتا معاً لمقتنٍ واحد، قبل أن تفترقا مجدداً بعد وفاته عام 1887.

انضمّت لوحة "ركن من مقهى-كونسير" إلى مجموعة المتحف الوطني في لندن عام 1924، بينما أصبحت لوحة "في المقهى" جزءاً من مجموعة أوسكار راينهارت في سويسرا منذ عام 1953. ومؤخراً، عُرضت في معرض كورتولد بلندن ضمن معرض "من غويا إلى الانطباعية"، الذي ضمّ أعمالاً فنية نادرة لم تُعرض سابقاً خارج سويسرا.

ويستمرّ عرض اللوحتين في لندن حتى 15 كانون الأول/ديسمبر، ويتيح المعرض للزوار فرصة نادرة لتتبّع مسار تطور العمل من رسومات قلمية أولية في دفتر ملاحظات، إلى قماش مليء بالحركة والشخصيات، وفق ما أورد موقع "آرت نيوز" المتخصّص. كما يكشف العرض كيف كان مانيه يُجري تعديلات متكررة على لوحاته، من إضافة شخصيات وحذفها، إلى إعادة لصق شريط قماشي سبق أن قصّه.

ويعرض المعرض أيضاً روائع أخرى من مجموعة "راينهارت"، من بينها أعمال لغويا وفان غوغ، ولوحة من بدايات المرحلة الزرقاء لبابلو بيكاسو، كشفت الدراسات الحديثة وجود لوحة مخفية تحت سطحها، تُظهر امرأة غامضة رسمها بيكاسو قبل إعادة استخدام القماش.