بنك أبوظبي الأول يجمع 480 مليون دولار من طرح ثانوي

1 week ago 4
ARTICLE AD BOX

أعلنت مجموعة سيتي المصرفية، التي تتولى مهام مدير الدفاتر الرئيسي، أن بنك أبوظبي الأول – أكبر بنك في الإمارات من حيث إجمالي الأصول – أطلق عملية طرح ثانوي لأسهمه، بهدف جمع نحو 480 مليون دولار (1.76 مليار درهم)، وذلك في خطوة تعكس توجهاً استراتيجياً نحو تعزيز السيولة، وتنويع قاعدة المساهمين، ودعم خطط التوسع الإقليمي والدولي. وبحسب البيان الصادر عن "سيتي غروب"، فإن المساهم البائع – الذي لم يُكشف عن اسمه – عرض ما يقارب 113 مليون سهم من أسهم بنك أبوظبي الأول، بسعر 15.5 درهماً للسهم الواحد (ما يعادل 4.22 دولارات)، وهو سعر يقل بنحو 3.7% عن سعر إغلاق السهم يوم الجمعة البالغ 16.1 درهماً في بورصة أبوظبي.

وقد أكدت المجموعة أن الطرح تمت تغطيته بالكامل خلال عملية الاكتتاب المتسارع، بل إن الطلب تجاوز حجم المعروض، مما يشير إلى إقبال قوي من المؤسسات الاستثمارية الإقليمية والدولية على أسهم البنك، رغم الاقتطاع النسبي المحدود. ويمثل بنك أبوظبي الأول (FAB) أحد أعمدة القطاع المالي الإماراتي، وتبلغ قيمة أصوله الإجمالية 1.31 تريليون درهم (ما يعادل 357 مليار دولار) حتى نهاية مارس/آذار 2025. وتُعد مبادلة للاستثمار – صندوق الثروة السيادي التابع لحكومة أبوظبي – أكبر مساهم في بنك أبوظبي الأول. ويقدَّر حجم أصول الصندوق بأكثر من 330 مليار دولار، مع تركيز على الاستثمار في قطاعات البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا والخدمات المالية. ويسعى البنك للتوسع بما يشمل خارج منطقة الخليج. 

والطرح الثانوي لا يشمل إصداراً جديداً للأسهم، بل هو بيع من طرف مساهم حالي لم يُكشف عن هويته. وهذا يطرح عدة احتمالات، أبرزها إعادة هيكلة ملكية استراتيجية ضمن مساهمي البنك، ربما بهدف تقليل التركز وتعزيز سيولة السهم، أو إتاحة مساحة أكبر للمستثمرين الدوليين، خاصة الصناديق التي تنظر إلى بورصة أبوظبي بوصفها سوقاً ناشئة ذات ثقل نقدي واستقرار مؤسسي. وفي ظل بلوغ أصول بنك أبوظبي الأول نحو 1.31 تريليون درهم بنهاية الربع الأول من 2025، واحتفاظه بمعدلات ربحية قوية في بيئة أسعار فائدة مرتفعة، فإن البنك يُعد من أكثر الكيانات المالية الخليجية جاذبية للتمويل طويل الأجل.

ويأتي الطرح في لحظة تتغير فيها طبيعة البنوك الخليجية من كونها أدوات ادخار وتمويل عقاري، إلى مؤسسات إقليمية ذات ثقل في تمويل البنية التحتية العابرة للحدود، وأسواق السندات، ومشاريع التحول الاقتصادي. وبنك أبوظبي الأول لا يتحرك فقط في نطاق بنوك التجزئة أو التمويل المحلي، بل يستهدف تموضعاً عالمياً، كما ظهر بوضوح عندما أعلن في 2023 اهتمامه بالاستحواذ على بنك ستاندرد تشارترد البريطاني. وعلى الرغم من تعثر الصفقة لاحقاً، فإنها كشفت عن طموح واضح نحو الدخول إلى الأسواق المالية الأوروبية، والمزاحمة على النفوذ البنكي الآسيوي والأفريقي عبر أذرع لندن وسنغافورة. والطرح الثانوي يهيئ الأرضية لمثل هذا التوسع، سواء عبر التسييل لتغطية استحواذات قادمة أو لضمان مرونة ملكية تسهل صفقات الشراكة والتحالفات البنكية.

(رويترز، العربي الجديد)

Read Entire Article