ARTICLE AD BOX
بغداد / تميم الحسن
دفعت خلافات - على ما يبدو - "الإطار التنسيقي" إلى التراجع عن فكرة خوض الانتخابات في المدن السنية بـ"قوائم موحدة".
وقال التحالف، بعد يوم من موقفه الأخير، إنه سيدخل الانتخابات بـ"قوائم متعددة" في جميع أنحاء العراق.
وكان "الإطار التنسيقي" قد قرر الدخول بـ"تحالفات موحّدة" في ثلاث محافظات سُنّية.
وترجّح أطراف سياسية شيعية أن "خلافات على شكل تلك التحالفات، والجهات المنضوية فيها، دفعت إلى تبديل موقف الإطار".
وقد قرر "الإطار"، في الشهر الماضي، دخول الانتخابات بـ"قوائم منفردة" باستثناء المدن السنية، على أن "يلتئم" بعد نتائج الانتخابات.
ويقول رحيم العبودي، عضو تيار الحكمة، لـ(المدى)، إن "الإطار التنسيقي قرر عدم الدخول في قائمة واحدة ليسمح لباقي القوى السياسية بالحصول على أصوات".
ليلة التراجع
وذكر بيان للتحالف الشيعي، مساء الثلاثاء، أن "الإطار التنسيقي سيدخل الانتخابات في قوائم متعددة في كل العراق بناءً على قراره السابق".
وأضاف: "كان الإطار التنسيقي قد أكد في 21/4/2025، على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 11-11-2025، فيما قرر المشاركة في الانتخابات المقبلة بقوائم متعددة".
وكان "الإطار" قد نشر، في ساعة متأخرة من ليلة الإثنين 26 أيار 2025، بيانًا أكد فيه عزمه الدخول بتحالفات انتخابية موحّدة في محافظات ديالى، وصلاح الدين، ونينوى.
وعقد الإطار التنسيقي، يوم الإثنين الماضي، اجتماعه الاعتيادي رقم 229 في مكتب الأمين العام لتحالف النهج الوطني عبد السادة الفريجي، وبحضور رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، "لمناقشة آخر المستجدات على الساحة الوطنية"، وفق البيان.
وأضاف البيان أنه "وبناءً على مخرجات الماكنة الانتخابية، فقد قرر الإطار التنسيقي الدخول بتحالفات موحّدة في محافظات ديالى، وصلاح الدين، ونينوى".
وفي نيسان الماضي، قال التحالف في بيان إنه، بالنظر لما أفرزته الماكنة الانتخابية له، "قرر الإطار التنسيقي الدخول إلى الانتخابات بقوائم متعددة تلتئم عقب نتائج الاقتراع، لتشكيل كتلة (الإطار التنسيقي) التي تضم جميع أطرافه".
ويجري تدافع داخل "قوى الإطار"، خصوصًا بين نوري المالكي، زعيم دولة القانون، ورئيس الحكومة محمد السوداني، وقيس الخزعلي، زعيم العصائب.
وقد تشكل تحالف "الإطار التنسيقي" عقب الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول 2021، التي فاز بها "التيار الصدري"، إذ دفع فوز الأخير القوى الشيعية الأخرى إلى تشكيل إطار موحد لمنافسته، وما إن انسحب التيار من العملية السياسية، حتى أصبح "الإطار التنسيقي" الكتلة الكبرى برلمانيًّا، ليتمكن بذلك من تشكيل الحكومة.
وضم تحالف "الإطار التنسيقي" قوى ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، وتحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري، وتحالف "قوى الدولة" بزعامة عمار الحكيم، وكتل "عطاء"، وحركة "حقوق"، و"حزب الفضيلة"، وغيرها.
وكان المالكي، بحسب المصادر، هو السبب الرئيسي في "منع دخول الإطار التنسيقي في قائمة واحدة".
وتضيف المصادر لـ(المدى) أن "رئيس الوزراء الأسبق أراد استعراض قوته الانتخابية وشعبيته بالنزول منفردًا".
طموح المالكي
وتبدو القوائم "الإطارية" الثلاث التي يُفترض أنها "قوائم الإطار التنسيقي الموحدة" - بحسب بيان يوم الإثنين الذي عُدّل الثلاثاء الماضي - والتي ستنزل في ديالى، نينوى، وصلاح الدين، تحت سيطرة المالكي ويغيب عنها لاعبين أساسيين في التحالف الشيعي.
ويُسيطر ائتلاف المالكي "دولة القانون" على "تحالف صلاح الدين"، وهو مسجّل باسم جمال محمد جعفر، وهو شقيق القيادي في الدعوة ووزير الرياضة الأسبق جاسم محمد جعفر.
ويغيب عن التحالف زعامات "الإطار" البارزة، مثل: قيس الخزعلي، وفالح الفياض (رئيس الحشد وحليف السوداني)، ومحسن المندلاوي، وجماعات مسلحة مثل فصيل شبل الزيدي (كتائب الإمام علي).
وفي التحالف الثاني، "تحالف ديالى أولًا"، يغيب الخزعلي، والفياض، وتيار الحكمة، والعامري (منظمة بدر)، والمجلس الأعلى، وأحمد الأسدي (وزير العمل)، وباقي الفصائل، فيما يتصدر "تحالف المالكي" القائمة.
وفي التحالف الثالث، وهو "تحالف الحدباء الوطني"، يتصدر دولة القانون، بينما تغيب "بدر"، و"الخزعلي"، و"الفياض"، و"المندلاوي"، و"الأسدي" وبقية الفصائل.
وظهرت كذلك قائمة رابعة "إطارية" لم يُذكرها البيان السابق للتحالف الشيعي، وهي كركوك تحت اسم "إنقاذ تركمان كركوك".
ويغيب تحالف دولة القانون باسمه الصريح عن القائمة، فيما تظهر مشاركة بعض مكوناته مثل خالد الأسدي (تحالف العمق).
وكذلك يغيب كل من: "الخزعلي"، و"الفياض"، و"المندلاوي"، و"الأسدي".
ويطمح زعيم دولة القانون، وفق تلك المصادر، إلى الحصول على "ولاية ثالثة لرئاسة الحكومة"، خصوصًا وأنه سيكون صاحب التسلسل "رقم واحد" في انتخابات بغداد.
ويُفترض أن يحتل "الشيوخ" داخل التحالف الشيعي، التسلسل "رقم واحد" في القوائم المنفردة.
وعلى غرار ما سيفعله "المالكي"، يُتوقع أن يُقدّم هادي العامري، زعيم منظمة بدر، نفسه في التسلسل الأول لتحالفه.
ويُفترض أن محمد السوداني، الذي أعلن الأسبوع الماضي عن تحالف "الإعمار والتنمية"، سيكون "الرقم 1" في بغداد، ويتوقع أن يفوز بـ"90 مقعدًا" على الأقل.
ويُتوقّع أن ينزل "محسن المندلاوي"، نائب رئيس البرلمان وزعيم "ائتلاف الأساس"، الانتخابات بالرقم "واحد" في بغداد.
وكذلك قد يقرر حيدر العبادي، رئيس الوزراء الأسبق، اختيار رقم "1" أو "2" على أقل تقدير، عن تحالف "قوى الدولة" في بغداد مع عمار الحكيم.
أما همام حمودي، رئيس المجلس الأعلى، فقد ينحو نفس منحى المالكي وباقي الزعامات الشيعية.
The post تحالفات "الإطار" بالمدن السُّنية تحت سيطرة "المالكي" وغياب قيادات بارزة appeared first on جريدة المدى.