تخريب منظم يستهدف كهرباء محافظة السويداء في سورية

3 weeks ago 6
ARTICLE AD BOX

خرّبت مجموعات محلية منفلتة ثلاثة أبراج كهرباء من التوتر العالي في محيط بلدة أم ولد بالريف الشرقي لمحافظة درعا، ما أوقع محافظة السويداء السورية بالظلام منذ يوم أول أمس، فيما أكد مصدر في شركة كهرباء السويداء أن أبراج كهرباء منهارة تعرضت للسرقة، في الوقت الذي تقوم فيه فرق فنية متخصصة بإصلاح الأعطال وإعادة التيار الكهربائي للمحافظة.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد قرب الانتهاء من أعمال الصيانة لبرج الكهرباء الذي انهار أول من أمس الاثنين، فوجئنا صباح الثلاثاء، بانهيار برجين آخرين على خط التوتر العالي 230 ك.ف، في المنطقة نفسها". وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "سبب الانهيار يعود إلى الضغط غير المتوازن الذي تسببت به الأمراس (الكابلات) الكهربائية، نتيجة سقوط البرج السابق على المسار ذاته، حيث كان يشكل نقطة ارتكاز لبقية الأبراج المجاورة، ما أدى إلى انهيار الهيكلين المجاورين بفعل توتر الشد من جهة واحدة".

وأكد المصدر أن "الأبراج المنهارة تعرضت أيضاً لأعمال سرقة طاولت مكوناتها المعدنية والنواقل فيها، وهو ما زاد حجم الأضرار وأعاق عملية الإصلاح السريع"، مرجحاً أن تستمر أعمال الصيانة حتى يوم غد الخميس. وكانت ورشات الصيانة من محافظات السويداء ودرعا ودمشق قد استنفرت لإصلاح الخط الكهربائي منذ صباح أمس، وسط ظروف غير آمنة ونقص في الإمكانات والمعدات اللازمة للعمل، بالإضافة لنقص كبير في أعداد الفنيين بعدما أدت قرارات منح الإجازات والتسريح لخلل كبير في قطاع شركات الكهرباء. 

وقال أحد العاملين الفنيين في ورش الإصلاح لـ"العربي الجديد": "نقوم بالإصلاح منذ يوم أمس في وضع أمني معقد، ونتوقع في كل وقت أن تتجاوز الاعتداءات الأبراج الكهربائية لتطاول حياة أحدنا". وأضاف الفني طالبا عدم ذكر اسمه أن "ورشات الإصلاح غالبا تكون مكونة من الفنيين في شركات كهرباء درعا والسويداء ودمشق من أجل التكامل بالعمل، خصوصاً أن جميع التعديات والأعطال تحصل في أماكن غير مأهولة وبعيدة عن الخدمات العامة". 

وأشار إلى أن "المخربين يقومون في الغالب بقطع الأسلاك كي يخف الضغط على البرج المقصود ثم يستخدمون أدوات حادة لقطع أو ثني قواعد الأبراج من إحدى الجهات، وبعدها يلجأون لربط الأبراج بالحبال من الأعلى وجرها بسيارات الدفع الرباعي أو الجرارات الزراعية كي تسقط أرضاً". وأكد الفني أن "المحاولات تركزت هذه المرة على إسقاط أبراج التوتر أرضاً دون قطع الأسلاك، ما سبب بالضغط على الأبراج المحيطة وسقوط اثنين منها لاحقاً". 

وكانت شركات الكهرباء في درعا والسويداء قد وجهت أكثر من نداء وتحذير للأهالي بضرورة منع الاعتداءات وملاحقة المعتدين وتجار الخردة والحديد، بعدما باتت هذه التعديات تسبب أخطاراً جسيمة على حياة الناس، وخاصة المرضى، والمشافي، وتعيق ضخ المياه ووصولها إلى الأهالي، مؤكدة أن تكرار هذه التعديات سيؤدي إلى انهيار كامل في منظومة التغذية في محافظتي السويداء ودرعا، وأن خط الاحتياط الوحيد المتبقي بات مهدداً ويواجه خطراً كبيراً. 

المهندس السابق في شركة كهرباء دمشق عماد رافع قال لـ"العربي الجديد"، إن "محافظة السويداء تعاني من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، ويعود أحد الأسباب الرئيسية إلى التجاهل المقصود من حكومة النظام البائد لإصلاح التعديات التي تعرض لها الخط الرئيسي الواصل من محطة الدير علي إلى السويداء في شهر مارس/آذار 2023، وتحويل التغذية إلى الخط الاحتياطي الواصل إلى محافظة درعا، ما أدى إلى حصر التغذية للمحافظتين بخط واحد، ووقوعهما تحت رحمة قطاع الطرق والمخربين". 

وأشار رافع إلى أنه "كان بوسع الحكومة الحالية البدء بإصلاح خط السويداء الأساسي بالتوازي مع عمل فنيي الطوارئ على الخط الاحتياطي وضبط المجموعات المنفلتة في المناطق التي تتم فيها الاعتداءات". وأضاف أن "من قام بقطع الكهرباء عن محافظة بالكامل وتسبب بعطش الناس وتعثر الحياة العامة لدى السكان الذين ينتظرون ساعة الوصل الكهربائي كل خمس ساعات قطع، هو من غير المستفيدين من الكهرباء الواصلة إلى المحافظتين"، وأكد أن "الفاعلين موجودون في مناطق ريف دمشق الجنوبي الممتدة إلى ريف درعا والسويداء الشمالي، ويمكن إثبات هذا من ملاحقة ومحاسبة تجار الحديد والألمنيوم والخردة الموجودين بكثرة في مناطق المطلة ونجها والمسمية والكسوة المحيطة بمناطق الاعتداءات على الأبراج".

وانقطاع التغذية الكهربائية الأخير عن محافظة السويداء لساعات طويلة هي المرة الرابعة في أقل من شهرين، بعد التخريب المنظم على دفعتين، والذي استهدف خط التوتر العالي 230 ك، ف، وهو الخط الاحتياطي الواصل من محطة كهرباء الدير علي الرئيسية الواقعة في ريف دمشق الجنوبي. وغالباً ما كانت الانقطاعات في المرات السابقة ناتجة عن اعتداءات على الأبراج الكهربائية في المناطق الريفية غير الآهلة بالسكان، لغايات النهب والسرقة، فتؤدي إلى انقطاعات جزئية أو كلية في المحافظتين. 

وذكرت وسائل إعلام محلية أن التيار الكهربائي انقطع عن كامل محافظة السويداء في محيط بلدة "أم ولد" الواقعة في ريف درعا الشرقي وقرب الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، نتيجة أعمال تخريبية هادفة لقطع الكهرباء عن كامل المحافظة، وأدت لسقوط أحد الأبراج الرئيسية المغذية لمحافظة السويداء. 

Read Entire Article