ترامب يحذر وول مارت: ابتلعوا الرسوم الجمركية ولا ترفعوا الأسعار

2 weeks ago 4
ARTICLE AD BOX

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم السبت، إنّ على سلسلة متاجر وول مارت للبيع بالتجزئة أن "تبتلع الرسوم الجمركية" بدلاً من التذرع بالرسوم المفروضة على البضائع المستوردة في زيادتها الأسعار. وجاءت تصريحات ترامب رداً على قول أكبر سلسلة متاجر تجزئة في العالم قبل أيام إنها ستضطر للبدء في رفع الأسعار في وقت لاحق هذا الشهر بسبب ارتفاع التكاليف جراء زيادة الرسوم الجمركية. وقال ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: "يجب أن تتوقف وول مارت عن محاولة التذرع بالرسوم الجمركية لرفع الأسعار في جميع أنحاء السلسلة، جنت وول مارت مليارات الدولارات العام الماضي، أكثر بكثير مما كان متوقعاً"، وأضاف ترامب: "وول مارت والصين فيما بينهما، يجب كما يقال أن، يبتلعا الرسوم الجمركية، وألّا يفرضا على العملاء الكرام أي شيء".

وقالت وول مارت إنها تعمل دائماً على إبقاء أسعارها منخفضة قدر الإمكان، مضيفة أن هذه الممارسة لن تتوقف. وذكرت سلسلة المتاجر في بيان نقلته وكالة رويترز: "سنحافظ على الأسعار منخفضة قدر المستطاع ما دام بوسعنا ذلك نظراً لواقع الهوامش الربح المحدودة للبيع بالتجزئة"، والخميس الماضي، قال دوغ مكميلون، رئيس وول مارت التنفيذي، إن السلسلة لم تستطع استيعاب جميع تكاليف الرسوم الجمركية بسبب هوامش الربح الضئيلة للبيع بالتجزئة، وأضاف أن الشركة مع ذلك ملتزمة بضمان ألّا تؤدي التكاليف المتعلقة بالرسوم الجمركية على البضائع العامة، الواردة من الصين في الأساس، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وخفض العديد من الشركات الأميركية توقعاتها للعام بأكمله أو سحبتها وسط توتر بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، لا سيّما الصين، مع تقليص المستهلكين الإنفاق.

وفي 12 مايو/أيار الجاري، تنفّست أسواق العالم الصعداء، بعد الاتفاق على تعليق الحرب التجارية ما بين الصين والولايات المتحدة الأميركية لمدة 90 يوماً، وبموجب الاتفاق ستنخفض التعرِفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب على الصين من 145% إلى 30%، إذ ستهبط الرسوم الأساسية إلى 10% من 125%، وستظل الرسوم الجمركية المنفصلة البالغة 20% التي فرضها ترامب بسبب ما وصفه بدور الصين في تجارة الفنتانيل قائمة. في المقابل، ستخفض بكين الرسوم الجمركية الانتقامية على السلع الأميركية من 125% إلى 10%، وصرّحت الولايات المتحدة بأن التخفيضات ستستمر 90 يوماً، ريثما يبدأ الجانبان محادثات إضافية.

أسهم وول مارت

وشهدت أسهم "وول مارت" تقلباً في أسعارها بعد هذا التحذير، إذ يخشى المستثمرون من تأثير ارتفاع الأسعار على مبيعات الشركة وأرباحها. وتشمل المنتجات المتأثرة بالرسوم الجمركية الملابس، والإلكترونيات، والألعاب، وبعض المواد الغذائية المستوردة من دول مثل الصين، وكوستاريكا، وبيرو، وكولومبيا. وأشار المدير المالي للشركة، جون ديفيد ريني، إلى أن المستهلكين قد يلاحظون زيادات في الأسعار بحلول نهاية مايو/أيار، مع زيادات أكبر متوقعة في يونيو/حزيران. وعلى الرغم من التحديات، أكدت وول مارت التزامها بالحفاظ على أسعار منخفضة قدر الإمكان، خاصةً للمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، من خلال استراتيجيات مثل تنويع مصادر التوريد وامتصاص بعض التكاليف داخل الفئات المختلفة.

وفقاً لتحليل أجرته وكالة بلومبيرغ الأميركية، فإن الرسوم الجمركية رفعت تكاليف الشركات الأميركية بمليارات الدولارات، وهو ما انعكس على الأسعار النهائية للمستهلكين. وتظهر بيانات الوكالة أن أكثر من 60% من شركات التجزئة الأميركية أبلغت عن زيادة في تكاليف الشراء نتيجة للرسوم الجمركية. وأشارت شركة تارجت، وهي منافس رئيسي لـ"وول مارت"، إلى أنها تواجه نفس الضغوط لكنها تسعى لاستيعاب جزء من هذه التكاليف للحفاظ على العملاء، يقول سكوت لادنر، كبير مسؤولي الاستثمار في Horizon Investments LLC، إن "شركات التجزئة تجد نفسها مضطرة للتوازن بين حماية هوامش الأرباح والحفاظ على ولاء العملاء".

وقد تلجأ الشركة إلى تنويع مصادر التوريد لتقليل الاعتماد على السلع المستوردة التي تخضع للرسوم الجمركية. ومن المتوقع أن تعزز الشركة العروض الترويجية والخصومات لجذب العملاء، خاصة في ظل المنافسة الشديدة من أمازون وغيرها من شركات التجزئة. وستواصل "وول مارت" استخدام قوتها الشرائية الكبيرة للتفاوض مع الموردين والحصول على أفضل الأسعار، ويشعر المستهلكون بالقلق من ارتفاع تكاليف المعيشة في وقت يعاني فيه العديد من الأسر من ضغوط اقتصادية.

تباطؤ نمو مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة

وتباطأ نمو مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بشدة في إبريل/ نيسان مع تراجع إنفاق الأسر على شراء السيارات قبل فرض الرسوم الجمركية وعزوف المستهلكين عن الإنفاق في قطاعات أخرى بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي. وارتفعت أسعار المنتجين للسلع، باستثناء مكونات الغذاء والطاقة المتقلبة، إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين بينما انخفضت هوامش البيع بالتجزئة والجملة، وهو ما حذر خبراء الاقتصاد من أنه ربما يؤدي إلى تراجع الإنفاق التجاري ومعدل التوظيف، بحسب رويترز. وقال توان نجوين الخبير الاقتصادي الأميركي لدى آر.إس.إم.يو.إس: "نشهد الآن الآثار الأولى للرسوم الجمركية على الاقتصاد من خلال تراجع الإنفاق"، وأضاف "على الرغم من أننا لن نشهد ركوداً على مدار الإثني عشر شهراً المقبلة، بسبب خفض الرسوم الجمركية في الآونة الأخيرة، فإن من المحتمل أن يشهد الاقتصاد الأميركي نمواً بطيئاً على مدى عدة أرباع".

وقال مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة إنّ مبيعات التجزئة ارتفعت 0.1% الشهر الماضي بعد تعديل بالزيادة إلى 1.7% في مارس/ آذار الماضي. وتوقع خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم استقرار مبيعات التجزئة بعد قفزة بلغت 1.5% في مارس/ آذار. وارتفعت المبيعات 5.2% على أساس سنوي في إبريل/ نيسان. وتأرجحت مبيعات التجزئة هذا العام بسبب إعلان الرئيس ترامب فرض رسوم على الوارداتK ورغم أن واشنطن وبكين أبرمتا هدنة 90 يوماً في حربهما التجارية الأسبوع الماضي، وخفضتا الرسوم الجمركية على الواردات، فإن حالة عدم اليقين لا تزال قائمة بشأن ما سيحدث بعد ذلك.

وانخفضت المبيعات لدى وكلاء السيارات 0.1% بعد أن تسارعت 5.5% في مارس آذار، وتراجعت الإيرادات في متاجر السلع الرياضية وتلك المتعلقة بالهوايات والآلات الموسيقية 2.5%، وانخفضت المبيعات في متاجر التجزئة المتنوعة 2.1%، لكن مبيعات متاجر التجزئة عبر الإنترنت ارتفعت 0.2%، وارتفعت أيضاً إيرادات خدمات المأكولات والمشروبات في المطاعم 1.2% بعد أن زادت 3% في مارس آذار. وينظر خبراء الاقتصاد إلى تناول الطعام خارج المنزل باعتباره مؤشراً رئيسياً على الوضع المالي للأسرة.

(وكالات، العربي الجديد)

Read Entire Article