ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">عمال يُعبئون أكياساً من التربة البركانية في مصنع بالمفرق (رويترز)</p>
حجارة بركانية تكونت قبل آلاف السنين أصبحت اليوم الأمل لأجيال مقبلة في زراعة المناطق الصحراوية والأراضي القاحلة بفضل خصائصها الطبيعية التي تتغلب على شح المياه ونقص المعادن وملوحة التربة.
وتعتمد تقنية جديدة ابتكرتها إحدى الشركات الأردنية على تفتيت الحجارة البركانية الآتية بصورة رئيسة من بلدة الصفاوي في المفرق إلى قطع صغيرة تعرف باسم "التوف" يجري بسطها فوق أية تربة لتتحول إلى بيئة حاضنة لمختلف أنواع المزروعات.
وقال مهند المناصير الرئيس التنفيذي لشركة "وتد الزراعية" التي بدأت هذا المشروع قبل ثلاثة أعوام "التربة هذه اليوم لها فوائد عدة طبعاً. اليوم نرى العالم كله يعاني مشكلات المياه وندرتها وملوحتها".
وأضاف أن "العالم يعاني اليوم درجات الحرارة المرتفعة وتغير المناخ ويحاول محاربة التصحر من خلال التشجير. وهذه التربة هي الحل الأمثل اليوم، وتحاكي كل الحلول لمشكلات المياه، إذ إنها توفر حاجة 50 إلى 60 في المئة من المياه".
وأوضح أن "ميزة هذه التربة أيضاً أنها طاردة للملوحة ومقاومة للأعشاب الضارة"، مما يجعلها خياراً عملياً ومستداماً للزراعة في البيئات الصعبة".
وادي الأردن
وتتركز معظم الأراضي الصالحة للزراعة في المملكة في وادي الأردن، حيث خصوبة التربة والمناخ الملائم يتيحان زراعة مجموعة من المحاصيل تراوح ما بين الحبوب والخضراوات والفواكه.
لكن اللجوء إلى مثل هذه التربة البركانية الجديدة يفتح الآفاق أمام استصلاح مساحات أوسع من الأراضي لزيادة المحاصيل وتنويعها.
وقال المناصير إن شركته بدأت بإنتاج مليون طن سنوياً من هذه التربة، وتطمح إلى الوصول لما بين 10 أطنان و15 طناً في العام "لخدمة الأردن والمنطقة العربية كلها".
وأضاف أن "الصخور البركانية ليست جديدة على منطقتنا، فهي ممتدة في شمال الأردن وجنوبه، ولها وجود طبيعي في سوريا والعراق والسعودية"، لافتاً إلى أن هذه التقنية تشكل طفرة زراعية "في وقت تعاني نسبة 68 في المئة من مساحة الوطن العربي من التصحر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الأردن تأتي الحجارة البركانية المستخدمة ضمن المشروع من المفرق في شمال شرقي المملكة وهي محافظة غنية بالموارد الطبيعية والمعالم الأثرية.
وقال المسؤول عن موقع الاستخراج المهندس إبراهيم المناصير، "هذه المنطقة كانت تعج بالنشاط البركاني منذ آلاف السنين... ومنطقة المفرق في الصفاوي كانت عبارة عن براكين خامدة حالياً ونقوم باستخراج معدن الزيولايت منها".
وأضاف أنها "كلها عبارة عن صخور بركانية تشكلت قبل آلاف السنين... عندما ثارت البراكين، وبناء على طريقة الترسيب والظروف والعناصر الجوية التي واجهتها عند ثورانها".
منتج صحي
ويرى متخصصون أن استصلاح الأراضي القاحلة باستخدام "التوف البركاني" لا ينعكس فقط على زيادة الإنتاج وتوفير مساحات جديدة، لكنه يقدم منتجاً زراعياً صحياً يستهلك كمية مياه وأسمدة أقل.
وقالت المهندسة الزراعية هديل "ننصح باستخدام التربة هذه لأنها تربة تعطينا منتجاً عضوياً 100 في المئة وصحي 100 في المئة لأنها تربة عضوية بركانية من دون أية مضافات كيماوية".
وأردفت أن من ميزاتها أيضاً أنها "توفر من استخدام المياه بنسبة 60 في المئة والأسمدة بنسبة 80 في المئة، وتمتاز بالخاصية الكيتونية التي تحافظ على رطوبة التربة وتجعل النبات يقاوم جميع الظروف الجوية، مما يجعلها خياراً اقتصادياً وفاعلاً".
وأشارت إلى أن المزارع التي استخدمت تلك التربة شهدت تحولاً ملموساً على مستويات نمو المزروعات ومضاعفة الإنتاج وتعافي التربة بعد أعوام من الجفاف.