ترحيل اللاجئين قرار أوروبي يكافح للتنفيذ

2 weeks ago 3
ARTICLE AD BOX

<p>المفوضية الأوروبية اقترحت مؤخرا خطة لترحيل اللاجئين لا زالت قيد الدراسة (غيتي)&nbsp;</p>

ضاقت دول القارة العجوز باللاجئين إلى حدود صعدت باليمين الشعبوي المناهض لهم، وفرضت على أحزاب اليسار والوسط البحث عن حلول لضبط الحدود وتقييد وصول الهاربين من أوطان الحرب والفقر والاضطهاد، فكان الخيار الأمثل هو ترحيل من وصلوا إلى وجهة ثالثة آمنة تتحمل فيها الحكومات الأوروبية كلفة إقامتهم ولكن تتجنب تأثيرهم في السياسة والاقتصاد والمجتمع.

الإيطاليون كانوا سابقين في الظفر بدولة ثالثة تقبل لاجئيهم، فسمحت لهم ألبانيا بإقامة مراكز احتجاز لهم على أراضيها، لكن هذه الخطوة كما قال رئيس حكومة تيرانا إيدي راما لنظيره البريطاني كير ستارمر قبل بضعة أسابيع، كانت "استثناءً" لروما لن يتكرر مع سواها ويتحتم على بقية العواصم الأوروبية البحث عن بدائل.

البريطانيون بعدما أغلقت أبواب ألبانيا في وجههم التفتوا لبقية الوجهات المحتملة في قائمتهم، وهي تضم تسع دول بينها خمس أوروبية هي صربيا ومولدوفا وكوسوفو ومقدونيا الشمالية والبوسنة والهرسك، وأربع دول تقع خارج القارة العجوز وتتباين التقارير في شأن هويتها.

قبل أن تتصافح الأيادي مهنئة على إبرام اتفاق مع إحدى دول القائمة المقترحة، خرج جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية والمعروف باسم "أم آي 6" ليحذر حكومة لندن من خطر يشوب خطط الترحيل لم يكن بالحسبان، فهو يخشى استهداف الروس مراكز احتجاز اللاجئين في البلدان القريبة من حدودهم، فيحدثون فيها اضطرابات أو يختطفون أشخاصاً لاستغلالهم في مهام مضرة لمصالح المستضيف والمرسل.

جهاز "أم أي 6" أيضاً لفت إلى الضرر المتوقع من زرع جزء من أنظمة وتقنيات بريطانية في مناطق قد تتوسع فيها روسيا أو يسهل عليها التحرك بداخلها، بخاصة أن البنية التحتية التكنولوجية للمملكة المتحدة لا تسلم اليوم من اعتداءات موسكو حتى داخل الحدود، فما بالك بوجودها على بعد آلاف الأميال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ما تخشاه بريطانيا في ترحيل المهاجرين على الصعيد الحقوقي أو الأمني أو سواهما، يشغل بال الدول الأخرى في القارة، لكن بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي كتكتل هناك تحدٍّ إضافي بات يتحدث عنه الألمان بعد وصول حكومة جديدة إلى برلين يقودها المستشار فريدريش ميرتس.  

يقول وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت في مقابلة مع صحيفة (فيلت أم زونتاج) نشرت اليوم السبت إن "نهج استخدام دول ثالثة لترحيل اللاجئين يمكن أن ينجح فقط إذا حصد إجماعاً على مستوى أوروبا، فلا يمكن لأي دولة عضو في الاتحاد أن تنشئ هذا النموذج بمفردها، وتعد ألمانيا الأسس لذلك الآن".

كلام الوزير الألماني يبدو موجهاً لحكومة روما التي تمثل تيار اليمين المتشدد الذي يرفض انتظار الحلول الجماعية لمشكلة اللاجئين في الاتحاد الأوروبي على رغم أن أعداد الوافدين إليه تتناقص منذ نحو عام، الفرصة التي لاحت لإيطاليا في ألبانيا قد لا تتكرر وربما تحذو حذوها دول أخرى في التكتل بمجرد توافر خيار بغض النظر عن الوصفة التي تعهد ميرتس وحزبه للألمان في الانتخابات الأخيرة بطهيها على نار حامية.

دوبريندت ذاته لم ينتظر إقرار الخطة الأوروبية لترحيل اللاجئين، وأعلن بمجرد توليه كرسي الوزارة عن إجراءات لتقييد وصولهم عبر الحدود البرية لبلاده الممتدة على أكثر من 2500 كم، وتجمع ألمانيا مع تسع دول هي هولندا والدنمارك وبولندا والتشيك والنمسا وبلجيكا وفرنسا ولوكسمبورغ وسويسرا.

وفق دوبريندت لن تستقبل ألمانيا مهاجرين لا يملكون أوراقاً ثبوتية ولن تسمح بدخول القادمين من دول آمنة داخل القارة وخارجها، إضافة إلى قرارات بإعادة جميع الأجانب الذين ترفض طلبات لجوئهم وتعليق طلباتهم للم الشمل.

بالنسبة إلى خطة ترحيل اللاجئين التي اقترحت في مايو (أيار) 2025 لتطبق على كامل الاتحاد الأوروبي، فلا تزال قيد دراسة الحكومات المحلية وحتى برلمان التكتل، كذلك تواجه انتقادات حقوقية واسعة مدعومة باستعداد المحاكم لمواجهتها.

subtitle: 
ألمانيا تنشد خطة تشمل الاتحاد وبريطانيا تخشى استهداف الروس مراكز قريبة من حدودهم
publication date: 
السبت, مايو 31, 2025 - 17:15
Read Entire Article