تغيّر موقف واشنطن من دمشق... ولقاء محتمل بين أحمد الشرع وترامب اليوم

2 weeks ago 10
ARTICLE AD BOX

ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيلتقي اليوم الرئيس السوري أحمد الشرع إلى إمكانية تخفيف العقوبات التي تفرضها بلاده على سورية، في تحوّل جذري في موقف واشنطن من الإدارة السورية التي تضع مسألة رفع هذه العقوبات على رأس الأولويات من أجل البدء بمرحلة تعاف اقتصادي. ولم تتأخر الخارجية السورية للترحيب بتصريحات ترامب واعتبرتها "خطوة مشجعة نحو إنهاء معاناة الشعب السوري". ووصل الرئيس الأميركي أمس الثلاثاء إلى الرياض سعياً وراء صفقات كبرى، ما يعزز الاعتقاد أن الملف السوري سيكون من بين عدة ملفات على طاولة المباحثات بين الأميركيين والسعوديين.

لقاء أحمد الشرع وترامب اليوم

ونقل موقع أكسيوس الإخبار الأميركي، أمس الثلاثاء، عن مصدر مطلع قوله إنه من المتوقع أن يلتقي ترامب الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض اليوم الأربعاء، في خطوة قد تمهّد الطريق أمام تصحيح مسار العلاقات بين واشنطن ودمشق والتي شهدت طوال أكثر من 40 عاماً الكثير من التجاذبات. وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب سيلتقي أحمد الشرع  اليوم. 

وفرضت واشنطن عقوبات قاسية على نظام بشار الأسد وأركان حكمه على مراحل خلال سنوات الحرب، بسبب الوحشية التي مارسها بحق السوريين أثناء محاولاته اليائسة للقضاء على ثورتهم ضد نظامه. ويأتي "قانون قيصر" الذي دخل حيّز التنفيذ في عام 2020 أبرز العقبات أمام الإدارة السورية الجديدة، كونه ما يزال عائقاً كبيراً يحول دون انفتاح العالم اقتصادياً على سورية.

بناء "برج ترامب" في دمشق مشروع قائم بالفعل

وكان لهذه العقوبات تأثير سلبي على النظام المخلوع، إلا أنها ضغطت أكثر على السوريين وعمّقت أزماتهم المعيشية والاقتصادية، والتي ما تزال ماثلة حتى اللحظة. وتعرقل هذه العقوبات التعافي الاقتصادي الذي يعد مفتاحاً لمواجهة التحديات وتعزيز السلم الأهلي الذي تعرض لأكثر من اختبار بعد إسقاط نظام الأسد. وتبدي الإدارة السورية الاستعداد للتعاطي جدياً مع الشروط الأميركية مقابل تخفيف أو إلغاء العقوبات كـ"عدم تولي مقاتلين أجانب مناصب قيادية، وتدمير أي مخازن أسلحة كيميائية متبقية والتعاون في مكافحة الإرهاب". ويبدو أن أحمد الشرع بصدد طرح "صفقة تجارية" على الإدارة الأميركية مقابل رفع العقوبات، تتضمن بناء برج يحمل اسم ترامب في دمشق، وتهدئة التوتر مع إسرائيل ومنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى النفط والغاز السوري. وأكدت مصادر مطلعة في دمشق، لـ"العربي الجديد"، أن بناء برج تجاري عالٍ في دمشق اسمه "برج ترامب"، مشروع قائم بالفعل، مؤكدة أن شركة "تايغر" التي يملكها رجل الأعمال السوري وليد الزعبي ستقوم ببنائه، مشيرة إلى أن الشركة قدمت أخيراً التصميم إل الشرع، مضيفة: سيكون البرج جاهزاً خلال عام من بدء العمل به".

تغير موقف ترامب من الإدارة السورية

وقال الباحث السياسي رضوان زيادة، لـ"العربي الجديد"، إن "الموقف التركي والقطري والسعودي كان العامل الحاسم في تغيير موقف الرئيس ترامب من الإدارة السورية وخاصة لجهة تخفيف أو رفع العقوبات"، مضيفاً أن دمشق تعوّل على هذه الدول الداعمة لها لاستمرار الضغط على واشنطن حتى ترفع العقوبات بالفعل. وتابع أن رفع العقوبات كفيل بتذليل كل الصعوبات الأخرى، عبر تشكيل فرق تقنية تخص المفقودين الأميركيين في سورية وملف السلاح الكيميائي. وأعرب زيادة عن اعتقاده أن العلاقات المستقبلية بين سورية وإسرائيل لن تكون غائبة عن أي طاولة تفاوض محتملة ما بين دمشق وواشنطن.

رضوان زيادة: الموقف التركي والقطري والسعودي كان العامل الحاسم في تغيير موقف ترامب من الإدارة السورية

ويُعتقد أن الموقف التركي كان فيصلاً في تغيير نهج الولايات المتحدة حيال سورية في ظل الإدارة السورية التي ظلت تنتظر طيلة أكثر من خمسة أشهر من تسلمها مقاليد الأمور في البلاد موقفاً أميركياً داعماً، وخاصة أنها أكدت الانفتاح الكامل على واشنطن والغرب عموماً. وتعد أنقرة من أبرز الداعمين للإدارة السورية، ما منحها نفوذاً وحضوراً كبيراً، يبدو أن واشنطن تراه حيوياً لملء الفراغ الذي خُلق بعد إسقاط نظام الأسد لتبديد مخاوف تل أبيب على أمنها، نتيجة التغيّر الكبير الذي حدث على حدودها الشمالية. وكان ترامب أطلق في إبريل/ نيسان الفائت يد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سورية، وطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حل المشاكل حول سورية مع تركيا بشرط أن يكون "منطقياً" في طلباته.

دور العلاقات الأميركية التركية

ويبدو أن العلاقات الطيبة بين الرئيسين الأميركي والتركي لعبت دوراً كبيراً في تغيير موقف واشنطن من مسألة رفع العقوبات عن سورية، وهو ما أكده المحلل السياسي التركي هشام غوناي في حديث مع "العربي الجديد". ورأى أن "السياسة الأميركية في عهد ترامب تدعم تركيا في الكثير من القضايا، بما فيها الملف السوري. أعتقد أن أنقرة هي من تقدم الضمانات لواشنطن حيال الإدارة السورية الجديدة". ورأى أن الجانب التركي "قدم ضمانات للجانب الأميركي بعدم استهداف المصالح الأميركية في المنطقة من قبل دمشق أبداً، ولن تهاجم الجانب الإسرائيلي، وأن هدف الإدارة السورية حالياً استعادة السيطرة على كامل البلاد والحيلولة دون ظهور انقسامات داخلية".

Read Entire Article