تمرد داخلي يهدد رئاسة تشيفرين لـ"يويفا"

3 hours ago 3
ARTICLE AD BOX

<p>رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" ألكسندر تشيفرين خلال مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا بين باريس سان جيرمان وإنتر ميلان في ميونيخ (أ ف ب)</p>

في كل زاوية تقريباً من مدينة ميونيخ الأسبوع الماضي كان رموز كرة القدم وحديثها حاضرين بوضوح على أعلى المستويات، فقد كان نهائي دوري أبطال أوروبا يكاد يكون الحدث الوحيد القادر على جمع عظماء اللعبة ونخبتها في مكان واحد.

في زاوية ما كان السير أليكس فيرغسون يرافقه غاري نيفيل، وهو يناديه بلطف بـ"الرئيس"، وفي زاوية أخرى، كان هناك عدد من الأساطير أمثال رود خوليت وخافيير زانيتي.

لكن من دقق النظر بما يكفي، ربما لاحظ شيئاً آخر، في الزوايا الأكثر عزلة من فنادق باهظة مثل روزوود أو بايرشر هوف.

كان ذلك على الأرجح بداية تمرد كروي فقد بدأ عدد من الشخصيات البارزة بالاجتماع من أجل تقديم منافس لرئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفاألكسندر تشيفرين، في انتخابات 2027. ويفضل أن يكون أحد عظماء اللعبة مثل أندري شيفتشينكو – حتى إن اسم ميشيل بلاتيني طرح في بعض الأوساط – لكن المغزى الحقيقي هو أن حركة مقاومة بدأت تتشكل.

ويعود ذلك إلى قلق واستياء متزايدين من الاتجاه الذي تسلكه كرة القدم الأوروبية، والطريقة التي تتخذ بها القرارات الكبرى.

لم يستطع البعض إلا أن يلاحظ الرمزية في نهاية نهائي دوري أبطال أوروبا نفسه، حين سلم ألكسندر تشيفرين كأس أوروبا لنادي باريس سان جيرمان، الذي يترأسه صديقه المقرب ناصر الخليفي، وقد تبادل المسؤولان التهاني الحارة بطبيعة الحال، ويمكن القول إن تلك اللحظة شكلت ذروة مرحلة كاملة، وليس فقط لنادي باريس المملوك لقطر.

فمن خلال رئاسته لباريس سان جيرمان، وقيادته لأزمات مثل أزمة دوري السوبر الأوروبي، صعد الخليفي ليصبح رئيس رابطة الأندية الأوروبية، وهي الهيئة التي ازدادت قوتها بصورة ملحوظ تحت قيادته القطرية. وقد أصبحت الرابطة اليوم تدير دوري أبطال أوروبا كمشروع مشترك مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) – وهو بالضبط ما كانت تطمح إليه الأندية الكبرى من خلال مشروع دوري السوبر – حتى بات ينظر إليها تقريباً ككيان كروي ثالث رئيس إلى جانب (فيفا) و(يويفا). وعديد من المتابعين باتوا يتساءلون: أين ينتهي نفوذ (يويفا) وأين يبدأ نفوذ رابطة الأندية؟

وكان ذلك حين سلمت الكأس الأوروبية.

ويأتي هذا بعد فترة أصبح فيها عديد من الشخصيات البارزة في كرة القدم يشعرون بقلق متزايد حيال "تدخل الخليفي المباشر في صناعة القرار"، وفقاً لمصدر مطلع، إلى جانب ما يرونه من توجه متزايد داخل (يويفا) نحو إعطاء الأولوية لكرة النخبة على حساب أعضائه من الاتحادات الوطنية.

وتتمثل مشكلة إضافية في شعور هؤلاء بأنه لا توجد مساحة سياسية كافية للتعبير عن هذه المخاوف، فخلف العلاقة الوطيدة بين تشيفرين والخليفي، يستند رئيس (يويفا) في دعمه الأساس إلى تكتل من 14 دولة، معظمها من منطقة البلقان نظراً إلى أصوله السلوفينية.

وقد أسهم هذا التكتل في توجيه أجندة الاتحاد إلى درجة جعلت كثيراً من الاتحادات الوطنية تشعر بأن آراءها لا تؤخذ على محمل الجد.

وقد زاد هذا الإحباط من الشكوك في شأن اتجاه اللعبة، وخلق شعوراً عاماً بأن كرة القدم النخبوية باتت تسيطر عليها قوى أكبر، من دون مساهمة كافية من أصحاب المصلحة.

ومن الشكاوى الشائعة أن المجال لم يعد متاحاً حتى لفتح نقاش جاد حول القضايا الجوهرية التي تخص اللعبة.

زاد من تفاقم هذا الوضع ما حدث في باراغواي نهاية الشهر الماضي، حين سنحت للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، بقيادة تشيفرين، فرصة كان من المفترض أن تكون انتصاراً سياسياً كبيراً، فقد أثار وصول رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، المتأخر إلى مؤتمره الخاص غضب عدد من كبار الشخصيات، إذ فضل البقاء لفترة أطول في السعودية مع دونالد ترمب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في نهاية المطاف، قاد تشيفرين انسحاباً جماعياً لوفود أوروبا، انتهى ببيان صارم على نحو غير معتاد من (يويفا)، انتقد فيه إنفانتينو لسعيه وراء "مصالح سياسية خاصة".

وقد بعث هذا التصعيد في البداية روحاً جديدة في أوساط كرة القدم، حتى لدى كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي الذين أعربوا عن قلقهم في شأن حوكمة اللعبة.

وكان هناك أمل بأن يتصاعد الضغط لإحداث تغيير جديد، إلا أن هذا الأمل ما لبث أن حل محله شعور بالحيرة، إذ بعد أربعة أيام فحسب، أصدر (يويفا) بياناً يؤكد أن "الحادثة الأخيرة كانت معزولة"، وأن العلاقة مع (فيفا): "تتسم بتواصل مفتوح واحترام متبادل".

قلة في عالم كرة القدم تصدق ذلك، بالنظر إلى التوتر المعروف بين تشيفرين وإنفانتينو، الذي من المتوقع أن يكون محط أنظار هذا الأسبوع مع انطلاق كأس العالم للأندية الذي ينظمه الأخير. وتسعى بعض المصادر إلى وضع هذا التوتر في إطار العلاقة المتوترة بين الرجلين.

فيما يرى آخرون أن هناك، في نهاية المطاف، مساعي لدفع ناصر الخليفي للترشح لرئاسة (فيفا).

وكان موقف الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في هذا السياق محط اهتمام بين الدول الأوروبية أيضاً، ففي فبراير (شباط) 2024، كان الرئيس التنفيذي مارك بولينغهام القائد الوحيد بين رؤساء الاتحادات الذي صوت ضد الإصلاحات المثيرة للجدل التي تتيح لألكسندر تشيفرين الترشح مجدداً في 2027. كما أثار أمين الصندوق السابق في الاتحاد الأوروبي ديفيد غيل، جدالاً مع السلوفيني في أحد الاجتماعات حول قضايا الحوكمة.

ومع ذلك يفهم أن التوتر قد هدأ الآن. وستستضيف إنجلترا بطولة "يورو 2028" بالاشتراك مع بقية دول بريطانيا وإيرلندا، ومن ثم كأس العالم للسيدات عام 2031.

وتشغل رئيسة الاتحاد الإنجليزي ديبي هيويت، منصب نائبة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وينظر إلى الاتحاد الإنجليزي على أنه يحاول اللعب على الحبلين.

وتحظى مناصب أخرى باهتمام متزايد من قبل المطلعين على الشأن الداخلي. فقد أكد آخر اجتماع للجنة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، والذي عقد على هامش نهائي الدوري الأوروبي في بيلباو، تعيين زوران لاكوفيتش، أحد المقربين من تشيفرين، في منصب نائب الأمين العام تحت إشراف ثيودور ثيودوريديس، أحد كبار المسؤولين المخضرمين في الاتحاد الأوروبي.

ولا يزال لاكوفيتش يشغل منصب مدير الاتحادات الوطنية في (يويفا)، وينظر إليه على أنه راكم قدراً كبيراً من النفوذ داخل الاتحاد، بوصفه "رجل تشيفرين الميداني". وهذا لا يزيد إلا من ترسيخ صعود الصربي، لا سيما في ظل توقعات واسعة بقرب تقاعد ثيودوريديس.

أما مستقبل تشيفرين بعد 2027 فيثير كثيراً من علامات الاستفهام، فقد لمح في مؤتمر خلال 2024 إلى نيته الرحيل، لكنه سرعان ما تراجع عن ذلك، مستخدماً لغة مفتوحة تماماً للتأويل.

وفي جميع الأحوال، بدأ يتشكل الآن تكتل سياسي جديد يسعى لضمان وجود مرشح خاص به في انتخابات 2027، وقد يكون هذا المرشح من أساطير كرة القدم. ومن المؤكد أن هذا سيؤثر في السياسة الكروية – وربما في توجه اللعبة بأسرها – خلال العامين المقبلين.

subtitle: 
طرح اسم أندري شيفتشينكو وميشيل بلاتيني كمرشحين محتملين لخلافة السلوفيني في ظل حال من الاستياء المتزايد تجاه فترة ولايته
publication date: 
الأحد, يونيو 8, 2025 - 13:30
Read Entire Article