ARTICLE AD BOX
انفجرت عبوة ناسفة مزروعة على أحد الطرق الرئيسية في الريف الغربي لمحافظة السويداء جنوب سورية قرب سيارة إسعاف تقلّ ستة مواطنين، صباح اليوم الخميس أثناء نقلهم إلى مشفى السويداء الوطني. وعلم "العربي الجديد" أن السيارة كانت تقلّ أربعة مرضى لغسل الكلى، إضافة إلى السائق والممرض، حين تعرضت لانفجار بعبوة ناسفة مزروعة بجانب الطريق بين بلدتي عريقة ونجران في ريف السويداء الغربي.
وذكر مصدر طبي في مشفى السويداء الوطني لـ"العربي الجديد" أن جميع ركاب السيارة نجوا من الحادثة، وتعرضوا لشظايا مختلفة وإصابات ناتجة من تناثر شظايا العبوة المتفجرة ومن زجاج السيارة وقد تجاوزوا مرحلة الخطر.
واتهم منذر علبة، قريب أحد المصابين في حديثه لـ"العربي الجديد"، "مجموعات تكفيرية" تنتمي إلى تنظيم "داعش" وتقطن في مناطق اللجاة القريبة من بلدة عريقة بالمسؤولية عن زرع العبوة. وأضاف أن هذا العمل لم يكن الأول من نوعه، فقد قامت هذه الجماعات بزرع عبوات ناسفة سابقاً في بداية الثورة السورية، على الطريق نفسه وعلى طريق عريقة - حران وأيضاً طريق عريقة - السويداء، وأدّت حينها إلى مقتل عدد من المدنيين، متهماً المجموعات نفسها بالوقوف وراء إطلاق القذائف بين الحين والآخر من الحدود الإدارية الغربية للمحافظة.
وقال مصدر في سرية الهندسة التابعة لـ"حركة رجال الكرامة" (فصيل محلي في محافظة السويداء) لموقع السويداء 24، إن سبب الانفجار هو عبوة ناسفة مزروعة بجانب الطريق بهدف الاستهداف العشوائي لأول مركبة عابرة. وقدرت السريّة وزن العبوة بعدة كيلوغرامات من المواد المتفجرة.
من جهة أخرى، شهدت مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي توتراً أمنياً يوم أمس الأربعاء إثر اختطاف صالح محمد المقداد (العيسى)، القيادي السابق في اللواء الثامن، ما أدّى إلى انتشار كبير لجهاز الأمن العام في المدينة وفرض حظر التجول حتى ساعات فجر اليوم الخميس.
وقال الناشط المدني أحمد أبو العز لـ"العربي الجديد"، إن المقداد تعرض لإطلاق النار وأصيب بالخاصرة قبل أن يتم خطفه لمدة ساعات من مجموعة من الملثمين، وذلك أثناء وجوده مع عائلته وأطفاله بسيارته الخاصة، إذ قامت مجموعة تستقل سيارة بصدمه واستهدافه بأعيرة نارية ثم خطفه إلى جهة مجهولة.
على أثر ذلك، استنفر العديد من الأهالي المقربين للمقداد، وشهدت المدينة اشتباكات متقطعة تخللها إطلاق أعيرة نارية ورمي عدد من القنابل المتفجرة، ما أدّى إلى تراجع المجموعة الخاطفة ورمي المقداد مصاباً بالقرب من مشفى مدينة إزرع بريف درعا الشرقي.
وفي حادث آخر، استهدف مجهولون في بلدة نوى بريف درعا الغربي سامر أبو السل، قائد إحدى المجموعات المسلحة التي كانت تتبع جهاز المخابرات العسكرية زمن النظام السابق. وعلم "العربي الجديد" أن الاستهداف كان مباشراً وأصابه بعدة طلقات، نُقل على إثرها إلى مستشفى درعا الحكومي بوضع خطير، وأنه جاء على خلفية تصفيات حسابات وأعمال انتقامية.
من جانبه، أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون، الأربعاء، دعم الإصلاحات التي تقودها الحكومة السورية. جاء ذلك في منشورات له على منصة "إكس" عقب لقاءات مع عدد من الوزراء السوريين في دمشق، وفق ما أوردته وكالة "سانا" على موقعها.
وقال بيدرسون إن "الأمم المتحدة ستواصل دعم مؤسسات الدولة في سورية لتحقيق انتقال سياسي ناجح". وأضاف: "عقدت اجتماعاً مثمراً في دمشق مع وزير العدل مظهر الويس حيث ناقشنا أهمية الإصلاح القضائي في سورية". وأشار إلى أن الويس أطلعه على "جهود تم اتخاذها بهذا المجال، وسلط الضوء على التحديات القائمة وأكد الحاجة لدعم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية".
وأردف بيدرسون: "عقدت اجتماعاً بنّاءً مع الوزير (الداخلية أنس) خطاب، جرى خلاله بحث إصلاح قطاع الأمن وإعادة الهيكلة التنظيمية الأخيرة داخل الوزارة". ولفت إلى أن خطاب "قدم رؤى حول التحديات الراهنة التي تواجه سورية، وجهود الوزارة الرامية إلى تعزيز بيئة أمنية مستقرة على امتداد البلاد".
واعتبر بيدرسون أن "السلامة والأمن يعدان من الركائز الأساسية لضمان انتقال سياسي شامل وسلس في سورية". كما وصف لقاءه مع وزير التربية والتعليم محمد عبد الرحمن تركو بـ"البنّاء والمثمر". وذكر أن تركو أطلعه على التحديات المتعددة التي تواجه قطاع التعليم بسورية، والخطط الاستراتيجية التي تعتمدها الوزارة للمضي قدماً، والحاجة إلى الدعم.
ودعا المبعوث الأممي إلى "ضرورة استمرار الدعم الدولي القوي لسورية، بما في ذلك منظومة الأمم المتحدة". وأكد أن الشباب السوريين "يستحقون الحصول على تعليم عالي الجودة، وعلى الفرصة للمساهمة في بناء مستقبل أفضل". وتتطلع الإدارة السورية الجديدة إلى دعم دولي وإقليمي لمساعدتها في معالجة تداعيات 24 سنة من حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وما زالت معظم مناطق درعا تعاني الانتشار العشوائي للسلاح، في الوقت الذي تشهد فيه بعض المناطق حملات أمنية تهدف إلى سحب السلاح والقبض على مطلوبين لقضايا جنائية وآخرين لأسباب التبعية للنظام السابق. كما شهدت مدينة جاسم حملة أمنية أمس الأربعاء أسفرت عن جمع كميات كبيرة من الذخائر والسلاح واعتقال أكثر من 30 مطلوباً على ذمة التحقيق.
