ARTICLE AD BOX
قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، اليوم الأحد، إنه من المتوقع أن يتضاعف إنتاج وقود الطيران المستدام في عام 2025 ليصل إلى مليوني طن، ما يمثل 0.7% فقط من إجمالي استهلاك شركات الطيران للوقود. ورغم أن هذه الزيادة مشجعة، إلّا أن الاتحاد حذّر من أن هذا المستوى من الإنتاج لا يزال منخفضاً على نحوٍ مخيّب للآمال، ما يُصعّب على القطاع تحقيق أهدافه المتعلقة بالاستدامة. وفي هذا السياق، أشار المدير العام للاتحاد ويلي والش، إلى أن هذه الكمية الصغيرة نسبياً ستضيف نحو 4.4 مليارات دولار إلى فاتورة وقود الطيران العالمية. وقال في بيان نقلته وكالة "رويترز" أنه يجب تسريع وتيرة التقدم في زيادة الإنتاج، وتحسين الكفاءة لخفض التكاليف.
وكان قطاع الطيران العالمي قد التزم في عام 2021 بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، بالاعتماد أساساً على التحوّل التدريجي إلى وقود الطيران المستدام، الذي يُنتج من بقايا الزيوت ومواد عضوية، لكن التكلفة المرتفعة لهذا النوع من الوقود، بالإضافة إلى محدودية الإنتاج، تثير قلقاً واسعاً في أوساط شركات الطيران.
من جانب آخر، كشف الاتحاد أن نحو 1.3 مليار دولار من أموال شركات الطيران لا تزال محتجزة من الحكومات حتى نهاية إبريل/نيسان 2025، رغم تحسّن بنسبة 25% مقارنة بـ1.7 مليار دولار كانت محتجزة في أكتوبر/تشرين الأول 2024. ودعا الاتحاد الحكومات إلى إزالة جميع العوائق التي تحول دون تمكين شركات الطيران من تحويل عائداتها من مبيعات التذاكر والأنشطة الأخرى، تماشياً مع الاتفاقيات الدولية.
A total of $1.3 billion in ✈️ funds are blocked from repatriation by govts. This amount, is an improvement of 25% vs the $1.7 billion reported in October 2024.
Govts must honor their commitments to fair #financial practices in #aviation.https://t.co/pkHsggEKG5#IATAAGM pic.twitter.com/xki3hH4amh
وجاءت هذه التصريحات خلال الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي، الذي تستضيفه شركة "إنديغو"، كبرى شركات الطيران في الهند، في العاصمة نيودلهي. ويُعقد الاجتماع في وقت يواجه فيه قطاع الطيران تحديات متنامية على صعيد البيئة، وسلاسل الإمداد، وتباطؤ تسليم الطائرات، إلى جانب تصاعد المخاطر الجيوسياسية.
وأشار الاتحاد إلى استمرار الخلاف بين شركات الطيران وشركات الطاقة بشأن ندرة إمدادات وقود الطيران المستدام، كما ألقت بعض شركات الطيران باللوم على شركتَي تصنيع الطائرات "إيرباص" و"بوينغ"، بسبب التأخير في تسليم طائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.
معلومات أساسية عن وقود الطيران المستدام
ويمثّل وقود الطيران المستدام (SAF) أحد أبرز الحلول المطروحة لإزالة الكربون من قطاع الطيران، الذي يسهم بنحو 2% إلى 3% من الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون. ويجري إنتاج هذا الوقود من مصادر عضوية متجدّدة، مثل النفايات الزراعية والمنزلية والصناعية، ويُعد بديلاً منخفض الكربون لوقود الكيروسين التقليدي، مع إمكانية استخدامه ضمن البنية التحتية الحالية للطائرات دون الحاجة لتعديلات تقنية جذرية. ورغم فوائده البيئية الكبيرة، لا يزال الوقود المستدام يشكّل أقل من 0.1% من إجمالي استهلاك وقود الطيران عالمياً، بسبب ارتفاع تكلفته وضعف القدرة الإنتاجية. وتشير تقديرات اتحاد النقل الجوي الدولي إلى أن الإنتاج العالمي من SAF بلغ نحو 80 مليون غالون في عام 2022، مع هدف طموح بإنتاج 8 مليارات غالون سنوياً بحلول عام 2030.
على المستوى العربي، أحرزت شركات مثل "طيران الإمارات" و"مصر للطيران" و"البترول الكويتية العالمية" و"الفنار" السعودية خطوات لافتة في استخدام وإنتاج هذا النوع من الوقود، في حين أعلنت تحالفات إقليمية ودولية عن مشاريع طموحة لتحويل مصادر كالميثانول إلى وقود طيران مستدام. أما عالمياً، تقود الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين واليابان الجهود لتسريع وتيرة إنتاج الوقود المستدام من خلال تقديم الحوافز ووضع سياسات ملزمة لزيادة نسب المزج، وسط توقعات بأن يصل الطلب العالمي على وقود الطيران إلى 35 مليار غالون سنوياً بحلول عام 2050. وعلى الرغم من كفاءته البيئية، إلّا أن تكلفته العالية وبطء إنتاجه يشكلان تحديَين رئيسيَين أمام اعتماده الواسع في قطاع الطيران، لذلك تسعى الحكومات وشركات الطيران ومصنّعو الطائرات إلى توسيع استخدام هذا الوقود ضمن مساعي تقليل البصمة الكربونية وتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
(رويترز، العربي الجديد)
