ARTICLE AD BOX
لا يختلف حال التعليم العالي عن التعليم الأساسي في الضفة الغربية لجهة الاعتماد على التعليم عن بُعد، فسياسة البطش الإسرائيلية تعطل الدراسة الحضورية.
وتشير المعطيات إلى أن مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية بلغ عددها 53 مؤسسة في العام الدراسي 2022 – 2023، بواقع 35 مؤسسة في الضفة الغربية و17 مؤسسة في قطاع غزة، إضافة إلى جامعة للتعليم المفتوح، ويلتحق بتلك المؤسسات نحو 226 ألف طالب وطالبة، بواقع 139 ألف طالب وطالبة في الضفة الغربية و87 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة.
وتتعرض هذه الأرقام للتعديل بفعل سياسة الإبادة والتدمير الممنهجة في القطاع والضفة على حد سواء، أما عدد العاملين في مؤسسات التعليم العالي في فلسطين فبلغ نحو 17 ألف عامل وعاملة، بواقع 12 ألفاً في الضفة الغربية و5 آلاف في قطاع غزة، في حين بلغ عدد الأكاديميين منهم نحو 9 آلاف، بواقع 7 آلاف في الضفة الغربية ونحو ألفين في غزة.
واضطرت مؤسسات التعليم العالي في الضفة الغربية إلى التحول مُكرَهةً إلى التعليم عن بُعد، بفعل ما تعرضت له من هجمات وتعديات، سواء تلك التي نفذها مستوطنون أو وحدات من الأمن والجيش الإسرائيلي. ليخسر نحو 140 ألف طالب ما تتيحه عملية التواصل المباشر مع أساتذتهم، الذين باتوا يتفاعلون معهم عبر الوسائط الالكترونية، علماً أن الكثير من المواد وأعمال التدريب لا يمكن تنفيذها عن بعد.
والحقيقة أن تعديات قوات الاحتلال لا تتعلق بالهستيريا التي أصابت السلطة والمجتمع الإسرائيلي في أعقاب "طوفان الأقصى"، بقدر ما هي سياسة ثابتة تشمل فرض القيود على تنقّل الطلاب الفلسطينيين من خلال مئات الحواجز وجدار الفصل العنصري، ما يعيق التحاق الأساتذة والطلبة بالكليات والمعاهد التي تتواجد في المدن المحاصرة، لتكون خياراتهم محصورة في الجامعة أو الكليات القريبة، التي لا يستوجب الوصول إليها المرور عبر الحواجز، حيث تجري عملية إذلال يومية، وتأخير متعمد لساعات.
كما تعرضت الحركات الطلابية لحملات اعتقالات جماعية باعتبار أن العمل السياسي في الجامعات غير قانوني، ويمكن اعتبار جامعة بيرزيت نموذجاً لاستباحة الاحتلال، ففي غضون السنوات الماضية، تعرض أكثر من ألفي طالب وطالبة للاعتقال.
وفي أعقاب السابع من أكتوبر، جرى اعتقال أكثر من 45 طالب، بما في ذلك ثلاث طالبات، جرى إطلاق سراحهنّ بموجب اتفاق، وبلغ عدد طلبة جامعة بيرزيت المحتجزين في سجون الاحتلال أكثر من 125 طالباً، علاوة على اقتحام الجامعة نحو 20 مرة منذ سنة 2002.
وتعمد سلطات الاحتلال عموماً إلى عزل الحياة الأكاديمية الفلسطينية عن الأساتذة والباحثين العرب والأجانب، وتحول دون أي محاولة لاستقبال أكاديميين من الخارج أو سفر الأكاديميين الفلسطينيين.
(باحث وأكاديمي)
