ARTICLE AD BOX
جامعة القدّيس يوسف في بيروت، أو الجامعة اليسوعية وفق المتداول، نسبة الى الآباء اليسوعيين الذين تميّزوا في لبنان والعالم بسعة علومهم والتزامهم بالمبادئ والعمل بصمت لخدمة الإنسان. والجامعة اليسوعيّة سبقت كلّ الجامعات الكاثوليكيّة في لبنان (تأسست في العام 1875)، في نشأتها، وفي مرافقتها لولادة لبنان الكبير، ثم الجمهورية اللبنانية، وحملت همّ لبنان وتنوّعه وتفوقه وتميّزه على الدوام.
"تتميّز جامعة القدّيس يوسف في بيروت بتطوير برامجها للتكيّف مع المتغيّرات، خصوصًا الذكاء الاصطناعي وتهتمّ بالتدريس المتعدّد التخصّصات في عالم تزداد فيه التحديّات تعقيدًا"، بحسب ما أشار إليه البروفيسور الأب سليم دكاش،رئيس جامعة القديس يوسففي بيروت، في حديثه لـ"النهار".
كيف تقوم الجامعة بتطوير برامجها التقليدية للتكيّف مع العصر؟
لم يعد من الممكن تصور برامج تقليدية مثل القانون والطبّ والهندسة من دون تفاعل ديناميكيّ مع الموضوعات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة والتكنولوجيا الحيوية. لهذا السبب، قمنا بإنشاء لجان متخصصة عام 2023 لوضع خطة استراتيجيّة للتكنولوجيا الرقميّة والذكاء الاصطناعي. كما نراجع برامجنا باستمرار لمراعاة التطوّرات العلمية والتكنولوجية.
ما هي المبادرات التي اتّخذتها الجامعة لتعزيز التدريس المتعدد التخصّصات، وكيف يستجيب الطلاب؟
لقد استوعبت جامعة القدّيس يوسف في بيروت أهمية التدريس المتعدد التخصصات في عالم تزداد فيه التحديات تعقيدًا. وقد تم وضع العديد من المبادرات لتلبية هذه الحاجة، كالسماح لطلّاب العلوم بأخذ خيارات في العلوم الإنسانية أو الأخلاق أو القانون أو الفلسفة، والعكس صحيح. وقمنا بإدماج حصص مخصّصة للأخلاقيّات والفلسفة في المناهج العلمية والتقنية، وذلك عبر إنشاء لجان متعددة التخصّصات وعبر خلق نهج تدريس مبتكر عبر الإنترنت والتدريس الهجين الذي تم إنشاؤه منذ الأزمة الصحية. ولاقت هذه الخطوات رد فعل إيجابي لدى الطلّاب ويرى الكثير منهم أنها فرصة لتوسيع معارفهم العامة، وتطوير مهارات التفكير النقدي واكتساب مهارات متعددة التخصصات مطلوبة في سوق العمل.
كيف يتمّ دمج الذكاء الاصطناعي في المقرّرات الدراسية والمشاريع البحثيّة؟
يدمج الذكاء الاصطناعي بشكل تدريجي في مقرّراتنا ومشاريعنا البحثية، اعتمادًا على السمات المحدّدة لكلّ كلية. ويتم تناوله من خلال دورات مخصصة وورش عمل وحلقات دراسية ومشاريع عملية. وإدراكًا منًا بأن الذكاء الاصطناعي يُحدث تحولًا في الممارسات ويثير قضايا رئيسية، فإننا نعمل على تكييف مناهجنا التعليمية لتشجيع الاستخدام المنطقي للأدوات وتطوير التمييز وتنمية التفكير النقدي. ونشجع طلّابنا وباحثينا في الجامعة على تطوير مناهج متعددة ومتداخلة، لأن التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي تتطلب نهجًا متعدّد التخصّصات. وبهذه الطريقة، يتعلّم أطبّاء المستقبل والمهندسون والمحامون والاقتصاديون وغيرهم العمل معًا للابتكار بصرامة وبمسؤولية وإنسانية في خدمة التقدم المستدام.
كيف تشجع الجامعة ريادة الأعمال والابتكار بين الطلّاب؟
قامت الجامعة بدمج مقرّرات ريادة الأعمال والابتكار في برامجها. وقد صُممت هذه المقرّرات لتطوير قدرات الطلّاب على الإبداع وحلّ المشكلات والمبادرة وردود الفعل التعاونية. وهي مبنية على مواقف من الحياة الواقعية: تحديد الاحتياجات، وابتكار الحلول، والتحقّق من صحّة ذلك في الميدان والعرض أمام لجان تحكيم مختلطة. وننظّم في كلّ عام مسابقات داخلية وخارجية بدعم من شبكة من الشركاء من القطاع الخاص. ولا تتوقف مهمتنا عند التدريب، فهي تشمل دعم السوق.