ARTICLE AD BOX
اعتبرت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، اليوم الأحد، أن تصاعد اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى، وأداء طقوس "السجود الملحمي" علنياً وجماعياً داخل ساحاته، يمثّل تصعيداً خطيراً في العدوان الإسرائيلي المتواصل على المقدسات الإسلامية. وقالت الحركة، في بيان، إن ما تقوم به جماعات "الهيكل" المزعوم والمستوطنون من طقوس دينية داخل المسجد الأقصى هو "محاولة يائسة لفرض واقع تهويدي، واستكمال لحرب دينية تستهدف مدينة القدس والمسجد الأقصى".
وحذّرت "حماس" من تداعيات هذه الاقتحامات والانتهاكات المتكرّرة، مؤكدة أنها "لن تغيّر من الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى، ولن تُضفي شرعية على وجود الاحتلال وقطعان مستوطنيه فيه، مهما بلغت غطرستهم"، بحسب البيان. ورأت الحركة أن هذا "العدوان الصارخ يشكّل استفزازاً لمشاعر المسلمين في أنحاء العالم، ويعكس حجم الاستهتار الإسرائيلي بدور الأمة الإسلامية، التي لا تزال مواقفها دون المستوى المطلوب في حماية القدس والدفاع عن مقدساتها".
وفي وقت سابق الأحد، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن مستوطنين إسرائيليين اقتحموا المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال، ونفذوا طقوساً تلمودية داخل باحاته. وذكرت محافظة القدس، في بيان، أن 393 مستوطناً اقتحموا باحات المسجد، إذ أُديت طقوس علنية، من بينها "السجود الملحمي"، وهو طقس ديني يرمز إلى الخضوع ضمن معتقدات "الهيكل" المزعوم.
ومنذ عام 2003، تسمح شرطة الاحتلال الإسرائيلي، للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى من خلال باب المغاربة الواقع في الجدار الغربي للمسجد، وسط رفض من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، التي تطالب مراراً بوقف هذه الاقتحامات دون استجابة من الجانب الإسرائيلي. ويصعّد المستوطنون في السنوات الأخيرة من انتهاكاتهم داخل باحات المسجد، من خلال أداء طقوس تلمودية وصلوات جماعية، في محاولة لفرض وقائع دينية جديدة.
ويؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل تعمل على نحوٍ مكثّف لتهويد مدينة القدس الشرقية، بما في ذلك المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية، ويتمسكون بها عاصمةً لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة ولا بضمّها إليها في عام 1981، ويأتي هذا التصعيد وسط توترات متزايدة، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي خلّفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.
(الأناضول)
