ARTICLE AD BOX
دعت حركة حماس، اليوم الخميس، إلى تنفيذ "التفاهمات" التي جرت مع واشنطن بشأن إدخال المساعدات إلى غزة ووقف إطلاق النار في إطار "المبادرة الإيجابية بإطلاق سراح الجندي الأسير عيدان ألكسندر بين يدي زيارة الرئيس الأميركي" دونالد ترامب للمنطقة، محذرة من أن "عدم تحقيق هذه الخطوات، وخصوصاً إدخال المساعدات الإنسانية لشعبنا، سيلقي بظلال سلبية على أي جهود لاستكمال المفاوضات حول عملية تبادل الأسرى".
وقالت حماس، في بيان: "في إطار حرص حماس على التخفيف عن شعبنا بوقف العدوان وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، جاءت المبادرة الإيجابية بإطلاق سراح الجندي الأسير عيدان ألكسندر بين يدي زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة". وأضافت: "نتوقع، حسب التفاهمات التي جرت مع الطرف الأميركي، وبعلم الوسطاء، أن يبدأ دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري، والدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم، وإجراء مفاوضات شاملة حول جميع القضايا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما نتطلّع إلى الوصول إليه".
وفي البيان ذاته، نبّهت الحركة إلى أنّ "عدم تحقيق هذه الخطوات، وخصوصاً إدخال المساعدات الإنسانية لشعبنا، سيلقي بظلال سلبية على أي جهود لاستكمال المفاوضات حول عملية تبادل الأسرى".
والاثنين، أفرجت حماس عن الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، قبل يوم من وصول ترامب إلى منطقة الخليج، حيث زار السعودية وقطر، وحلّ اليوم في الإمارات، آخر محطات جولته. وقالت الحركة إن الإفراج عن ألكسندر "جاء بعد اتصالات مع الإدارة الأميركية، في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة".
إلى ذلك، جدد ترامب اليوم الخميس رغبته في السيطرة على قطاع غزة، وقال إن الولايات المتحدة "ستجعله منطقة حرة"، وذكر أنه لم يتبق شيء لإنقاذه في الأراضي الفلسطينية. وطرح ترامب فكرته بشأن غزة لأول مرة في فبراير/ شباط، قائلاً إن الولايات المتحدة ستعيد تطوير القطاع وتجبر الفلسطينيين على النزوح. وأثارت الخطة تنديدات عالمية، إذ اعتبرها الفلسطينيون والدول العربية والأمم المتحدة تصل إلى حد التطهير العرقي.
وقال ترامب إن لديه "مفاهيم لغزة أعتقد أنها جيدة للغاية: اجعلوها منطقة حرة، ودعوا الولايات المتحدة تتدخل". وأضاف أنه شاهد "صوراً جوية تظهر أنه لا يوجد أي مبنى قائم تقريباً. ليس الأمر وكأنك تحاول إنقاذ شيء ما. لا توجد أي مبانٍ. يعيش الناس تحت أنقاض المباني المنهارة، وهو أمر غير مقبول". وتابع: "أريد أن أرى غزة منطقة حرة. وإذا لزم الأمر، أعتقد أنني سأكون فخوراً لو امتلكتها الولايات المتحدة، وجعلتها منطقة حرة. فلتكن هناك أمور جيدة". وكان ترامب قد قال في وقت سابق إنه يريد تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
حماس: غزة ليست للبيع
وتعقيباً على تصريحات ترامب، أكد مسؤول في حركة حماس الخميس أن غزة "ليست للبيع". وقال عضو المكتب السياسي للحركة، باسم نعيم، في بيان نقلته فرانس برس، إن "غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، وليست عقاراً للبيع في السوق المفتوحة".
وشدد باسم نعيم على أن إدخال المساعدات إلى غزة هو "الحد الأدنى" للمفاوضات مع إسرائيل التي تفرض حصاراً مطبقاً على القطاع منذ مطلع مارس/ آذار، مضيفاً أن "الحد الأدنى لبيئة تفاوضية مواتية وبناءة هو إلزام حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية".
ويتزامن بيان حماس اليوم مع جولة محادثات جارية حالياً في العاصمة القطرية يقودها الوسطاء مع إسرائيل والحركة في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، في وقت يواصل فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعنته في مسار المفاوضات. ويشارك المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والمبعوث الرئاسي الأميركي آدم بولر، في هذه المحادثات.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية الخاصة إن نتنياهو رفض، الأربعاء، مقترحًا جديدًا قدّمه ويتكوف، خلال زيارته للدوحة، وذلك رغم تلقي المقترح إشارات إيجابية من حركة حماس وقبوله من قبل الوسطاء. ووفقًا للقناة، فإن "المبعوث الأميركي بلور خطة شاملة تهدف إلى إعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين، وإزاحة حركة حماس عن الحكم في قطاع غزة". وأشارت إلى أن ويتكوف قدّم الخطة خلال زيارته للدوحة برفقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدة أنها "حظيت بقبول من الوسطاء، وتلقت إشارات إيجابية من حماس". وأضافت: "رغم ذلك، يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في هذه المرحلة، الحديث عن صفقة جزئية لا تشمل إنهاء الحرب". وذكرت القناة أن "نقاشات دراماتيكية تجري في الساعات الأخيرة في مكتب نتنياهو، وسط ضغوط مكثفة من الولايات المتحدة تُمارَس على كل من إسرائيل وحماس".
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن ويتكوف اتصل بنتنياهو عدة مرات في محاولة لإقناعه بتوسيع صلاحيات وفد بلاده المفاوض وإبداء مرونة أكبر في التفاوض، "لكن دون جدوى". من جهة ثانية، نقلت القناة 13 العبرية الخاصة عن مسؤول إسرائيلي لم تُسمه، أن "الجانب الأميركي طرح خلال اجتماعات الدوحة عدة سيناريوهات ممكنة للصفقة، من بينها خيار صفقة جزئية لا تشمل إنهاء الحرب كمرحلة أولى". وأضاف المسؤول: "نتنياهو لن يوافق على التنازل بشأن إنهاء الحرب. هذا لن يحدث. لن ننهي الحرب ما لم تُلبَّ جميع مطالبنا".
كذلك نقلت القناة عن مكتب نتنياهو أن "إسرائيل متمسكة بمقترح ويتكوف، الذي يحظى بموافقة الأميركيين، وهو المقترح الوحيد المطروح على الطاولة". وأضاف: "في إطار هذا المقترح، ستكون إسرائيل مستعدة لمناقشة شروط إنهاء الحرب، ولكن فقط بعد تحقيق جميع أهداف الحرب التي حددها المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)".
ويشير "مخطط ويتكوف"، الذي يتحدث عنه مكتب نتنياهو، والذي طُرح قبل نحو شهرين ونصف، إلى أن حركة حماس ستفرج عن عشرة أسرى أحياء ونصف الأسرى القتلى، في شرط لبدء مفاوضات لوقف إطلاق النار لمدة 45 يوماً، وفق ما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي لم تُسمه.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر، إذ أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الخميس، بوقوع عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، من جراء القصف الإسرائيلي الواسع على مختلف أنحاء القطاع. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أنذر مساء الأربعاء آلاف المرضى والنازحين الفلسطينيين بإخلاء مقرات صحية ومراكز إيواء يقيمون فيها في حيّ الرمال، غربي مدينة غزة، من بينها مستشفى الشفاء وعدد من المدارس.
(العربي الجديد)
