ARTICLE AD BOX

<p>فرضت إسرائيل حصاراً على جميع الإمدادات التي تدخل القطاع بداية شهر مارس الماضي (أ ف ب)</p>
قال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن رد حركة "حماس" على اقتراح وقف إطلاق النار "غير مقبول على الإطلاق" و"يعيدنا إلى الوراء".
وكتب ستيف ويتكوف على منصة "إكس"، "إنه غير مقبول على الاطلاق ويعيدنا الى الوراء. على حماس أن تقبل بالاقتراح الذي قدمناه كأساس لإجراء مفاوضات يمكن ان نبدأها اعتبارا من الأسبوع المقبل".
وكانت حركة "حماس" قالت اليوم السبت إنها سلمت الوسطاء ردها على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمه مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وإن الرد تضمن المطالبة بإنهاء الحرب، وهو ما كانت تعده إسرائيل في السابق خطاً أحمر.
وأضافت الحركة في بيان لها أنه بموجب الاتفاق "سيطلق سراح 10 من الأسرى الأحياء لدى المقاومة، إضافة إلى تسليم 18 جثماناً، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين".
وذكرت الحركة أن الرد على المقترح جاء "بعد إجراء جولة مشاورات وطنية بما يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً شاملاً من قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات إلى شعبنا وأهلنا في القطاع".
تعديلات على المقترح
ولم يذكر البيان أن "حماس" تسعى إلى إدخال أية تعديلات على الاقتراح، لكن مسؤولاً فلسطينياً مطلعاً على المحادثات قال لـ"رويترز"، إن الحركة طلبت بعض التعديلات، لكن ردها إيجابي.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية قبل أيام أن نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن المحتجزين في غزة بقبول إسرائيل للمقترح الذي قدمه ويتكوف.
وكان مكتب رئيس الوزراء أحجم عن التعليق عند إعلان المقترح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعاقت الخلافات العميقة بين "حماس" وإسرائيل محاولات سابقة لاستعادة وقف إطلاق النار الذي انهار خلال مارس (آذار) الماضي.
وتصر إسرائيل على نزع سلاح "حماس" بالكامل وتفكيك قوتها العسكرية وإنهاء إدارتها داخل غزة، إضافة إلى ضرورة إطلاح سراح جميع الرهائن المتبقين في القطاع وعددهم 58 رهينة، قبل أن توافق على إنهاء الحرب.
وترفض "حماس" التخلي عن سلاحها، وتقول إن على إسرائيل سحب قواتها من غزة والالتزام بإنهاء الحرب.
وقال مسؤول في حركة "حماس" لـ"رويترز" اليوم السبت، إن الحركة ردت بشكل إيجابي على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة الذي قدمه مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، لكن المسؤول أشار إلى أن الحركة تسعى إلى إدخال بعض التعديلات.
ولم يوضح المسؤول التعديلات التي تسعى الحركة إلى إدخالها.
لكن مصدراً مطلعاً على مفاوضات الرهائن قال لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن رد "حماس" على اقتراح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يتضمن مطلباً يجعل من الصعب على إسرائيل استئناف القتال، إذا لم تستكمل المحادثات في شأن وقف إطلاق النار الدائم في نهاية الهدنة التي تستمر 60 يوماً.
وأضاف المصدر أن "حماس" أدخلت سلسلة من التغييرات الإضافية على اقتراح ويتكوف، وهو ما سيتطلب عملية تفاوض أطول.
ويتضمن الاقتراح المحدث الذي قدمته "حماس" توزيعاً أوسع لإطلاق سراح الأسرى الـ10 على مدار فترة الهدنة الممتدة لـ60 يوماً، بدلاً من مرحلتين -في اليوم الأول واليوم السابع- كما نص عليه الاقتراح الأميركي.
وقال المصدر إن هذا التغيير يهدف إلى منع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من التخلي عن المحادثات في شأن وقف إطلاق النار الدائم بعد إطلاق سراح الرهائن الـ10، أو المشاركة فيها على الإطلاق، كما فعل خلال وقف إطلاق النار السابق خلال يناير (كانون الثاني) الماضي.
نهب إمدادات الإغاثة
وقالت جماعات إغاثة محلية اليوم إن مسلحين سرقوا عشرات من شاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة الليلة الماضية، بينما شارك مئات الفلسطينيين البائسين في نهبها، قبل رد حركة "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار.
وهذه هي الأحدث في سلسلة وقائع سلطت الضوء على الوضع الأمني الهش الذي يعوق إيصال المساعدات إلى غزة، بعد تخفيف الحصار الإسرائيلي الذي استمر لأسابيع خلال وقت سابق من هذا الشهر.
وعبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الجمعة عن اعتقاده بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وفق أحدث مقترحات مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وقال البيت الأبيض أمس إن إسرائيل وافقت على المقترح.
وينص المقترح على هدنة لمدة 60 يوماً، وتبادل 28 رهينة من أصل 58 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، مقابل أكثر من 1200 أسير ومعتقل فلسطيني، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إنه واصل ضرب أهداف في غزة منها مواقع للقناصة، وقتل ما قال إنه قائد موقع لتصنيع الأسلحة تابع لـ"حماس".
مساعدات تستهزئ بالمأساة
واستأنف الجيش حملته الجوية والبرية خلال مارس الماضي بعد هدنة استمرت شهرين. وأدت الحملة إلى تدمير مساحات شاسعة على حدود قطاع غزة وتضييق الخناق على السكان الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة، والذين صاروا يعيشون في منطقة أضيق من أي وقت مضى على الساحل، وفي محيط مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وفرضت إسرائيل حصاراً على جميع الإمدادات التي تدخل القطاع بداية شهر مارس الماضي في محاولة لإضعاف "حماس"، ووجدت نفسها تحت ضغط متزايد من المجتمع الدولي الذي صدمه الوضع الإنساني البائس الذي خلقه الحصار.
وقالت الأمم المتحدة أمس إن الوضع في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب قبل 19 شهراً، إذ يواجه جميع السكان خطر المجاعة على رغم استئناف إدخال المساعدات المحدودة هذا الشهر.
وسمحت إسرائيل لعدد محدود من الشاحنات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمات دولية أخرى بجلب الطحين (الدقيق) إلى المخابز في غزة، لكن عمليات التسليم تعثرت بسبب تكرار حوادث النهب.
في غضون ذلك توصل "مؤسسة غزة الإنسانية" وجبات وطرود غذائية إلى ثلاثة مواقع توزيع محددة في إطار نظام منفصل تدعمه الولايات المتحدة.
وترفض منظمات الإغاثة الأخرى التعاون مع "مؤسسة غزة الإنسانية" التي يقولون إنها ليست محايدة، وتؤكد المنظمات أن كمية المساعدات المسموح بدخولها أقل بكثير من حاجات السكان المعرضين لخطر المجاعة.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في رسالة على منصة "إكس"، "المساعدات التي ترسل الآن تستهزئ بالمأساة الجماعية التي تتكشف تحت أنظارنا".
لا خبز منذ أسابيع
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه أدخل 77 شاحنة محملة بالطحين إلى غزة خلال الساعات الماضية، لكنها جميعاً أوقفت على الطريق، واستولى سكان جوعى على الطعام.
وأضاف في بيان "بعد حصار شامل لقرابة 80 يوماً يعاني السكان من الجوع، ولم يعد بإمكانهم رؤية الطعام يمر من أمامهم".
وقال أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إن مجموعات مسلحة تستغل الوضع المتردي وتهاجم بعض قوافل المساعدات.
وأضاف أن هناك حاجة إلى مئات الشاحنات الإضافية، متهماً إسرائيل باتباع "سياسة تجويع ممنهجة".
وتابع أن مجموعات مسلحة أوقفت شاحنات قرب خان يونس اليوم السبت، خلال توجهها إلى مستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في دير البلح بوسط غزة، وأن مئات الأشخاص البائسين حملوا معهم المؤن.
وقال "يمكننا تفهم أن بعضاً مدفوع بالجوع وسياسة التجويع، وبعضهم لم يتذوق الخبز منذ أسابيع، لكن لا يمكننا أن نتفهم أو نقبل السطو المسلح على هذه المساعدات التي من المفروض أنها ستذهب للعائلات المحتاجة".
وتقول إسرائيل إنها تسهل توصيل المساعدات، مشيرة إلى موافقتها على إنشاء مراكز توزيع جديدة للمساعدات تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وسماحها بدخول شاحنات مساعدات أخرى إلى غزة.
وتتهم إسرائيل "حماس" بسرقة الإمدادات المخصصة للمدنيين واستغلالها لترسيخ سيطرتها على القطاع، الذي تحكمه منذ عام 2007.
وتنفي الحركة الفلسطينية اتهامات نهب الإمدادات، وأعدمت عدداً من اللصوص المشتبه فيهم. ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إنهم لم يرصدوا دليلاً على أن الحركة تسرق الإمدادات منذ بدء وصول أحدث الشحنات.
مقذوفات من غزة
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء السبت، أن صفارات الإنذار دوت في جنوب البلاد بعد إطلاق مقذوفات عدة من قطاع غزة، مشيراً إلى أنها سقطت في مناطق غير مأهولة.
وقال الجيش في بيان "بعد انطلاق صفارات الإنذار في الساعة 19,01 (16,01 بتوقيت غرينتش) في عين هشلوشا ونيريم، تم تحديد مقذوفات عدة عبرت إلى إسرائيل من قطاع غزة وسقطت في مناطق مفتوحة".