حيويّة مصرية على هامش الملف النووي الإيراني

20 hours ago 3
ARTICLE AD BOX

كثّفت القاهرة من تحركاتها خلال الأيام الماضية في أزمة الملف النووي الإيراني عبر تواصلها مع الإيرانيين والأميركيين. في السياق، أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالاً هاتفياً مع مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، تناول فيه تطورات الأوضاع في غزة والمفاوضات الجارية حول الملف النووي الإيراني والتوتر المتزايد في الفترة الأخيرة. وبالإضافة إلى الجهود المصرية ـ الأميركية ـ القطرية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، تطرق الاتصال بحسب بيان رسمي، إلى مفاوضات الملف النووي بين واشنطن وطهران، مع تشديد الوزير المصري على أهمية الحفاظ على المسار التفاوضي القائم، باعتباره فرصة جوهرية لتحقيق التهدئة وتجنب مزيد من التصعيد في الإقليم. وجاء هذا الاتصال بعد ساعات من لقاء ثلاثي جمع عبد العاطي بنظيريه العماني بدر البوسعيدي، والإيراني عباس عراقجي، على هامش منتدى أوسلو، في حوار وصفته مصادر دبلوماسية مطلعة بأنه "صريح ومنفتح"، ركز على سبل خفض التوتر الإقليمي وتعزيز مسارات الحوار حول الملف النووي الإيراني.


حسين هريدي: القاهرة تعارض بشكل واضح أي استخدام للقوة

موقف مصر من الملف النووي الإيراني

وتأتي التحركات المصرية الأخيرة على صعيد العلاقات مع إيران، امتداداً لزيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة مطلع يونيو/حزيران الحالي، ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في زيارة أعادت تسليط الضوء على المسار المتدرج للعلاقات المصرية الإيرانية. في السياق، قال حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "موقف مصر من الملف النووي الإيراني يرتكز على دعم كافة المساعي الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى حل متوازن، يضمن من جهة حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، ومن جهة أخرى وفاءها بالتزاماتها بعدم تطوير برنامج نووي لأغراض عسكرية، مع إخضاع جميع أنشطتها النووية لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضاف هريدي أن "القاهرة تعارض بشكل واضح أي استخدام للقوة أو حتى التهديد بها وسيلةً لتسوية الخلافات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، لأن توجيه أي ضربة للمنشآت النووية الإيرانية من شأنه أن يُدخل منطقة الشرق الأوسط في دوامة من العنف والعنف المضاد، يصعب السيطرة على تداعياتها".

على مستوى المصالح الاستراتيجية المباشرة، لا تُغفل القاهرة التأثير المتصاعد للأزمة الإقليمية وإبادة غزة في البحر الأحمر، خصوصاً مع تصاعد الهجمات الحوثية على السفن المرتبطة بإسرائيل، في ظل ارتباط هذه الجماعة بطهران. وتعتبر مصر أن الحفاظ على أمن الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب أمر جوهري، ليس فقط لأمنها القومي، بل أيضاً لحماية مواردها الحيوية، وعلى رأسها قناة السويس. وهو ما أكدت عليه صراحة خلال زيارة عراقجي، حيث شدد السيسي على ضرورة عودة الملاحة الدولية إلى طبيعتها وتجنب التصعيد في هذه المنطقة الحساسة. وقد تعكس تحركات القاهرة الأخيرة، سواء من خلال زيارة عراقجي، أو الاجتماع الثلاثي في أوسلو، أو التنسيق المتواصل مع واشنطن، بداية مرحلة جديدة من الانخراط المرن، لكنها تبقى حتى الآن ضمن حدود اختبار النيات، في منطقة ملتهبة تتداخل فيها الخطوط الحمراء والخضراء.


سعيد شاوردي: البلدان بصدد كسر الجمود التاريخي في العلاقات

العلاقات المصرية ـ الإيرانية

في السياق، اعتبر سعيد شاوردي، المختص في الشؤون الإيرانية، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "هناك مؤشرات متزايدة على وجود نيات جادة لدى كل من إيران ومصر لترقية مستوى العلاقات بينهما، والانتقال بها إلى مرحلة جديدة تقوم على الانفتاح وتدشين صفحة شاملة في مجالات متعددة، سواء كانت دبلوماسية أو اقتصادية أو سياسية". وأضاف شاوردي أن "الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة ولقاؤه بالرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية المصري، عكسا هذا الاتجاه بوضوح، ورسّخا قناعة بأن البلدين بصدد كسر الجمود التاريخي في العلاقات، وفتح الباب أمام تعاون أوسع". وتابع شاوردي: "هذا الدور المصري يُنظر إليه رسالةً واضحة بأن دول المنطقة ومنها مصر باتت ترى أن الحلول السياسية والدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإنهاء الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني، وأن الخطاب العربي تجاه إيران بدأ يتحول من الشك والتوجس إلى الانخراط المسؤول".

Read Entire Article