ARTICLE AD BOX
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أنّ مستشفى غزة الأوروبي خرج كلياً عن الخدمة من جرّاء الأضرار الجسيمة التي لحقت به نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة أخيراً، علماً أنّ هذه المنشأة الواقعة في بلدة الفخاري بمحافظة خانيونس (جنوب) تُعَدّ من بين أبرز المرافق الطبية في القطاع الفلسطيني المنكوب الذي يتعرّض إلى حرب إبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على الرغم من هدنة هشّة تخلّلتها لم تدم شهرَين قبل أن تستأنف إسرائيل عدوانها على الفلسطينيين المحاصرين.
وأوضحت الوزارة، في بيان صحافي أصدرته اليوم، أنّ القصف ألحق أضراراً بالغة في البنية التحتية للمستشفى، شملت شبكة الصرف الصحي والأقسام الداخلية والطرقات المؤدية إليه، الأمر الذي جعل استمرار تقديم الرعاية الطبية أمراً مستحيلاً. أضافت أنّ الطواقم الطبية والمرضى فيه صاروا في خطر مباشر، ما اضطرّ العاملين إلى إخلاء مستشفى غزة الأوروبي وتعليق العمل فيه.
وأتت هذه المستجدّات في وقت ادّعت فيه إسرائيل أنّ استهداف مستشفى غزة الأوروبي جاء في إطار عملية أمنية استهدفت قياديين في حركة حماس. وفي حين لم تصدر الحركة، حتى كتابة هذا التقرير، أيّ تعليق رسمي ينفي تلك المزاعم أو يؤكدها، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الاحتلال لطالما حاول تبرير استهدافه المنظومة الصحية في قطاع غزة بادّعاءات لم تثبت صحتها قطّ. وقد تكرّر ذلك مع مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة شمالي القطاع، الذي كان يُعَدّ المستشفى الأبرز، ومع المستشفى المعمداني (الأهلي العربي) في مدينة غزة أيضاً، وغيرهما في مناطق أخرى من القطاع المحاصر والمستهدف.
ويُعَدّ مستشفى غزة الأوروبي مركزاً طبياً رئيسياً يقدّم خدمات تخصصية في جراحة الأعصاب والصدر والقلب والأوعية الدموية والعيون والقسطرة، بالإضافة إلى كونه المؤسسة الوحيدة المتبقية التي تتابع حالات مرضى السرطان في قطاع غزة بعد تدمير مستشفى الصداقة التركي في وقت سابق. وبحسب وزارة الصحة في القطاع، فإنّ خروجه عن الخدمة يحرم مئات المرضى من الرعاية ويهدّد حياة عشرات من الذين يحتاجون إلى علاج طارئ أو مستمرّ.
ويضمّ مستشفى غزة الأوروبي 260 سريراً للمبيت، و28 سريراً للعناية المركّزة، و12 حاضنة أطفال، و25 سريراً للطوارئ، و60 سريراً مخصّصاً لمرضى الأورام، وقد صارت كلّها خارج الخدمة، بحسب ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة. ويأتي ذلك في حين يواجه قطاع غزة أزمة صحية متفاقمة في ظلّ الحصار الإسرائيلي المستمرّ ومنع إدخال المستلزمات الطبية والأدوية، الأمر الذي يجعل فقدان أيّ مرفق طبي عبئاً إضافياً على منظومة صحية تعمل فوق طاقتها بالإضافة إلى كلّ الأضرار اللاحقة بها من جرّاء العدوان.
وتنصّ اتفاقيات جنيف على الحماية الصارمة للمستشفيات والعاملين في القطاع الصحي خلال النزاعات المسلحة، وتعدّ أيّ استهداف متعمّد للمنشآت الطبية انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني. وتؤكد منظمات دولية ووكالات تابعة للأمم المتحدة، من بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، أنّ الهجمات على المرافق الصحية تترك تداعيات كارثية على السكان المدنيين، خصوصاً في مناطق تعاني أصلاً من تدهور البنية التحتية الصحية.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
