ARTICLE AD BOX
أثار إعلان كبير مفاوضي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، عن طرح مقترح معدّل لوقف إطلاق النار في غزة ردات فعل متباينة في إسرائيل، تراوحت بين الهجوم الشديد والدعوة إلى المرونة، وسط تسريبات عن ضغوط أميركية متزايدة لإنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي مقدمة الرافضين لوقف الحرب على غزة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي شن هجومًا حادًّا على ما وصفه بـ"صفقة جزئية" في حال حصلت، قائلًا إن "حماس تعيش حالة من الضغط الشديد بسبب تغيّر آلية توزيع المساعدات وفقدانها السيطرة على السكان في غزة، بالتوازي مع استمرار الضغط العسكري". وأضاف: "يجب علينا الاستمرار في تشديد الحبل حول عنق حماس ودفعها نحو صفقة استسلام كاملة، تشمل تحرير جميع الأسرى دفعة واحدة"، محذرًا من أن "القبول الآن بصفقة جزئية سيمنح حماس شريان حياة وفرصة للتعافي"، قبل أن يختم بالقول: "لن أسمح بحدوث ذلك. نقطة".
من جهته، تبنّى وزير الخارجية جدعون ساعر موقفًا أكثر مرونة، مشيرًا إلى أن "إسرائيل وافقت قبل 11 يومًا على الاقتراح الأميركي بشأن الصفقة، وحماس هي من رفضته حتى الآن". وأضاف: "إذا وُجد احتمال حقيقي للإفراج عن الأسرى، يجب تحقيقه. هذا هو ما يريده غالبية الشعب، ويجب التصرف وفقًا للمصالح القومية، لا وفقًا للضغوط أو التهديدات السياسية".
في المقابل، أصدرت عائلات الأسرى بيانًا هاجمت فيه تصريحات سموتريتش، واصفة إياها بـ"العار"، ومضيفة: "كفّ عن تضييق الخناق على مصير الأسرى. سيذكر التاريخ ذلك. كفّ عن التصريحات الكاذبة والوعود الفارغة، وافعل ما يريده الشعب". فيما قال رئيس حزب المعسكر الرسمي، الوزير المستقيل بيني غانتس، إنه "لم يعد لدى نتنياهو أي عذر بعد 600 يوم من القتال، وعليه تبني المقترح الأميركي والدفع نحو خطة تعيد الأسرى".
من جهتها، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى "تفاؤل" في واشنطن بحدوث اختراق. وكشفت، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن المقترح يتضمن تسوية بين موقفي حماس وإسرائيل: من جهة تقترح إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين في اليوم الأول، كما تطالب إسرائيل، ومن جهة أخرى تقدم الولايات المتحدة ضمانات باستمرار وقف إطلاق النار حتى في حال تعثّر التوصل إلى تفاهم بشأن إنهاء الحرب، وهو مطلب أساسي لحماس.
كما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هناك اتفاقًا مبدئيًّا على معظم البنود، لكن الخلاف الرئيسي يدور حول مسألة إنهاء الحرب. وأشارت إلى أن ويتكوف يعتزم ممارسة ضغوط كبيرة على الحكومة الإسرائيلية لإبداء مرونة في هذا الملف، في ظل ما وصفته الصحيفة بـ"تململ أميركي" من تعنّت تل أبيب. وأضافت الصحيفة أن مفاوضات تجري خلف الكواليس بين الوسطاء بعيدًا عن التنسيق المباشر مع إسرائيل، ونقلت عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سئم من سلوك إسرائيل بشأن الحرب على غزة ويريد إنهاءها"، وفق تعبيرها.
