"داعش" ينشط مع إعادة تموضع قوات التحالف في شمال شرقي سوريا

1 week ago 3
ARTICLE AD BOX

<p>تستهدف خلايا "داعش" قوات سوريا الديمقراطية مستخدمة أسلحة خفيفة وقاذفات وألغاماً (اندبندنت عربية)</p>

تشهد مناطق عدة في سوريا عودة لافتة لنشاط تنظيم "داعش" من خلال عمليات وتحركات لخلاياه لا سيما في مناطق شمال وشرق سوريا التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). ولعل التطور الأمني الأبرز خلال الأيام القليلة الماضية كان استهداف التنظيم المتطرف عربة حماية قافلة لنقل النفط إلى مناطق الحكومة السورية، حيث استُهدفت السيارة التابعة لقوى الأمن الداخلي بلغم موجه أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر وجرح رابع. الاعتداء وقع أول من أمس السبت حين كانت عربة تابعة لقسم "أمن القوافل والطرق" تتقدم رتل الصهاريج المحملة بالنفط على الطريق الواصل بين محافظتَي الحسكة والرقة قرب "حاجز المكمن" بمنطقة "صباح الخير" في المثلث الإداري الواقع بين المحافظتين مع دير الزور.

تنظيم "داعش" وبعد ساعات من وقوع الاستهداف بث مقطعاً مصوراً للعملية متبنياً إياها كردّ على العمليات الأمنية التي تقوم بها القوى الأمنية التابعة للإدارة الذاتية في مخيم الهول، في حين أعلنت قوى الأمن الداخلي (الآسايش) عن بدء عمليات التمشيط والتحقيق في الحادثة، معتبرة في بيان أن هذا "العمل الإرهابي" يأتي في سياق تصاعد تحركات تنظيم "داعش" في مناطق متفرقة من شمال وشرق سوريا، لا سيما في محيط الهول وبعض الأرياف التابعة للرقة والحسكة، "حيث شهدت الفترة الأخيرة سلسلة هجمات وتسللات تستهدف استقرار المدنيين وأمنهم".

تزايد الهجمات

وفي ساعات الليل وبريف دير الزور الشرقي هاجمت مجموعة من مسلحي التنظيم نقطة عسكرية لقوات "قسد" في بلدة الشحيل واستخدم المهاجمون قذائف "آر بي جي" لتندلع بعدها اشتباكات مع حامية النقطة من دون ورود أنباء عن خسائر بشرية من الطرفين.

وسجل التنظيم المتطرف في الحادثة الأخيرة هجومه رقم 105 في مناطق الإدارة الذاتية منذ مطلع العام الحالي، وفق إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو رقم كبير مقارنة بنشاط التنظيم في بقية المناطق السورية، وهو ما يفسر سبب نشاط "قوات سوريا الديمقراطية" و"التحالف الدولي" في تعقب عناصر التنظيم واستمرار عملياتهم التي كان آخرها اعتقال عنصر أمني تابع للتنظيم يحمل الجنسية العراقية داخل مخيم الهول، حيث أعلنت "قسد" أن فرق العمليات العسكرية (TOL) نفذت السبت الـ31 من مايو (أيار) الماضي، عملية "أمنية دقيقة" بمشاركة قوات التحالف الدولي، أسفرت عن اعتقال شخص يدعى "صالح علي سلمان علي" يحمل لقبين هما "أبو خيرالله" و"أبو آواب".
وأفاد بيان "قسد" بأن المقبوض عليه "شارك بداية في معارك عدة مع ’داعش‘ ضد الجيش العراقي، وعندما قُضي على التنظيم في العراق لجأ إلى سوريا ودخل ’مخيم الهول‘ منتحلاً صفة لاجئ، حيث استأنف عمله مع التنظيم الإرهابي بصفة عنصر أمني. وكان يعمل على تجنيد الشباب ويزود ’داعش‘ بجميع المعلومات عن المخيم وعن تحركات خلايا التنظيم داخله".

التزام التحالف

وتتزامن تحركات "داعش" في مناطق شمال وشرق سوريا مع قرارات أميركية عسكرية وأخرى للتحالف الدولي بإعادة تموضع قواتها في قواعد في هذه المنطقة، إذ تعمد هذه القوات منذ أشهر على نقل عديد قواتها وتجهيزاتها من قاعدتي حقل العمر وكونيكو المتاخمتين للحدود مع العراق باتجاه ريف الحسكة والرقة. واعتبر "التحالف الدولي" أن هذه التحركات "تعزيزاً مدروساً لقواتهم في شمال شرقي سوريا وإعادة تموضع القوات ضمن عملية مدروسة ومرتبطة بالظروف الميدانية، وتهدف إلى تقويض قدرات ’داعش‘ وتعزيز الاستقرار الإقليمي"، مشدداً في الوقت نفسه على استمرار التنسيق الوثيق مع شركاء التحالف وتحديداً "قوات سوريا الديمقراطية" من أجل الحفاظ على الضغط على "داعش" والتعامل مع "التهديدات الإرهابية المحتملة".

وفي معرض استعراض جهوده، لفت "التحالف" إلى أن "الولايات المتحدة نفذت خلال العام الماضي عشرات الضربات الجوية ضد بقايا ’داعش‘، مشددةً على بقاء جاهزيتها لمواصلة العمليات عند الضرورة، كذلك تعمل على تقليص الأخطار المتعلقة بالمخيمات ومراكز الاحتجاز المرتبطة بـ"داعش" من خلال تقليص أعداد المقيمين فيها "بما يسهم بدعم الأمن والاستقرار الطويل الأمد في شمال شرقي سوريا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إعادة النازحين واللاجئين

في السياق، غادرت نحو 224 أسرة عراقية (840 شخصاً) مخيم الهول باتجاه الأراضي العراقية وذلك في إطار التنسيق بين "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا"، ولجنة الهجرة والمهجّرين في مجلس النواب العراقي، وانطلقت القافلة في الـ31 من مايو الماضي نحو الأراضي العراقية برفقة حراسة مشددة من قبل قوى الأمن الداخلي في إقليم شمال وشرق سوريا ومراقبة من "التحالف الدولي".
وبذلك ينخفض عدد العراقيين القاطنين في "مخيم الهول" حالياً وفق الإحصاء الذي حصلت عليه "اندبندنت عربية" من إدارة المخيم، إلى نحو 9321 شخصاً ضمن 2689 عائلة في حين يوجد 15523 شخصاً كأفراد ينتمون لـ4275 عائلة سورية، بينما يبلغ عدد الأجانب 6383 شخصاً ضمن 1895 عائلة من أكثر من 50 جنسية، وبذلك يبلغ العدد الكلي للقاطنين في "مخيم الهول" 31227 شخصاً ضمن 8859 عائلة.

آلية عودة السوريين

وزار الأسبوع الماضي وفد من حكومة دمشق برفقة "التحالف الدولي" مرافق المخيم والتقى المسؤولين في "الإدارة الذاتية" والمشرفين على المخيم وذلك بغية الاطلاع على أوضاع النازحين السوريين والعمل على تسيير عودتهم إلى مناطقهم الأصلية، حيث غالبية القاطنين السوريين في المخيم ينتمون إلى مناطق سيطرة الحكومة الجديدة (غرب الفرات)، وفق ما كشف مسؤول مكتب شؤون النازحين واللاجئين في هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة الذاتية، شيخموس أحمد، موضحاً أن "هدف زيارة وفد دمشق كان الاطلاع على وضع المخيم من جهة عدد السوريين الموجودين فيه وعدد العائلات والأفراد ومناقشة إيجاد آلية لإعادتهم إلى مناطقهم من دون التوصل إلى اتفاق حالياً"، متمنياً الإسراع في التنسيق مع الإدارة الذاتية لإعادة السوريين "كون أعدادهم كبيرة داخل المخيم" وذلك عبر التنسيق مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة لتنظيم رحلات العودة إلى مناطقهم الأصلية.

subtitle: 
تجاوز عدد هجمات التنظيم المتشدد على مواقع "قسد" الـ100 منذ مطلع العام
publication date: 
الاثنين, يونيو 2, 2025 - 20:30
Read Entire Article