ARTICLE AD BOX
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الاثنين، إن بريطانيا لا تستطيع تجاهل التهديد الذي تشكله روسيا، وذلك قبل نشر مراجعة دفاعية استراتيجية من المتوقع أن تدعو إلى جاهزية أكبر لخوض حرب حديثة. وعند سؤاله عما إذا كانت بريطانيا ستضطر لإرسال قوات للمشاركة في صراع أوروبي مستقبلي، قال ستارمر لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "لا يمكننا تجاهل التهديد الذي تشكله روسيا... لقد رأينا ما حدث في أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات".
وأشار إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى أن تكون مستعدة وجاهزة، لافتاً إلى أن روسيا أظهرت في الأسابيع الأخيرة عدم جديتها بشأن السلام. ويأتي هذا فيما من المقرر أن يلتقي ممثلون عن أوكرانيا وروسيا مجدداً، اليوم الاثنين، في إسطنبول لإجراء محادثات حول سبل محتملة لإنهاء الحرب. وقالت وزارة الخارجية التركية إنه من المقرر أن تنطلق المحادثات الساعة 12 ظهراً (10:00 بتوقيت غرينتش)، في قصر شيراجان بالمدينة.
وقال ستارمر في حديثه إلى "بي بي سي": "نحن ندخل حقبة جديدة في مجال الدفاع والأمن"، مشيراً إلى أن هناك "اضطرابات وتهديدات أكبر"، وأنه يريد من مراجعة الإنفاق الدفاعي التي أجرتها حكومته أن توضح التحديات التي تواجهها المملكة المتحدة والتي يُحتمل أن تواجهها، وأوضح أن المبادئ هي "الاستعداد للقتال"، ووجود قوات مسلحة متكاملة، و"نهج حلف شمال الأطلسي (الناتو) أولاً". وأضاف: "إذا أردنا ردع الصراع، فإن أفضل طريقة للقيام بذلك هي الاستعداد له".
ورداً على سؤال بشأن الهجمات بالطائرات المسيّرة التي شنّتها أوكرانيا على قواعد جوية في أنحاء روسيا في نهاية الأسبوع، أكد ستارمر أن أوكرانيا لم تُهزم من روسيا، وأن لها "الحق المطلق" في الدفاع عن النفس، لافتاً إلى أنه في كل مرة يزور فيها أوكرانيا يقول إنه معجب تماماً بالشجاعة والصمود اللذين يؤكدان استمرارها في القتال، معتبراً أنه بسبب هذا الصراع، أصبحت أوكرانيا "واحدة من أقوى القوى المقاتلة في أوروبا".
تفاصيل المراجعة الدفاعية البريطانية المرتقبة
وتعتزم بريطانيا توسيع أسطولها من الغواصات الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية في إطار المراجعة الدفاعية التي من المقرر نشرها اليوم، وتستهدف إعداد البلاد لخوض حرب حديثة ومواجهة التهديد الروسي. ويسعى ستارمر، مثل غيره من الزعماء الأوروبيين، جاهداً لإعادة بناء القدرات العسكرية للمملكة المتحدة، في أعقاب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن القارة الأوروبية بحاجة إلى الاضطلاع بمسؤولية أكبر لتحقيق أمنها الخاص.
ومن شأن مراجعة الدفاع الاستراتيجي أن تدعو القوات المسلحة البريطانية للانتقال إلى حالة "الاستعداد للقتال"، وتحديد التهديدات التي تواجهها، بما في ذلك العدوان الروسي. وقال ستارمر لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "لا يمكننا تجاهل التهديد الذي تشكله روسيا.. لقد رأينا ما حدث في أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات".
الغواصات الهجومية
ومن بين التغييرات، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن لندن ستبني ما يصل إلى 12 من غواصاتها الهجومية من الجيل الجديد، التي تعمل بالطاقة النووية لكنها تحمل أسلحة تقليدية وليست نووية، لتحل محل الأسطول الحالي المكون من سبع غواصات اعتباراً من أواخر 2030. وتشغل بريطانيا أسطولاً منفصلاً من الغواصات المزودة بأسلحة نووية. وأعلنت الحكومة، لأول مرة، أن برنامجاً قائماً لتطوير رأس نووي جديد لتحل محل النموذج الذي يستخدمه الأسطول سيكلف 15 مليار جنيه إسترليني.
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي "مع غواصات جديدة ومتطورة تقوم بدوريات في المياه الدولية وبرنامجنا الخاص للرؤوس النووية على السواحل البريطانية، فإننا نجعل بريطانيا آمنة في الداخل وقوية في الخارج". وستكون الغواصات الجديدة نموذجاً تطوره المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا، بموجب شراكة أمنية ثلاثية تعرف باسم "أوكوس".
(رويترز، العربي الجديد)
