"سر" تصعيد الموقف الحكومي ضد "حزب الله"

المواقف الأخيرة لرئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام فتحت جبهة بينه وبين "حزب الله"، فتصريحاته بأن عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى، وأن الحكومة لن تسكت على بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة، أثارت غضب الثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" اللذين شنت وسائل إعلامهما كما مناصريهما حملة ضد سلام، حتى أفادت تقارير بأن رئيس الجمهورية جوزاف عون دخل على خط التهدئة بين الجانبين لتفادي كباش سياسي بينهما يعرقل العمل الحكومي، فماذا وراء تصعيد سلام ضد "حزب الله"؟ 

يقول الكاتب والمحلل السياسي سمير سكاف، إن رئيس الحكومة اللبنانية يعمد إلى "تطبيق مضمون البيان الوزاري لجهة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية"، فضلاً عن تطبيق خطاب قسم رئيس الجمهورية، مضيفاً أنه يأخذ أيضاً في الاعتبار "الضغوط والإرادة الدولية لجهة تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار بين الجانب الإسرائيلي والحكومة اللبنانية التي أخذت موافقة حزب الله عبر رئيس البرلمان نبيه بري للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار ’1701 بلاس (+)‘"، مما يعني تطبيق القرار جنوب وشمال نهر الليطاني على كامل الأراضي اللبنانية. ويضيف سكاف أن سلام يتجاوب كذلك "مع إرادة اللبنانيين بالذهاب إلى نوع من سلام حقيقي داخل الأراضي اللبنانية والذهاب نحو بناء الدولة"، وهو ما يتطلب "أن يكون وجود السلاح حصرياً في يد الجيش اللبناني".

ويوضح الكاتب السياسي أن التصعيد الأخير في خطاب سلام "قد يكون عائداً بعض الشيء لقراءته لأحداث المنطقة"، مشيراً إلى زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ولقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية. ويضيف سكاف، "قد تكون هناك معطيات إقليمية تؤدي إلى بعض التأثيرات وإلى ضغوط قد يعانيها لبنان نظراً إلى المواقف الأميركيية على وجه التحديد، خصوصاً المواقف التي تقوم (الموفدة الأميركية) مورغان أورتاغوس بتبليغها للمسؤولين اللبنانيين".

ويختم سكاف، مشيراً إلى احتمال وجود "جملة من الأمور تدفع برئيس الحكومة لمحاولة تجنيب لبنان مزيد من الضغوط أو مزيد من التهديدات العسكرية الإسرائيلية، التي نراها كل يوم إن كان على شكل اغتيالات أو بعض التوغلات أو بعض التهديدات التي قد تكون وصلت بشكل غير مباشر إلى الحكومة اللبنانية عبر الوسيط الأميركي".

Listen to ""سر" تصعيد الموقف الحكومي ضد "حزب الله"" on Spreaker.