ARTICLE AD BOX

<p>إيرانيون تجمعوا حول أنقاض مبنى دمرته غارة إسرائيلية على طهران (أ ف ب)</p>
أكثر من 100 انفجار منذ فجر أمس الجمعة، هزت عشرات المدن والمنشآت العسكرية والنووية في إيران، مما تسبب في ساعات من القلق والتوتر لدى المواطنين في أنحاء البلاد.
هذه العملية العسكرية غير المسبوقة والمتعددة الأبعاد التي نفذها الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، والتي بدأت قرابة الساعة 2:30 فجراً بتوقيت إيران في العاصمة طهران، ثم امتدت إلى مدن أخرى، شكلت ضربة قاصمة للبنية الدفاعية والأمنية الإيرانية.
وقد أثارت دقة الهجمات واتساع نطاقها، واختراقها الكامل لمنظومات الدفاع الجوي الإيرانية، إلى جانب تنفيذ قوات كوماندوس من "الموساد" لعمليات ميدانية، ونشر وإخفاء جزء من المعدات العسكرية والطائرات المسيرة داخل الأراضي الإيرانية، دهشة عدد كبير من الخبراء والمحللين في الشؤون العسكرية.
ووفقاً لما أعلنته هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية حتى ظهر الجمعة، فإن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، وقائد مقر "خاتم الأنبياء" التابع للحرس الثوري غلام علي رشيد، إضافة إلى ما لا يقل عن ستة من كبار مديري ومختصي المنشآت النووية الإيرانية، هم من بين القتلى المؤكدين في هذه العملية العسكرية. كما أفادت التقارير بأن الحالة الصحية لعلي شمخاني، مستشار علي خامنئي والمسؤول عن الملف النووي الإيراني، "حرجة للغاية"، ثم عادت وأكدت هذه التقارير مقتل شمخاني.
ومنذ بدء العملية المفاجئة التي نفذتها إسرائيل وبدء الانفجارات في العاصمة طهران، تلقت "اندبندنت فارسية" عدداً كبيراً من مقاطع الفيديو والصور من مواطنين داخل إيران، إذ نقلوا من خلالها مشاهداتهم المباشرة لأوضاع الشوارع، كما عبروا عن مشاعرهم حيال مقتل أبرز القادة العسكريين في النظام الإيراني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المواطن مجيد، أحد سكان منطقة "مرزداران" في طهران، أرسل مقاطع فيديو وصوراً توثق انفجار منزل أحد كبار قادة الحرس الثوري في زقاق البرز-9، وكتب "كان الانفجار عنيفاً للغاية لدرجة أن نوافذ منزلنا تحطمت. في اللحظات الأولى سادت حال من الذعر، فهرع الجميع إلى الشارع، لكن حين علمنا من الأخبار أن الانفجار نفذ من قبل إسرائيل وأن قائد الحرس الذي يسكن قربنا قد قتل، هدأنا قليلاً. أعتقد أنه هجوم صاروخي وكان بالغ الدقة، إذ استهدف منزله فقط من دون أن يتعرض الجيران لأي أذى يذكر".
لا سيما، وهي مواطنة من سكان حي "نارمك" في طهران، قالت "سمعنا صوتاً مرعباً يشبه انفجار قنبلة، فاختبأنا تحت السرير من شدة الخوف. لاحقاً علمنا أن هذا المكان كان مسكن أحد مهندسي البرنامج النووي التابع للحرس الثوري. نحن لا نؤيد الحرب، لكن استمرار النظام سيجعل ظروف المعيشة أسوأ من ظروف الحرب نفسها".
وفي الوقت نفسه نشر الحساب الرسمي لإسرائيل باللغة الفارسية على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر مراحل من العملية السرية التي نفذها جهاز الاستخبارات "الموساد" داخل الأراضي الإيرانية. وقد صورت هذه الفيديوهات من داخل مقار تابعة لـ"الموساد" داخل إيران، وأبرزت التنسيق الوثيق بين "الموساد" والجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى للهجوم. وبحسب التقارير، فإن هذه العملية السرية ارتكزت على تدمير البنية التحتية الدفاعية الإيرانية، تزامناً مع إطلاق صواريخ دقيقة وشن غارات جوية من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.
أرسل أحد المواطنين من الأحواز مقطع فيديو يظهر انفجاراً هائلاً في مركز عسكري قرب معبر "الجذابة" الحدودي إلى صحيفة "اندبندنت فارسية"، وكتب "نحن خائفون، كل ما نأمله هو أن تؤدي هذه الهجمات في النهاية إلى تحرير البلاد في أقرب وقت ممكن".
كان حجم المراكز التابعة للحرس الثوري التي استهدفت في هذه الهجمات كبيراً للغاية وغير مسبوق، إذ شملت الضربات حتى المستودعات الصغيرة في المدن. وأظهر أحد المقاطع المصورة الواردة تدمير مركزين ومخزنين صاروخيين تابعين للحرس الثوري في مدينة "پيرانشهر" بمحافظة أذربيجان الغربية.
مواطن آخر من طهران، أرسل مقاطع فيديو من حي "چيتكر" غرب العاصمة طهران، وأفاد بأن مبنى عسكرياً- أمنياً في المنطقة قد تعرض أيضاً لهجوم صاروخي.
في أحدث التطورات المتعلقة بالهجمات العسكرية الواسعة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في إيران، التي لا تزال مستمرة حتى الساعة 13:30 بتوقيت طهران، تم نشر فيديوهات تظهر انفجارات في مراكز عسكرية بمدينتي تبريز وشيراز. هذه العمليات تؤكد التزام رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، بوعده صباح اليوم بأن "الهجمات ستستمر على إيران طالما كان ذلك ضرورياً".
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"